الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

محافظ الدقهلية لـ«روزليوسف» أسعى لإنشاء مطار لتنشيط السياحة الطبية بالمنصورة عاصمة الطب فى مصر «هوستين» العرب




حوار - أسامة فؤاد

الصراحة والقدرة على المواجهة نشأ عليهما فى قريته بمحافظة الشرقية ثم ترسخت بداخله فى المؤسسة العسكرية المصرية مصنع الرجال وذلك على مدى ثلث قرن.

وكانت تلك الصفات أحد أهم أسلحته فى مواجهة المشاكل والأزمات التى واجهته منذ توليه مسؤلية واحدة من أكبر وأهم محافظات مصر وذلك فى ظروف غير مسبوقة.

اللواء مهندس عمر الشوادفى محافظ الدقهلية والذى أجرت «روزاليوسف» مع سيادته حوارا موسعا طالب خلاله بضرورة إجراء تعديلات تشريعية عاجلة على قوانين البناء لمواجهة حالة الانفلات والفوضى فى البناء ووقف تدمير الأراضى الزراعية وزراعتها بالكتل الخرسانية.

وكشف المحافظ عن تحويله كافة المسؤلين عن بناء أكثر من 750 برجًا سكنياً بمدينة المنصورة على مدى الأعوام الأخيرة للنيابة العامة لتحديد مسئولية كل منهم عن إقامة تلك القنابل الموقوتة بعاصمة المحافظة.

شدد الشوادفى أنه سيقاوم الفاسدين أيا كانت مواقعهم وكل رئيس قرية أو مسئول فى الادارات الحكومية مسئولين مسئولية كاملة لتصدى لوقائع الفساد ومسئولين عنها بالتقصير.

■ بما تبرر أحداث العنف التى تلت سقوط حكم الاخوان؟
- لا يغيب عن فطنة أحد أهمية المحافظة بالنسبة لمصر عامة والدلتا بصفة خاصة الأمر الذى يجعلها دائما محل استهداف من قبل من يسعون لإشعال الموقف السياسى ممثلا فى فصيل جماعة الاخوان.

فالمحافظة يفد إليها يوميا الآلاف من أبناء المحافظات المجاورة إما للتجارة أو العلاج كما أنها تمثل نقطة إرتكاز هامة فى حركة الاتصال بين المحافظات علاوة على أن جميع التيارات السياسية تتواجد بها بقوة كل ذلك يجعلها محط اهتمام هذا الفصيل المنحرف.

■ ولكن شهدنا تبادل إتهامات بين عدد من الفصائل السياسية حول المسئولية عن تلك الأحداث.. فهل تم التوصل إلى المحركين لها على وجه الدقة؟
- لا أظن أن هناك مصريا حريصا على وطنه يمكن أن يحرك أو يساهم فى مثل تلك الأحداث وتبين الآن للجميع من هو الطرف الثالث (الاخوان) الذى يسعى بشتى الطرق لاسقاط الدولة والعمل على نشر الفوضى وهو ما فشل فيه وسيفشل خلال الفترة القادمة ولن ولم تسقط مصر وبعض هؤلاء يخضعون لتحقيقات النيابة العامة ويتم جمع الادلة للوصول بشكل محدد الى المجرمين والمتهمين ويقدموا للعدالة.

■ كيف ترى ثورة 30 يونيو؟
- ثورة 30 يونيو كانت تصحيحا لمسار ثورة 25 يناير وتحقيق آمال المصريين التى لم يتحقق منها شىء على مدار حكم الاخوان وكانت 30 يونيو سلمية عبر خلالها شباب الثورة بأفضل سبل التعبير السلمى والحضارى وشباب المحافظة كان على درجة كبيرة من الوعى وكانت الدقهلية من المحافظات الرائدة لباقى المحافظات فى الثورة الاولى والثانية ولم يسجل إعتداء واحد على المنشآت أو تعطيل لمصالح المواطنين.

■ العمل فى مصر توقف منذ ثورة 25 يناير فما هى الرؤى للنهوض بالاقتصاد ودفع عجلة الانتاج؟
- منذ أن شرفت بتولى منصبى وقمت بجولة داخل مبنى الديوان وأكدت لجميع العاملين بالديوان عن أهمية إنتظام العمل واجتمعت مع جميع مديرى العموم ورؤساء الأقسام المختلفة وكذلك مع وكلاء الوزارة بمختلف الوزارات وأكدت أنه لا مجال لتضييع الوقت ووجدت لدى الجميع رغبة واستجابة كبيرة جدا للانخراط فى العمل والانتاج وتقديم أفضل ما عنده للنهوض بالدولة المصرية خاصة أن مصر تمتلك كافة مقومات الدول المتقدمة بل تتفوق على العديد من هذه الدول وذلك بشعبها الوفى فالجميع على مستوى المسئولية.

■ البعض من أعضاء الاخوان من الجهاز التنفيذى يتخوف من الاقصاء أو التنكيل به؟
- هذا محض إفتراء فمكتبى مفتوح للجميع كما أتحدى أن يكون هناك أى فصيل تم التعامل معه بصورة مختلفة عن فصيل آخر..فليس لدينا مانخفيه ومسئوليتى أمام الله تحتم على أن أتعامل مع الجميع بنفس قواعد الشفافية والمصارحة وفى النهاية لا يتخذ قرار إلا فى إطار القانون والجميع عندى سواسية والفرق الوحيد هو من يعمل وما لايعمل من يحترم.

■ هل استمعت للقوى السياسية بالشارع الدقهلاوى؟
- منذ ساعات تم تشكيل لجنة عليا للحوار الوطنى بالمحافظة وتضم فى عضويتها ممثلين عن كافة الأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية ولفيف من الشخصيات العامة وستتولى مناقشة كافة القضايا بمنتهى الصراحة والوضوح ووضع الحلول المناسبة لها على أن يتعاون الجميع فى تنفيذها وأنا أسعى دائما للتواصل والالتحام مع جميع أفراد الشعب خاصة الشباب وستكون قراراتى بناء على هذا التواصل لضمان نجاحها لأن الجميع سيسعى جاهدا للنجاح.

كما تم تشكيل لجنة عليا لإدارة الأزمات للتعامل مع مايمكن أن يحدث فى أى لحظة وهما لجنتان فى منتهى الأهمية وأعرب المحافظ عن أمله فى أن تسهمان فى تقريب وجهات النظر وإزالة أى احتقان ومواجهة أى أزمة قد تتعرض لها المحافظة.

■ لننتقل لقضية الإعتداء الصارخ على الأراضى الزراعية بالمحافظة..كيف سيتم الحفاظ على ما تبقى منها؟
- خلال الفترة الماضية صدر أكثر من 55 ألف قرار إزالة لتعديات بالبناء على الأراضى الزراعية عقب ثورة 25 يناير وحتى الان وبالتوازى مع ذلك نسعى لإيقاف المخالفات وإزالتها فى مهدها والأمر يستلزم سرعة إصدار تعديل تشريعى يجعل جريمة الإعتداء على الأراضى الزراعية جناية مخلة بالشرف كما يستلزم أيضا سرعة الانتهاء من الأحوزة العمرانية والمخططات التفصيلية لها حتى يمكن وقف هذا النزف المتواصل للرقعة الزراعية فى مصر وليس فى الدقهلية وحدها.

■ مخالفات البناء داخل الكتل السكنية القديمة فاقت الحدود..ماذا فعلتم لمواجهتها؟
- التعديل التشريعى الذى نطالب به لايقتصر على الأراضى الزراعية فقط بل يجب أن يمتد ليشمل كل مخالفات البناء داخل الكتل السكنية القادمة وألا تكون عقوبة مهندسى الإدارات الهندسية عقوبات تأديبية فقط بل يجب أن تكون عقوبة كل من يرتكب جريمة إصدار رخصة مخالفة أو يساعد فى تلك المخالفات بإعتبار جريمته جريمة مخلة بالشرف وجناية مع تغليظ العقوبة أيضا ولقد قمت بتحويل جميع المسئولين عن إقامة 750 برجًا سكنيًا بمدينة المنصورة خلال الأعوام الأخيرة للنيابة العامة حيث تم السكوت على تلك الجريمة ولايمكن التزرع بأنه تم تحرير مخالفات لهم بل إن الأمر كان يستلزم إتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع إقامتها.

■ ولكن المواطن يضطر أحيانا للبناء المخالف لعدم توافر البديل وتعنت الإدارات الهندسية فى منحه تراخيص للكتل السكنية القديمة بحجة عدم وجود مخططات تفصيلية لها؟
- منذ اعتماد المخطط العام لمدينة المنصورة عام 1995 والمعمول به حتى الآن لم يتم عمل مخططات تفصيلية الأمر الذى كان يستوجب التدخل لسرعة إنهاء تلك المخططات التفصيلية أو عمل إشتراطات بنائية مؤقتة تمنع إستفحال ظاهرة البناء العشوائى وزيادة المخالفات.
ومؤخرا تم تطبيق المادة 15 من القانون 119 لسنة 2008 لصالح دوران عجلة التنمية العمرانية لحين الإنتهاء من المخططات التفصيلية.

■ أرض الدقهلية ضاقت بسكانها نتيجة عدم وجود ظهير صحراوى..كيف ستواجهون إحتياجات التنمية العمرانية المتزايدة وتخفيف العبء عن أبنائها فى ظل الإرتفاع الجنونى لأسعار الأراضى؟
- معك حق فى ذلك فالأرض هنا وصلت أسعارها لأرقام فلكية والأمل الكبير هو فى إنشاء مدينة المنصورة الجديدة بالساحل الشمالى للمحافظة وهى مصممة كمدينة مليونية تستوعب بجانب العدد الكبير من السكان الكثير من الأنشطة الخدمية والإنتاجية وستكون بمثابة أكبر نقلة للتنمية العمرانية فى تاريخ المحافظة.

■ لكن المشروع لازال على الورق ولاتوجد مؤشرات على أنه سيتحقق على أرض الواقع قريبا؟
- مشروع بهذا الحجم كان يحتاج لدراسات دقيقة واعداد جيد وهذا ماحدث بالفعل حيث إنتهت الهيئة العامة للتخطيط العمرانى بوزارة الإسكان من كافة دراسات ومخططات المدينة بعد أن أكدت الدراسات أنها صالحة للبناء بعد أن كانت هناك دراسة تشير الى غرق الدلتا وأنا أتوقع صدور قرار جمهورى بإنشاء المدينة قريبا لتبدأ بعدها خطوات التنفيذ الفعلى لهذا المشروع.

■ وماذا عن فرص العمل للشباب ومشروع الاسكان؟
- أول إجتماع فى المحافظة كان مع مسئولى بعض الجهات المعنية بالمنطقة الصناعية بجمصة وتم مناقشة الانتهاء من باقى ملاحظات أعمال الصرف الصحى والمياه بالمرحلتين الاولى والثانية وكذلك توجية إدارة البيئة بتحرير الاجراءات اللازمة إتجاة أصحاب المصانع المخالفة للمعالجة الداخلية وأن تضافر الجهود بالمناطق الصناعية سيوفر الآلاف من فرص العمل للشباب بالاضافة الى أنه تم توفير 1900 فرصة عمل بأجور تتراوح ما بين 1000 و1300 جنيه.

كما تم الاتفاق مع الاتحاد الاوروبى على إقامة 1000 صوبة زراعية وتصدير انتاجها الى الاتحاد الأوروبى علما بأن عائد الصوبة الواحدة لا يقل عن 25 ألف جنيه.

أما عن الاسكان فتم رصد إقامة 60 ألف وحدة سكنية خلال 5 سنوات ويتم خلال هذا الشهر اتخاذ إجراءات إقامة 3 الاف وحدة ويتم توفير الاراضى لإقامة تلك الوحدات.

■ ما هى أهم المشاريع التى ترغب فى إقامتها بالدقهلية؟
- أنا أسعى لإقامة مطار بالدقهلية وبالفعل تقوم جامعة المنصورة فى إعداد دراسة جدوى وذلك لتنشيط السياحة الطبية بالمحافظة نظرا لوجود مراكز طبية عالمية وكذلك تنشيط مدينة جمصة وتخفيف الضغط على مطار القاهرة وأسعى الى إستكمال مشاريع المحافظ الاسبق اللواء صلاح الدين المعداوى خاصة الاتوبيس النهرى ومشروع مترو الانفاق.

■ النظافة من أهم التحديات التى تواجه المسئولين..ما هى خطتكم وأخر المستجدات فى التعاقد بين شركة الاخوان والمحافظة؟
- نقوم حاليا بتنفيذ مشروع جمع القمامة من أمام العمارات مباشرة والغاء نقاط التجميع لمنع إنتشار التلوث والقضاء على الاكوام نهائيا وبدأنا بشارع المشاية والجمهورية ويتم توزيع أكياس البلاستيك الخاصة بالقمامة على الاهالى بحيث تمر السيارة 3 مرات يوميا كما قمنا بإزالة كافة الشعارات خاصة القبيحة والقذرة ولن نسمح بتلويث الحوائط بالاعلانات أو الشعارات أو الدعاية الانتخابية القادمة.

أما عن الشركة التى كانت متعاقدة مع المحافظة فهى لم تف بالالتزامات المنصوص عليها فى التعاقد ولذلك تم إتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لسحب خطاب الضمان بقيمة 8 ملايين جنيه.