الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الأسد» يوافق على طوق النجاة الروسى ويسلم سلاحه الكيماوى




كتبت - ابتهال مخلوف ووكالات الأنباء

يحاول الرئيس الأمريكى باراك أوباما المستحيل للتأثير على أعضاء الكونجرس وتأمين موافقة ضرورية، لمعاقبة الرئيس السورى بشار الأسد بضربة عسكرية، لازهاقه مايزيد عن 112 ألف شهيد على يد نظامه فى 900 يوم تقريباً، فضلا عن استخدامه أسلحة كيماوية فى هجوم الغوطة فى 21 اغسطس الماضى، وتعد هذه الضربة بمثابة أكبر هدية للأسد فى عيد ميلاده الذى يوافق 11 سبتمبر، حيث يشعل شموع الفرح، بينما تشعل أمريكا شموع الحزن على قتلاها بتفجيرات ذلك اليوم من 2001 بواشنطن ونيويورك.
وكان قد القى الرئيس الأمريكى خطاب من البيت الابيض أمس، لكن لم يتسنى معرفة ما جاء فى الخطاب حتى مثول الجريدة للطبع بسبب فروق التوقيت بين القاهرة وواشنطن.
وفى الوقت الذى استدعت فيه الرئاسة الأمريكية وزيرة خارجيتها السابقة هيلارى كلينتون لدعم خيارات اوباما لضرب سوريا، قامت روسيا مجدداً بتغيير المعادلة باعلانها الاقتراح على حلفائها فى النظام السورى بوضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولى ومن ثم تدميرها، فى مبادرة سارعت دمشق الى الترحيب بها.
ويبدو ان الرأى العام الأمريكى غير مقتنع بضرورة قيام بلاده بالتدخل مجددا فى الشرق الاوسط، وذلك بعد عود آخر الجنود الأمريكان من العراق قبل 21 شهرا ودخول الانتشار العسكرى فى افغانستان عامه الثالث عشر.
وبحسب استطلاع لشبكة «سى إن إن» ومعهد «او آر سى انترناشيونال» نشرت نتائجه أمس الأول، ان 59% من الشعب الأمريكى ابدوا رغبتهم فى عدم تصويت الكونجرس لصالح قرار شن ضربات عسكرية على سوريا، حتى وإن كانت محدودة، كما اكد اكثر من 70% منهم أن الضربات لن تخدم مصالح بلادهم.
ويرى توم بالدينو الاختصاصى فى شئون الرئاسة الأمريكية فى جامعة ويلكيس بولاية بنسيلفانيا أن على اوباما بذل جهود كبيرة ليكون مقنعا فى خطابه، لافتا انه لا يعتقد ان خطاباً غير الرأى العام، حتى وان كان لها اثرفعندما يتخذ الرأى العام اتجاها معينا، فمن الصعب قلب هذا الاتجاه فيما يبدو انه رد فعل على المبادرة الروسية بشأن سوريا التى تقضى بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت المراقبة الدولية وتدميرها لتجنب تعرض دمشق لضربات عسكرية، أعلن وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس أن بلاده ستقدم مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يضع شروطا لدمشق ويطالبها بوضع أسلحتها الكيماوية تحت سيطرة دولية والقبول بتفكيكه، مشيرًا إلى أن الاقتراح ينطلق من خمس نقاط تتضمن اعتراف الأسد بترسانته الكيماوية وإخضاعها للتفتيش الدولى.
وقال فابيوس إن مشروع القرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذى يشمل إجراء عسكريا محتملا وإجراء وغير عسكرى لإقرار السلام سيحذر من عواقب وخيمة للغاية إذا انتهكت سوريا هذه الشروط، مضيفا ان الأسد يملك ترسانة كبيرة من السلاح الكيماوى تبلغ مئات الأطنان وان موسكو على علم تام بها.
فيما نقلت وكالة» انترفاكس» الروسية للأنباء عن وليد المعلم وزير الخارجية السورى قوله أمس إن الحكومة السورية قبلت العرض الروسى بوضع أسلحتها الكيماوية تحت السيطرة الدولية لتفادى التعرض لضربة عسكرية أمريكية.
ونقلت الوكالة عن المعلم قوله لرئيس مجلس النواب الروسى فى موسكو «أجرينا جولة من المحادثات المثمرة جدا مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف يوم الإثنين الذى اقترح مبادرة تتعلق بالأسلحة الكيماوية. وفى المساء وافقنا على المبادرة الروسية.»
 ومن جانبه أعلن الائتلاف السورى المعارض امس  رفضه لمقترح روسيا حول وضع السلاح الكيميائى تحت رقابة دولية، منددا بالعرض الروسي، واصفة إياه بالمناورة السياسية.
وفى الوقت نفسه  قالت مصادر إسرائيلية كبيرة إنه يجب النظر بمزيد من الشكوك إلى موافقة سوريا على الاقتراح الروسى القاضى بمراقبة الأسلحة الكيماوية الموجودة بحوزتها وتدميرها، مضيفة انه إذا تحقق الاقتراح الروسى فإن الأمر سيتيح للولايات المتحدة الخروج من مأزقها الحالى وتذليل الصعوبات السياسية التى تعترض الحصول على ضوء أخضر سياسى للعملية العسكرية فى سوريا.
من ناحية اخرى استنكر الأسد صفة «جزار» التى أخبره الإعلامى الأمريكى تشارلى روز فى مقابلة مع محطة «سي.بي.أس» اول امس بأن شعبه يصفه بها فرد، قائلا:عندما يوجد طبيب ليبتر قدم مريض ويجنبه الموت بالغرغرينا، فأنت لا تسميه جزارا بل تسميه طبيباً، وتشكره على إنقاذ حياته.
وفى الاثناء دعت وزارة الأوقاف السورية، إلى حملة مليونية لقراءة أدعية «حسبنا الله ونعم الوكيل وأستغفر الله وأتوب إليه»، رغم ان النظام السورى العلمانى هو من هدم أكثر من 1450 مسجداً منذ بداية الثورة قبل 30 شهراً، طبقاً لإحصائية من «الشبكة السورية لحقوق الإنسان».
الى ذلك ذكرت تقارير الاستخبارت الغربية إن ترسانة سوريا الكيماوية تتألف من نحو ألف طن من العناصر الكيماوية  والتى استوردتها من روسيا وإيران منذ سنوات، وتعتبر أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية فى المنطقة
وتتضمن هذه الترسانة الكيماوية غاز «الخردل»، وغاز «الإيبيريت»، وغاز الأعصاب و»السارين» الذى يعد أخطر الأنواع، ويعتقد أنه استخدم فى الهجوم على غوطة دمشق الشهر الماضي.
ويقدر هذا المخزون بعدة آلاف من القنابل الجوية معظمها مليئ بغاز «السارين»، إضافة إلى 150 رأس حربى مخصصة لصواريخ باليستية بعيدة وقصيرة المدى، وقذائف للمدفعية متنوعة. وتتوزع هذه الأسلحة على مخزنين أولهما شمالى شرق العاصمة دمشق والثانى شمال حمص،كما تمتلك سوريا وفقاً لأجهزة الاستخبارات، أربعة مصانع لإنتاج الأسلحة الكيماوية، الأول فى السفيرة بمحافظة حلب، والثانى قرب المدينة الصناعية فى حمص، والثالث جنوب حماة ويعتقد أنه ينتج غاز «الأعصاب» و»السارين» و»التابون»، ومصنع رابع لإنتاج الأسلحة الكيماوية غرب اللاذقية.
وفى الوقت نفسه  سلم الجيش السورى الحر الولايات المتحدة لائحة بأهداف محددة من شأنها أن تضعف الجيش النظامى، معلنا انضمامه إلى الجماعات «الجهادية» بمسعى لدخول دمشق.
وافادت  شبكة «سكاى نيوز ان الحر يعمل مع أجهزة الإستخبارات الأمريكية لتحديد الأهداف التى من شأنها إحداث تغيير فى النظام، مضيفة ان قادة بارزين فى الحر بمدينة حلب، أكدوا بأنهم زوّدوا الإستخبارات الأمريكية بـ 5 أهداف محددة يعتقدون أن ضربها من شأنه أن يحط من قدرات الجيش السورى من دون أن يؤثّر على السكان المدنيين.