الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الغرب» و«روسيا» يتوعدان «الأسد» إذا لم يذعن لقرارات الامم المتحدة




كتبت ـ  داليا طه و وكالات الأنباء

مع انتظار العالم لنتائج تحقيقات المفتشين الدوليين بشأن الأسلحة الكيماوية السورية، اعلن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ان بلاده وموسكو وبريطانيا وفرنسا اتفقوا على ضرورة ان تواجه سوريا عواقب إذا لم تلتزم بالكامل بقرار للأمم المتحدة  والذى يضمن تسليمها أسلحتها الكيماوية.
وأضاف كيرى  فى مؤتمر صحفى فى باريس مع نظيريه الفرنسى والبريطانى بانه إذا لم يلتزم الرئيس السورى بشار الأسد فى الوقت المحدد بشروط اطار العمل هذا فكلنا متفقون على ضرورة أن تكون هناك عواقب. وفى السياق نفسه قال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إن بلاده وبريطانيا والولايات المتحدة اتفقوا فى محادثات ثلاثية جرت فى باريس امس على السعى لاصدار قرار قوى من الأمم المتحدة يحدد مهلات زمنية محددة وملزمة فيما يتعلق بازالة الأسلحة الكيماوية السورية.
وفى المقابل قال البرلمانى السورى فايز الصايغ امس إن حكومة بلاده ستجرى مشاورات مع الأمم المتحدة لتنفيذ مراحل نزع السلاح الكيماوى من البلاد بشكل منطقى وعقلانى وقانوني، مضيفا أنها ستأخذ فى الاعتبار شروط وقواعد الانضمام إلى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة الكيمائية وفق الأنظمة المتبعة فى الأمم المتحدة وللشروط التى طبقت على دول أخرى من قبل. ومن جانبه تسلم الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون من آك سلستروم رئيس تقرير بعثة التحقيق الأممية الخاص بوقوع هجمات كيماوية فى حادثة غوطة دمشق أغسطس الماضي، والتى أودت بحياة المئات من المدنيين السوريين.
كما اطلع الأمين العام للأمم المتحدة ، أعضاء مجلس الأمن الدولى أمس  فى جلسة مشاورات مغلقة على مضمون التقرير والنتائج التى خلص إليها بشأن حقيقة استخدام الأسلحة الكيماوية فى تلك الحادثة. ومن المقرر ان يتحدث بان كى مون عن نتائج  جلسة المشاورات المغلقة التى سيعقدها مجلس الأمن الدولى للاستماع إلى أهم النقاط الواردة فى التقرير والخطوات المقبلة فيما يتعلق باستكمال التحقيقات الأممية فى جميع الحوادث الأخرى التى تم الابلاغ عنها بخصوص استخدام الكيماويى فى الغوطة. من ناحية اخرى قال رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية أحمد طعمة، إن تنظيم القاعدة استغل عجز المعارضة عن ملء الفراغ، الذى أحدثه انهيار سلطة الأسد فى كثير من أنحاء البلاد، متعهدا بمواجهتهم والحد من نفوذهم، مضيفا ان عليهم مواجه القاعدة فكريا، للتأكيد على أن الديمقراطية لا تتنافى مع تعاليم الإسلام، فضلا عن الحد من شعبية التنظيم، باستعادة الخدمات العامة فى المناطق التى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. ولفت طعمة ان الشعب السورى يعانى من سلوكيات أفراد التنظيم، وتصرفاتهم ومحاولة إجبارهم على أفكارهم وطروحاتهم، ولذلك خرج من أجل فكرة جوهرية أساسية وهى الحرية، فكيف يمكن أن يقبل بتسلط أكبر، مشيرا انهم يواجهون التحدى الفكرى لإقناع الكثيرين ممن انضموا إلى القاعدة بترك هذا التنظيم، وإن أبوا فإن حكومتة ستبحث كل الوسائل الممكنة لتضمن أمن الناس ومعيشتهم وعيشهم الكريم.
وأوضح رئيس الحكومة المؤقتة  أن الكثيرين فى صفوف التابعين للقاعدة فى بلاده، لا تربطهم علاقة قوية بالتنظيم، بل انضموا إليها لأنها تمدهم بالأسلحة اللازمة لمحاربة قوات الأسد، وتوفير الخبز والسلع الأساسية للسكان المحليين، مشددا على انه وجميع وزراء حكومته مشاريع شهادة من أجل بلادهم. يذكر ان طعمة يواجه مهمة شاقة، تتمثل فى تأسيس إدارة مركزية فى المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلى المعارضة، والتى تعمل فيها مئات الألوية دون قيادة موحدة، بما ينذر بالفوضى ويتمتع فيها مقاتلو القاعدة المنظمين بوجود كبير.
وفى الاثناء أعرب النائب اللبنانى نديم الجميل عضو كتلة حزب الكتائب اللبنانية عن خيبة الأمل من الدول الغربية نتيجة موقفها من النظام السورى، متوقعا أن يعود بشار إلى مسلسله الإجرامى نتيجة عدم تحرك العالم والتمثيلية التى قام بها باراك أوباما بحجة السلاح الكيميائى.
واعتبر الجميل أن الموقف من السلاح الكيميائى اليوم ليس الاهم ولكن هناك أكثر من 100 الف قتيل فى سوريا، لافتا ان دوره الفاعل كمسيحى فى الشرق هو الذى سيؤمن الانتماء للدولة وسيجعل المسيحيين يستمرون فى دورهم، مشددا على اهمية  توحيد اللبنانيين تحت شعار واحد وهو الانتماء للجمهورية اللبنانية.
وأضاف السياسى اللبنانى إن حزب الله فى يوم يقول انه القوى ويحمى لبنان ولديه الخطط العسكرية كلها ويوم آخر يلوم الدولة لعجزها عن حمايته، موضحا ان الحزب ينتشر اكثر فأكثر فى المناطق وعليه ان يعرف ان هناك من يرفض تفشيه هذا فى مناطقهم. إلى ذلك  ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، أمس ان ايران تبذل ما فى وسعها لمنع سقوط النظام السورى، لافتة انها تنظر إلى الحرب فى دمشق على أنها ضرورية لمصالحها الخاصة، وترى فى الصراع أنه حرب بالوكالة لمنع انتشار النفوذ  الامريكى المتعجرف فى المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن مسئولين إيرانيين رفيعى المستوى يعتبرون أن سوريا المركز الذى لا غنى عنه فى محور المقاومة الذى تقوده بلادهم فى مواجهة النفوذ الأمريكى والصهيونى فى الشرق الأوسط، والجسر الاستراتيجى الرئيسى الذى خدم لمدة ثلاثة عقود كحلقة وصل مع خط المواجهة مع تل ابيب، وكقناة لتسليح ودعم حزب الله والجماعات الفلسطينية المسلحة.