الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأنبا مكاريوس فى حواره لـ«روزاليوسف»: الخسائر تجاوزت الـ15 مليونا وما حدث فى المنيا مخطط بعناية




حوار - ميرا ممدوح

أكد الأنبا مكاريوس اسقف عام المنيا وابوقرقاص ان محصلة الخسائر تجاوزات الخمسة عشر ملايين جنيها و33 كنيسة مشيرا إلى ان موقف الامن كان مخزيا فى يوم 14 أغسطس ولم يتم الاستجابة لأى استغاثة تم توجيهها مشددا على أن الامن فرض سيطرتها بعد هذا اليوم.
وأوضح فى حواره معنا ان المعتدين قاموا بعمل ممنهج ومخطط ومنظم حيث كان يتم الهجوم على الكنائس والمحلات وسرقها ونهبها وحرق ما يتبقى منها.

ولأن المنيا كانت من اكثر المحافظات التى تضرر بها الأقباط كان لنا هذا الحوار مع اسقفها الذى أخذ على عاتقه مهمة ارسال رسائل واضحة للعالم عما فعله الإرهاب بالكنائس المصرية وفيما يلى نص الحوار:
 بداية الأحداث

■ كيف بدأت الأحداث وما الأسباب التى أدت لاشتعال الموقف؟
- على مدار سنوات ماضية كانت تقع العديد من الأحداث الطائفية فى محافظة المنيا ولكنها المرة الأولى التى يحدث فيها اعتداء مكثف ومنظم بالتزامن مع فض اعتصام رابعة والنهضة.

وعن أسباب اشتعال الأحداث قال «هناك العديد من الأسباب منها ثقافة المجتمع والخطاب الدينى وطريقة التربية المناهج التعليمية ووسائل الإعلام المحرضة وأيضا تقاعس الحكومة فى اعمال القانون القبض على المتهم وعقابه.

■ ما رؤيتك لجلسات الصلح العرفية؟
- فى كثير من الاحيان نضطر إلى جلسات الصلح العرفى وهى ومن وجهة نظرى فاشلة بكل الطرق وبها مهاناة خاصة أنه دائما يكون الأقباط معتدى عليهم.
واضاف: إذا كان دولة قانون وسيادة القانون وتقديم الجناة للعدالة لم يكن هناك اضطرار لمثل هذه الجلسات التى تهضم حق المجنى عليهم وتبرئ الجانى.

■ ولماذا «محافظة المنيا» هى الوحيدة من محافظات الجمهورية التى اشتعل بها الموقف لهذه الدرجة؟
- «المنيا اهملت من الحكومات المتعاقبة ولم يكن بها أى تنمية ما أدى إلى ازدياد البطالة والأمية والفقر والمرض فأصبحت بيئة مناسبة وصالحة للخارجين عن القانون واستقطاب فتحولت المنيا من عروس الصعيد والدولة التى كان يتم منها حكم مصر ايام نفرتيتى إلى أرملة الجنوب.
بلطجية أم إرهابيين

■ ردد البعض أن من قام بهذه الأعمال بلطجية.. ما تعليقك على الأمر؟
- ماحدث فى المنيا ممنهج ومنظم وفى توقيت واحد وبنفس الطريقة وقامت بعمله جماعات مسلحة لديها الأدوات والأسلحة التى تمكنهم من الحرق والسرقة لو كانوا مأجورين من الذى استأجرهم ولماذا الآن.

واستطرد موضحا: على أجهزة الأمن معرفة من المحرض على لاسيما وأن المنيا تحتاج إلى تمشيط بسبب وجود ترسانة  أسلحة كبيرة مع المواطنين ووجود عناصر تحريضية بالمحافظة.

■ هل زاد التحريض على الأقباط خلال فترة حكم الرئيس مرسى وبعد فض اعتصام رابعة؟
- خلال حكم الرئيس محمد مرسى لم يحدث إلا حادثة الخصوص والاعتداء على الكاتدرائية ولا نستطيع تسجيل حوادث طائفية كبيرة ولكن أبرز سمتين لهذه المرحلة هو قيام الحكومة والحزب بزرع اعضاء منتمين لهم فى كل مؤسسات الدولة فى أماكن حساسة فى الدولة ومازال بعضهم موجود حتى الآن ويمارس عمله بدون أن يشعر بهم أحد وبالرغم من الوعود السخية والوردية مع بداية حكم الدكتور مرسى إلا أنهم «اذونا مفيش شك».

■ ماهى مسئولية الدولة والأمن فى تلك الأحداث؟
- موقف الامن كان مخزيا فى يوم 14 أغسطس لم يستجب لأى استغاثة فى طول البلاد واذا كان التواجد الأمنى جيد خلال الاحداث كان من الممكن السيطرة عليها وتقليل حجم الخسائر.

واستطرد موضحا : كانت عمليات الحرق والنهب تستمر لساعات لدرجة ان المعتدين قاموا بسرقة «أرضيات» الكنائس وعندما ينتهون من السرقة كانوا يحرقون ما تبقى من المكان.

وأضاف «الحرق لم يتم بالبنزين فقط وانما تم استخدام مواد حارقه آخرى وننتظر نتائج التحقيقات لتكشف لنا الأمر.
وأوضح: قبل فض الاعتصام تم سحب الحراسة الموجودة على الكنائس وعاد عقب إنتهاء الاحداث  وطلبوا أن يدخلوا إلى الكنائس لحراستها من الداخل وهو ما قمنا برفضه.

وبرر هذا قائلا: من يريد أن يحرس المكان يحرسه من الخارج وليس من الداخل.

ترميم الكنائس


■ الفريق أول عبدالفتاح السيسى أعلن عن ترميمه للكنائس المتضررة فهل بدأ فى تنفيذ مبادرته؟
- الترميم يتم على ثلاث مراحل أولا حصر الخسائر ثانيا انتداب لجنة هندسية من القوات المسلحة لدراسة الخسائر ميدانيا ثم رفع تقرير إلى المجلس العسكرى وبدء اعمال الترميم.

والكنيسة سلمت القائمة النهائية للكنائس المتضررة والتى تضمنت 33 كنيسة تشمل الطوائف الثلاث.
وقال: تتنوع الخسائر مابين مبان بحاجة إلى بناء كامل وأخرى ترميم وأخرى اصلاح تلفيات بها وإعادة تشغيلها.

■ خلال فترة الأحداث سعت الكنيسة  لتوضيح مايحدث للأقباط عالميا فما هو الدور الذى كنتم تقومون به وكيف كان التواصل بين الكاتدرائية ومطرانية المنيا؟
- لم نخاطب وسائل الإعلام الغربية وانما هم جاءوا إلينا وقاموا بعمل لقاءات مع الاهالى وتصوير الأحداث ونقلها وهذا هو عملهم.
واستطرد قائلا «الكنيسة لم تستعطف أحدا او تستقوى بأحد ضد بلدنا فكنيستنا وطنية محبة لبلدها».

صور ورسائل

■ ماهى ردود الافعال بعد انتشار صور الصلاة داخل الكنائس المحروقة بالمنيا وهل كان لها رد فعل ايجابى؟
- نشر الصور خاص بالأفراد انفسهم وهم من يقومون بوضع صورهم على صفحات التواصل الاجتماعى.
واستطرد قائلا «هذه رسالة منا لاخواتنا ان الكنيسة ليست مجرد جدران وحتى حرق الكنائس لم يوقف احتفالتنا وقد قمنا بعمل مراسم الخطوبة داخل أحد الكنائس المحروقة.

■ ماذا عن دور اقباط المهجر فى توضيح مايحدث من اعتداءات بالمنيا وخاصة أنهم التزموا الصمت منذ بدء الأحداث على غير عادتهم؟
- لا اتابع أنشطة أقباط المهجر بشكل خاص ولكن قرأت ان المصريين بشكل عام فى المهجر تعاطفوا مع الأحداث بشكل عفوى ونظموا مسيرات لتوضيح حقيقة مايحدث فى مصر ومن الطبيعى ان يتم التطرق للاعتداء على الأقباط.

■ اعلنت نيافتكم اكثر من مرة أنه لم يتم تفويض احد لجمع تبرعات للمتضررين فهل استغل أحد ماحدث لتحقيق مكسب مالى له؟
- لم يحدث ان استغل أحد وقام بجمع التبرعات وانما ما نفعله حفاظا لماء وجه المتضررين فنحن نريد مساعدتهم بشكل كريم ولائق ولا يهدر كرامتهم وانسانيتهم.

■ قبول اقتراح نيافتكم بتحويل يوم14 أغسطس لعيد قبطى بهجوم حاد فما هو تعليقك؟
- الاقتراح كان هدفه التغلب على ألم هذا اليوم وحتى لا يرتبط لديهم بذكرى سيئة والهجوم على الاقتراح غير مبرر.
الدولة والأقباط

■ ماهو موقف الكنيسة من الأقباط الذين تضرروا فى الأحداث وإمكانية تقديم مساعدة حتى وإن كانت ضئيلة؟
- قيمة مافقده الأفراد العاديين يتخطى الـ 15 مليونا هذا، واضاف: الكنائس تهتم بالفقراء والايتام والمرضى والفقراء ثلاث شرائح هى معدمون وفقراء ومحتاجون ونحن نعتبر الأقباط الذين فقدوا ممتلكاتهم محتاجين نظرا للظروف التى مروا بها ونقوم بخدمتهم بشكل رمزى ولكننا لن نستطيع ان نعوضهم بشكل كامل وعلى الدولة ان تساعدهم وتعوضهم عما فقدوه من ممتلكات لأنهم مواطنون مصريون لهم حقوق.

■ هل تتوقع ان يتمكن اهالى المنيا من العودة للعيش معا بنفوس صافية بعد كل هذه الاعتداءات؟
- طبعا سنعيش معا بنفوس صافية ومحبة مهما حدث، واضاف هناك حوالى 2 مليون مسيحى فى المحافظة ولن يهاجر أحد او يترك المنيا.
واضاف: استطيع أن أؤكد أن الرغبة فى الهجرة لدى المصريين قلت بعد سقوط حكم الإخوان.

واستطرد قائلا: ولكن لابد من وجود ضمانات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث منها أعمال القانون والعدالة وسيادة القانون ملاحقة المخطئ وردع الخارجين عن القانون والعمل على تغيير ثقافة على المدى البعيد وطريقة تربية النشء على تقبل الآخر واحترامه ولابد من تنقيح المناهج الدراسية وأيضا تدريب المعلمين حتى يكونوا مؤهلين لتدريس الطلبة هذا إلى جانب دور الدولة فى ضبط وسائل الإعلام المحرضة ومراجعة الخطاب الدينى ليتضمن مفاهيم قبول الآخر والتعددية.

واضاق: لابد ان يكون دور الدولة واضحا بحيث لا تفرق بين اى شخص لأن احساس الناس بوجود قانون ودولة قوية قادرة على حماية مواطنيهم يزيد من الشعور بالأمان.

■ كيف تصف الوضع بمحافظة المنيا الآن؟
- قال: هناك هدوء وانتشار امنى ولكنه هدوء حذر يشوبه قلق وخوف نظرا لانتشار الأسلحة والتى يمكن ان ينتج جرائم متفرقة مثل الخطف السطو المسلح وإذا لم يتم السيطرة على كميات الأسلحة وتمشيط المحافظة سنظل فى هذا الوضع شهورا.