الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

يا كل المهزوزين عن أى مصالحة تتحدثون





بقلم - محمد راشد
إلى كل من عرفوا بالنخبة.. إلى كل المهزوزين من الداخل، إلى كل الخلايا النائمة.. وأخيراً إلى كل المخنثين سياسياً أسأل عن أى مصالحة تتحدثون ومن أعطاكم الحق فى التنازل عن كل الدم الذى سال؟.. هل سألتم أمهات الجنود الذين قتلوا بلا ذنب أو جريرة فى سيناء؟.. هل تحدثتم مع أبناء وأمهات وزوجات لواءات وضباط الشرطة الذين قتلوا فى كرداسة وأسوان وكل الأقسام التى هوجمت؟ لو فعلتم ذلك وحملتم التوكيلات بالتحدث باسم هؤلاء فلن يتصالح شعب روع وقتل أبناؤه فى الشوارع بلا ذنب أو جريرة فعلوها، سوى أنهم أحياء وقتلى قد رفضوا الذل والمهانة من أناس يتخذون الدين مطية ليصلوا بها إلى الحكم ثم يلعنون الجميع ديناً ودولة وشعباً، وهذا ما فعلوه دائماً كابراً عن كابر، فأينما كانت السلطة فالجماعة معها أو قربها أو تتقرب منها، ولننظر إلى التاريخ فهذا هو مرشدهم الأول حسن البنا عالم 1923 يصف أحد أفجر ملوك مصر الملك فاروق فى خطاب له بالملك الرشيد، وفى نهاية الخطاب يقول البنا: «ما زلتم للإسلام زخراً وللمسلمين حصناً» وبينما يهتف المصريون فى الشوارع مستهزئين بسلوك الملك فاروق وأمه: «ويكا يا ويكا هات أمك من أمريكا» يكتب البنا مقالاً عن الملك التى ضم القرآن إلى قلبه ومزج به روحه وأن صلاح المسلمين فى كل الأرض سيكون على يديه، وقال البنا: «أكبر الظن أن الأمنية الفاضلة ستصير حقيقة ماثلة وإن الله اختار لهذه الهداية العامة - لاحظ الكلمة - «الفاروق» فعلى بركة الله يا جلالة الملك ومن ورائك أخلص جنودك.
فى نفس العام طالب النحاس بالحد من نفوذ الملك غير الدستورى على مؤسسات الدولة وتخرج جموع المصريين تهتف: «الشعب مع النحاس» فتخرج مظاهرات الجماعة تهتف: «الله مع الملك» هذا هو الشرع والشرعية فى عقيدة الإخوان المتأسلمين السلطة ثم السلطة وفى عام 38 يصف البنا الملك فاروق بأمير المؤمنين فى مقال بعنوان «الفاروق يحيى سنة الخلفاء الراشدين» فالابتذال صنعة إخوانية متوارثة من المؤسس لا جازاه الله خيراً على أفعاله، ولننظر إلى احترام الإخوان للقرآن ولعبهم بكلماته ففى عهد إسماعيل صدقى الذى قتل الطلاب وصادق اللورد بلفار صاحب وعد بلفر والصديق الصادوق للكثيرين من قادة اليهود والذى وقفت ضده كل أطياف الشعب قال عنه الإخوان: «واذكر فى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً» صدق الله العظيم وكذب الإخوان المتأسلمون.
وقصة الإخوان مع ثورة 52 كما القصة فى 2011 هم ادعوا كذباً وبهتاناً أنهم أصحاب الثورة ولننظر سوريا إلى ما كتبه المرشد حسن الهضيبى فى دفتر تشريفات القصر قبل الثورة بأيام معدودة يقول المرشد: «رفع فروض الولاء للملك المفدى ونستنكر الصيحات التى تعالت ضد أعتابكم السامية ونؤكد بعد الإخوان المسلمين كل البعد عنها» هذا كلام مرشد الجماعة التى طالبت عبدالناصر فيما بعد باقتسام الحكم وظلوا على عنادهم مع ناصر حتى جرت محاولة قتلة فى المنشية، وكانت نتيجة هذه المحاولة أن امتلأت السجون بهم وأغلقت ذاكرتهم على قولة مرسى الستينيات وما أدراك ما الستينيات! وظلوا فى غياهب السجون حتى جاء السادات وبعد العديد من الوساطات فى الداخل والخارج فكر السادات فى استخدامهم وأخرجهم لكى يضرب بهم طلاب اليسار فى الجامعات، وكان كمن يربى الأفعى فى حجرة فلما أحست بالدفء قامت بالفعل المعتاد منها فعقرت من أدفأها وانتهى السادات وعاد الكثيرون من الجماعة إلى السجون وبعد مجيء مبارك بسبع سنوات يذهب مأمون الهضيبى ومعه أعضاء مجلس الشعب عن الإخوان ويعطون البيعة لمبارك مسجلة فى مضبطة مجلس وتحلو الدنيا وتزدهر شركات الإخوان وتفتتح سوزان مبارك بعضها فى مناسبات عديدة وينهئ عاكف مبارك على نجاح رحلة علاجه الأولى بألمانيا 2004 وفى 2005 يعلن عاكف مرشد الإخوان المتأسلمين تأييد الجماعة لترشيح مبارك لولاية جديدة ويتمنى لقاءه والتحدث معه، وفى 2009 يؤيد مهدى عاكف ترشيح جمال مبارك للرياسة فلا مانع من ناحية المبدأ وفى 2010 يقول بديع فى برنامج العاشرة مساء: «إن مبارك أب لكل المصريين والمصريين عايزين حقهم من أبوهم» وفى 2011 يتفقون مع المجلس العسكرى على الثورة والثوار بعد أن أعادوا زوراً وبهتاناً أنهم أصحاب الثورة وزورت انتخابات الرياسة واعتلوا سدة الحكم فما كان منهم إلا أن أداروا ظهورهم لكل الناس حتى عاصرى الليمون وقتل من الشباب من قتل وسجن من سجن وحاولوا بقدر الإمكان السيطرة على كل مفاصل الدولة المصرية بشتى الطرق، ولكن كما يقول المثل الشعبي: «إن الله لا يعطى لقحف عدل» ولأن الخيانة طبع واسألوا الذئب من قال له إن أباه ذئب فقد خانوا السماء والأرض فهل يصعب على مثلهم خيانة الشعب؟ بالطبع لا فعلاقة الإخوان بالأمريكان تساوى عمر الجماعة فالأمر يرجع لحسن البنا نفسه مؤسس الجماعة ففى كتاب «مع الإمام الشهيد حسن البنا» «ص12» يحكى المؤلف عن اتفق فيه على التعاون بين السفارة والجماعة وقال الإمام: إن التعاون فيما بيننا فكرة جيدة، والآن ما الذى يمنع الشاطر أو أياً من أفراد الجماعة من التعاون مع الأمريكان من خلف ظهر الدولة ما دام هذا كان مسلك المرشد الأول للجماعة؟! ومن شابه أباه فما ظلم، فالخسة مبدأ لا تحيد عنه الجماعة منذ البنا فى كل تعاملاتها فلا وطن ولا دين يقف أمام تحقيق أحط وأقذر الأهداف، لذلك باعوا الأرض والعرض، باعوا مصر شعباً وأرضاً ودولة، لذلك لا يجوز لأى مهزوز أن يحدثنا عن المصالحة فلا مصالحة مع من قرر أن يحكمك أو يقتلك فكيف تكون الحياة مع ذئب مسعور فى غرفة واحدة؟ أجيبوا يا أولى الألباب يرحمكم الله إن جازت عليكم الرحمة؟!