الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

النيل في خطر!






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 16 - 04 - 2010



في الطريق إلينا، واحدة من أخطر الأزمات الحياتية التي بالفعل تعتبر مسألة حياة أو موت، مع ازدياد وتيرة الخلافات والأزمات بين مصر والسودان من ناحية ودول المنبع في حوض النيل من ناحية أخري، حتي وصلت إلي المرحلة الأخيرة.. «نقاش الرؤساء»، ولو فشلت هذه المرحلة ستكون الأمور في غاية الصعوبة، فهل نشعر في مصر حكومة وشعبا كما يقال بمدي خطورة الموقف الذي نتعرض له؟!
فنحن شعب مليء للأسف بالسلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلي مخاطر كثيرة، فها نحن نضيع آلافا بل مئات الآلاف من المترات المكعبة من مياه النيل في سلوكيات التعامل مع مياه الشرب والري التي تجاوزتها كل الشعوب، وتعلمت من أخطائها، ونحن لا نزال نعيش فيها!
أرقام المياه التي تضيع منا «مخيفة»، ونحن نقترب من فقدان النيل بحصتنا التاريخية، التي نحاول الحفاظ عليها بكل الوسائل، حتي إن البعض يلوح بالقوة العسكرية التي نرفضها، وكل هذا يتواكب مع إصرار المزارعين بل المسئولين علي أنظمة ري قديمة ومحاصيل مسرفة في المياه، ومنها الأرز الذي يعترض الفلاحون في كل مكان وفي كل مناسبة علي حظر زراعته خارج الإطار المحدد، مستغلين الأجواء الانتخابية واستسلام النواب للضغوط، والحكومة لمثل هذه المطالب في فترة ما قبل انتخابات الشعب والشوري.
لكن.. والقيادة السياسية تحاول حل الأمور قبل وصولها إلي مرحلة اللا رجعة، يجب أن نشعر نحن أيضا بمدي أهمية هذا الذراع المائي الذي يسير بين أراضينا ويخضر لنا الوادي وسط كل الصفار الذي يحتل مصر، ونحاول أن نحميه من كل هذه المخاطر التي يتعرض لها!
فالنيل الذي يكاد نفقد حصصاً مهمة منه توصلنا إلي ما تحت خط الفقر المائي بشكل مخيف، في حاجة لوقفة حقيقية تحميه من ضياع مياهه، والتعديات التي يعاني منها، والتلوثات التي تتفنن كل المصانع الحكومية والخاصة في تصريف مخلفاتها إليه.
التحذير واجب قبل فوات الأوان.. الذي اقترب.