الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الحكومة» تركتنا فريسة لأصحاب شركات الأقطان




الفيوم - حسين فتحى
لم يعد القطن الهرم الزراعى الأول لمزارعى الفيوم. وانتهت أسطورته بأن كان يوما بمثابة الموسم الذى يجعل الفلاح يقضى كل حاجاته من تزويج الأبناء وتجديد المنازل وشراء كل ما يريده من إيراد القطن وذلك فى ظل سياسات اقتصادية فاشلة منذ أن تم استنباط أصناف غير مناسبة للفلاح هموم مزارعى القطن نرصدها فى السطور التالية.

حسين عبد الوهاب "من كبار مزارعى القطن" يتباكى على أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بسبب ضياع هيبة القطن وسرقة سلالاته الأصلية التى كانت تجلب لمصر الدولار والاسترلينى وجعل من يوم التاسع من سبتمبر عيد للفلاح. وأشار الى أنه بعد فترة عبدالناصر دخل اليهود مصر وقاموا "بسرقة أمهات السلالات الأصلية من أصناف القطن طويل التيلة والأشمونى ودندرة وهذه الاصناف كانت قابلة للتصدير وتنتظرها الأسواق العالمية.
ويضيف محمد عبدالكريم "مزارع": زرعت 6 أفدنة قطن وانفقت على الفدان الواحد حوالى 1000 جنيه للجنى وحوالى 600 جنيها للأسمدة و1700 جنيه "للسباخ" ناهيك عن مصروفات تنظيف الزرع من الحشائش الغريبة وللأسف بعد جنى حوالى 30 قنطارا لم أجد لهم تسويق والمحصول مهدد للتلف خاصة انه ليس مثل المحاصيل الآخرى فتسويقة معروف.
ويشير سيد رجب "فلاح" الى انه يمتلك 3 أفدنة قام بزراعة فدادين منها بالقطن خاصة ان هذا المحصول لا يستهلك مياه كثيرة فى ظل ندرة مياه الرى فى منطقة بطن أهريت.
وتقول جميلة محمد توفيق انها بعد وفاة زوجها وترك لها فدانين وثلاث بنات فشلت هذا العام فى تدبير نفقات زواج أبنتها " وفاء " بسبب عدم قدرته على بيع 12 قنطار قطن من ناتج أرضها. وأوضحت سيد أنها ذهبت الى أحد التجار والذى عرض عليها مبلغ 3 آلاف جنيه لحين تحديد سعر القطن وهذا التصرف سيجبرنا على بيع المحصول بـ"تراب الفلوس" حسب قولها وتسبب فى خسائر كبيرة بالنسبة لها. ويلفت أيمن عويس "فلاح" الى أن زراعة القطن لم تعد ترضى طموح الفلاحين مثلما كان يحدث فى الماضى مع أبائهم الذين شيدوا منازلهم وزوجوا ابنائهم من ناتج محصول القطن مؤكدا أن القطن خلال الأعوام الأخيرة لم يعد الذهب أصبح مثار قلق للفلاح. وتساءل ماذا نفعل فقد أدمنا زراعته "مثل الأفيون" ولم نعد نستطيع الأستغناء عنه أملا فى العودة الى الزمن الماضى. ويشير عزت عبد العاطى إلى  أن مكسب القطن ينصب فقط للعاملين فى الجنى حيث يحصل الرجل اوالسيدة على 20 جنيها  خلال 4 ساعات عمل من 6 صباحا حتى العاشرة لينتهى قبل سخونة الشمس. ويطالب عادل عكوش "مزارع" بضرورة عودة نظام التوريد لبنك التنمية والأئتمان الزراعى بعد فشل نظام تحرير القطن والذى جاء لصالح بعض الشركات والتى يتحكم فيها  كبار المسئولين منها يستعبدون الفلاحين ويجعلونه أسيرا لهم مما يدفع مزارعى القطن لبيع المحصول لهم بالأسعار التى يريدونها. ويوضح محمد أبوزيد "مزارع" أن القطن يمكث فى الأرض حوالى 9 أشهر ينفق فيها الفلاحون "دم قلوبهم" وللأسف بعد ذلك يأتى الناتج هزيلا لا يتعدى 500 جنيه يوفرها الفدان بعد جملة المصروفات. الى ذلك يطالب الدكتور حسين طرفاية الخبير بمعهد البحوث الزراعية الحكومة بتحديد أسعارالقطن قبل زراعته وتحمل تكاليف نقلة ومستلزماته وأنتاجه من أسمدة ومييدات وتحديد سعر "الرتبة"  بالاضافة الى أجبار بنوك التنمية والتعاونيات بأستلام القطن من المزارعيين وعدم تركهم فريسة للتجار وأصحاب الشركات. ويكمل حمدى صالح مدير عام الشئون الزراعية بمديرية الزراعة بالمحافظة أنه تم زراعة 16 الف فدان بالمحافظة من صنف جيزة 90 وأن متوسط انتاج الفدان هذا العام يصل الى 6 قناطير مشيرا الى انه سيحدث أنفراجه لمزارعى القطن حيث سيتم توريد المحصول الى الشركات العاملة فى تجميع الأقطان وفروع الجمعية المركزية وحلقات القطن حتى لا يقعوا فريسة للسماسرة غير المعتمدين.  
من جانبه يؤكد اللواء سعد العجمى سكرتير عام محافظة الفيوم أن هناك قرارا قد صدر من محافظ الفيوم بحظر نقل القطن من المحافظة حفاظا على سلالات صنف جيزة 90 " إكثار" الذى تم زراعتة فى مركزى سنورس والفيوم وهومن الأصناف المتميزة وحتى يتم أجبار الشركات العاملة فى توريد القطن على توفيرة لمصانع الغزل والنسيج والحفاظ على ثبات سعرة للفلاحى المحافظة.