الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«أوباما» فى مواجهة بوتين.. و«المعارضة»: التأجيل صفقة قذرة




كتب - صبحى مجاهد وداليا طه وأحمد قنديل وخالد عبد الخالق ووكالات الأنباء

استبقت روسيا الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية على مستوى المندوبين حيث التقى السفير الروسى بالقاهرة سيرجى كيربيتشينكو بالأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى وذلك لشرح المبادرة الروسية، مطالبا بإعطاء الفرصة للمبادرة وعدم إفشالها للخروج من الأزمة الراهنة ومن جانبه رحب العربى بالمبادرة، كما وصف السفير نصيف حتي، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للجامعة المبادرة الروسية الخاصة بأنها تطورمهم، مؤكدا ان المندوبين الدائمين خلال اجتماعهم امس اعلنوا ثبات موقف الدول العربية حيال الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية، مشددا على ضرورة وضع حد  للانتهاكات وجرائم الإبادة التى ينفذها نظام الرئيس السورى بشار الأسد ضد شعبه منذ أكثر من عامين.

كما حمل المندوبين النظام السورى المسئولية عن الجريمة البشعة التى فى غوطة دمشق فى 21 من اغسطس الماضى.

من ناحية أخرى قال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إن بلاده وفرنسا والولايات المتحدة قد طرحوا امس الاول على مجلس الامن الدولى مشروع قرار بشأن الأسلحة الكيماوية السورية، والمبادرة الروسية بهذا الصدد.

وكان مسئول بالبيت الابيض قد أعلن أن ادارة الرئيس الامريكى باراك اوباما بدأت مناقشات مع مجلس الامن الدولى امس الاول بشأن المبادرة الروسية

وكان اوباما قد اعلن فى خطابه امس الاول أنه قبل بالاقتراح الروسى، مضيفا انه قرر تأجيل توجيه الضربة الى النظام السورى بهدف شل قدراته على استخدام الكيماوي، لافتا انه يمكن أن يتراجع عن تنفيذ الضربة إذا وضع الأسد أسلحته الكيماوية تحت مراقبة دولية طبقا للاقتراح الروسي، لكنه لفت الى أن الوقت مازال مبكرا جدا للتيقن من نجاح المشروع الروسى.

وقال أوباما إنه طلب من الكونجرس تأجيل التصويت بشأن استخدام القوة العسكرية، معلنا انه سيواصل مشاوراته بشأن سوريا مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين.

واوضح  الرئيس الامريكى ان الاسد هو من استخدم الكيمياوى وعدم التصدى له سيشجع إيران وغيرها على تطوير أسلحة دمار شامل، فضلا عن تهديد هذه الاسلحة للامن القومى لبلاده،كما سيشكل استخدام الاسد للاسلحة الكيماوية تهديدا لحلفاء بلاده مثل تركيا والاردن واسرائيل فى حال انتقال القتال من سوريا الى دول الجوار.

وفى المقابل ناشد الكاتب الامريكى مايكل دوبس فى صحيفة الواشنطن بوست اوباما بالتروى فى اتخاذ اى قرار يتعلق بسوريا ودراسة ازمة الصواريخ مع كوبا فى عهد جون كينيدى وفى السياق نفسه أعرب 61% من الشعب الامريكى الذين شاركوا فى استطلاع للرأى أجرى عقب الكلمة التى ألقاها أوباما امس الاول حول سوريا عن مساندتهم لسياسته حيال الأزمة السورية، وذكرت شبكة (سى إن إن) الأمريكية امس أن أوباما تمكن من تحقيق ما يصعب على العديد من الرؤساء القيام به وهو تغيير رأى مواطنيهم  حتى ولو بشكل مؤقت.

وفى الوقت نفسه  قال وزير الخارجية السورى وليد المعلم أمس الاول إن بلاده تنوى الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية، فضلا عن استعدادها لتقديم معلومات بشأن مخزوناتها.

ومن ناحيته وصف قائد المجلس العسكرى الثورى لحلب العقيد عبد الجبار العكيدى، المبادرة الدولية الراغبة فى إلغاء الضربة العسكرية ضد الأسد مقابل تحييد سلاحه الكيماوى بالصفقة القذرة، مضيفا ان ما يجرى هو محاولة لإخراج أوباما من الأزمة، معتبرا أن نزع السلاح الكيماوى من الأسد يخدم مصالح إسرائيل وليس الشعب السوري.

ومن جهته كشف عبد القادر الصالح نائب رئيس الأركان فى الجيش السورى الحر امس، عن بدء وصول أسلحة أمريكية فتاكة إلى مقاتليه، مضيفا ان واشنطن توزع مساعدات غير فتاكة، وبعض المساعدات الفتاكة أيضا على المجلس العسكرى الأعلى.

وفى تطور لاحق ستشهد العاصمة الروسية موسكو، اليوم، محادثات بين  الرئيس الروسى بوتين والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وذلك لتبادل الآراء حول الازمة السورية.

وفى الاثناء أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن اقتراح بلاده لا يلغى ضرورة كشف حقيقة الهجمات الكيماوية وتحديد المسئولين عنها ومحاسبتهم، مشددا انه على مفتشى الأمم المتحدة العودة إلى سوريا وتنفيذ مهمتهم بشكل كامل.

الى ذلك  قال الرئيس الإيرانى حسن روحانى إن بلاده تدعم أى تدابير لمنع التدخل العسكرى الأجنبى فى سوريا، محذرا من تداعيات هجوم محتمل على هذا البلد العربي.

ورحب روحانى امس بالمقترح الروسى، مشيرا إلى أن هذا المقترح قلل من خطر الهجوم الأمريكى المحتمل على دمشق.

كما غادرت سفينة الإنزال «نيكولاى فيلتشينكوف» ميناء نوفوروسيسك امس الاول متوجهة إلى شرق البحر المتوسط، ووصلت هذه السفينة إلى نوفوروسيسك فى وقت سابق لتأخذ هناك ما ستحمله إلى سوريا

وفى سياق غير ذى صلة قرر الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، امس الدعوة إلى اجتماع لمجلس دفاع مصغر لمناقشة الملف السوري.

فيما، اشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الى أنه فى ظل اختلاف الدبلوماسيين بشأن خطط تأمين الأسلحة الكيماوية فى سوريا، حذر خبراء من التحديات الهائلة التى ينطوى عليها تنفيذ مثل هذه العملية وقالوا أنها خطوة معقدة ومحفوفة بالمخاطر فى خضم الحرب الأهلية المشتعلة فى سوريا.

كما أيدت قوى الإئتلاف العراقى الحاكم والتحالف الكردستانى بالمبادرة الروسية، فيما اعتبرت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي، الحل الروسى لعبة لخداع الأسد وسحب الأسلحة المحرمة منه، ثم تبدء أمريكا بضربه.

من جهة اخرى احتفل الاسد امس بعيد ميلاده بعد ابتعاد شبح الضربة العسكرية الامريكية الى نظامه،كما دعا موالون للنظام السورى سكان دمشق للتعبير عن دعمهم للاسد والمشاركة بمسيرة بالسيارات تنطلق من مدينة الجلاء الرياضية الواقعة فى حى المزة الراقى الى شارع الثورة فى مركز المدينة.

وفى القاهرة قال المهندس محمد صلاح زايد رئيس حزب النصر الصوفي، أن الهدف من مشروع الشرق الأوسط الجديد، القضاء على القوة القتالية فى المنطقة العربية، المتمثلة فى العراق، وسوريا، ومصر، لتصبح الهيمنة لإسرائيل، ولا تتكرر انتصارات عربية كما حدث فى أكتوبر 1973.