الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

اغتيال تاريخ محمد على فى المنيل




 وقد أنشأ قصره الفريد هذا إحياء للعمارة الإسلامية التى عشقها فبنى أول الأمر قصرًا للإقامة ثم أكمل بعد ذلك باقى سرايا القصر، وقد قام الأمير بنفسه بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، وأشرف بالتالى على كل خطوات التنفيذ.
وتبلغ المساحة الكلية للقصر حوال 61711 مترًا مربعًا منها خمسة آلاف متر هى مساحة المباني، وحوالى 34 الف متر للحدائق وحوالى 22711 مترًا عبارة عن طرق داخلية وغيرها. وتشمل السرايا التى يتكون منها القصر على العديد من الفنون والزخارف المعمارية من طرز إسلامية مختلفة كما تضم العديد من التحف النادرة.. والقصر به سراى الاستقبال وبرج الساعة والسبيل والمسجد ومتحف الصيد وسراى العرش والمتحف الخاص والقاعة الذهبية وحديقة تعد فى حد ذاتها فريدة من نوعها.
بالرغم من القيمة الأثرية والتاريخية والفنية لطبقات  التذهيب إلا أنها تتعرض للتلف والتدهور بفعل عوامل التلف المختلفة مما ينذر بكارثة قد تصيب مثل هذه الآثار من جراء استمرار تدهور حالة الحفظ والصيانة لها.
وكشف الدكتور سعيد عبدالحميد خبير الترميم العالمى، الذى يعمل بالمتحف القبطى ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الدولية لصيانة التراث الثقافى عن واقعة خطيرة تنذر بكارثة مادية وتاريخية فى واحد من أكبر وأهم آثار العصر الحديث.. متحف وقصر محمد على بالمنيل، يقول د. سعيد إنه لاحظ فى الآونة الأخيرة قيام بعض المرممين الذين ليست لديهم الخبرة العلمية الكافية لترميم طبقات التذهيب بأسلوب علمى يهدف إلى حمايتها والحفاظ على القيمة الفنية والجمالية والأثرية لها بتزييف وطمس معظم طبقات التذهيب بدون مبرر أو سند علمى، لذلك حيث يقومون بتغطية الأسطح المذهبة الأصلية بطبقات من ورق الذهب الحديث بأسلوب التذهيب الزيتى وهو ما حدث بالفعل فى قصر محمد على بالمنيل.
وقال إن ما حدث يعد من المخالفات الصارخة، حيث أن قصر الأمير محمد على بالمنيل يزخر بكم هائل من الآثار الخشبية المذهبة التى لا تقدر بثمن ولا يوجد مثلها فى أى من بلدان العالم من حيث القيمة الفنية والعدد الهائل، حيث قامت الشركة المنفذة لمشروع ترميم وتطوير المتحف بتجديد كل طبقات التذهيب لجميع القطع الأثرية وإطارات اللوحات المذهبة والأعمدة والأسقف الخشبية والأبواب المذهبة، وذلك بتغطيتها بورق الذهب الحديث بأسلوب التذهيب الزيتى، فى حين كان من الممكن تنظيف طبقات التذهيب الأصلية لإظهار قيمتها الجمالية وكذلك إعادة تذهيب الأجزاء المفقودة من طبقات التذهيب فقط بأسلوب مناسب يتوافر فيه عنصرا التمايز والتجانس دون تغطية أى جزء من طبقات التذهيب الأصلية.
الكارثة التى حدثت نتيجتها خطيرة جدًا وتهدد بضياع تاريخ محمد على، حيث تم طمس طبقات التذهيب وتغطيتها بعدة طبقات تصل فى بعض الأحيان إلى ست طبقات أو أكثر ما بين طبقات من الغراء وطبقات جصية وطبقات تحضيرية للصق ورق الذهب عليها، وبالتالى تزييف للقيمة الفنية والأثرية للآثار المذهبة ومخالفة جسيمة وواضحة لجميع مواثيق ومقاييس الترميم المتعارف عليها دوليًا حيث أوصى ميثاق أثينا عام 1931، لترميم الآثار والمبانى التاريخية فى بند المبادىء العامة بضرورة احترام القيمة الفنية والتاريخية للمبانى دون إهمال طراز أى عصر من العصور.