السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كى مون:كيماوى سوريا «جريمة حرب» تستوجب معاقبتها




 كتبت: داليا طه وإسلام عبدالكريم ووكالات الأنباء
ينتظر العالم الخطوة القادمة بعد صدور تقرير نتائج تحقيقات الامم المتحدة بشأن  الاسلحة الكيماوية السورية، حيث اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كى مون ان هناك ادلة واضحة على استخدام الكيماوى وما حدث جريمة حرب وانتهاكا سافرا لبروتوكول جنيف عام 1925 الخاص بحظر السلاح الكيميائى فى الحرب،مضيفا: إن الأسرة الدولية يجب أن تحاسب المخالفين و،مؤكدا أن المحققين الأمميين أثبتوا بشكل موضوعى وواضح، استخدام السلاح الكيميائى فى سوريا، لافتا إلى ان نتائج التحقيق كافية ولا تحتمل الشك.

كما دعا بان كى مون مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار ينص على فرض عقوبات على النظام السورى فى حال عدم تنفيذه خطة إتلاف مخزون الأسلحة الكيميائية، مطالبا المجلس بالنظر فى مسألة تنفيذ الخطة الروسية الأمريكية عن طريق تبنى قرار دولى واضح.
وفى الوقت نفسه كشفت القناة العاشرة الإسرائيلية عن مخاوف بلادها من تفكيك الأسلحة الكيمائية السورية، والتى تزيد الضغوط على تل أبيب للانضمام لمعاهدة منع انتشار الأسلحة الكيمائية ، ووصفتها بأنها ستجعل مفتشى الأمم المتحدة ان يدخلوا أكثر الأماكن حساسية فى إسرائيل، ومن بينها مفاعل ديمونة.
فيما واصل الغربيون امس جهودهم الدبلوماسية سعيا لاستصدار قرار شديد اللهجة من مجلس الامن حول تفكيك ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية، فقد اكدت واشنطن وباريس ولندن على ان تقرير الامم المتحدة لا يترك مجالا لأى شك فى مسئولية نظام الرئيس السورى بشار الاسد فى الهجوم بالاسلحة الكيميائية، وصرح وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس بأن الوثيقة ذات مضمون فادح.
بينما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن هناك انقساما بدأ فى الظهور بين واشنطن وموسكو عقب اتفاق جينيف حول نزع الأسلحة الكيماوية السورية، مضيفة: إن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ندد بالدعوات الأوروبية لصدور قرار سريع من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذى قد يتضمن استخدام القوة.
ومن جانبه استبعد الخبير الروسى إيجور كوروتشينكو مدير مركز أبحاث التجارة العالمية للأسلحة أن يكون ظهور أحرف روسية على محرك أحد الصواريخ الذى تم العثور على بقاياه فى ريف دمشق دليلا قاطعا على مصدر الهجوم الكيماوى ولكنه لم يستبعد أن يكون الذين استخدموه وضعوا نصب أعينهم اتهام القوات النظامية، مشيرا إلى أن الأسلحة السوفيتية منتشرة فى العالم الآن، ويتعذر تحديد من حصل عليها، مشيرا الى احتمال استخدام مقاتلين منتسبين الى المعارضة السورية لذلك الصاروخ
كما اعلن البيت الابيض أن تقرير المفتشين الدوليين حول الهجوم الكيميائى ، يدعم حجج بلاده بشأن مسئولية الحكومة السورية عنه.
 وقالت مستشارة الأمن القومى الأمريكى سوزان رايس  امس الاول ان الأدلة الفنية التى يتضمنها التقرير تتحدث عن إطلاق غاز الأعصاب من نوع سارين بواسطة صواريخ يملكها النظام السوري، مضيفة: إن الاستنتاجات تعزز تقييمنا بأن تلك الهجمات نفذها الاسد لأنه  فقط من يملك القدرة على تنفيذ هجوم بهذا الشكل.
 وفى السياق نفسه  ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارى هارف أن بلادها ترى أن القرار يجب أن يحتوى على أشد الصياغات وآلية المساءلة فى حال إخلال السلطات السورية بالاتفاقات.
 وطالب كارنى وهارف بأن يشمل مشروع القرار إشارة إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والذى يتيح استخدام القوة ضد سوريا بقرار من مجلس الأمن فى حال إخلالها بالتزاماتها، مشيرا إلى أن سوريا قد تواجه أيضا عواقب خارج إطار الفصل السابع.
وفى المقابل ذكرت وزارة الخارجية السورية امس أن الحديث عن المشروعية السياسية والدستورية فى بلادها هو حق حصرى للشعب السورى ولا يجوز لواشنطن ولا لحلفائها أو أدواتها ادعاء الحق بمصادرته أو تخويل نفسها السلطة والولاية لفرض إرادتها بهذا الشأن
وفى تطور لاحق أكد وزيرا خارجية روسيا وفرنسا سيرجى لافروف ولوران فابيوس امس أن مواقف بلادهما  بشأن إحلال السلام فى سوريا متطابقة، مع الاختلاف بشأن سبل تحقيق هذا الهدف. وقال لافروف، فى مؤتمر صحفى عقب محادثات مع نظيره الفرنسى فى موسكو، انهما تطرقا الى تطورات الأوضاع فى دمشق ، وليس لدينا خلافات بشأن الأهداف النهائية وهى إيقاف سفك الدماء وإحلال السلام على أساس احترام السيادة ووحدة الأراضى والطابع العلمانى للدولة واحترام حقوق وحريات جميع المجموعات الأثنية.
من ناحية اخرى أكدت عضو لجنة التحقيق الأممية بانتهاكات حقوق الإنسان فى سوريا كارلا ديل بونتى المعلومات القائلة إن نصف المقاتلين المعارضين السوريين هم إسلاميون متشددون، مشيرة إنه الى جانب الجرائم التى ارتكبتها القوات النظامية ، فإن جرائم فظيعة ارتكبها مسلحو المعارضة.
وفى الاثناء قال المبعوث الأممى المشترك الأخضر الابراهيمى إن هناك أملا كبيرا فى انعقاد جنيف-2 الشهر المقبل، داعيا الى توحد  الموقف العربى إزاء الحل السلمى للأزمة السورية، مشيرا إلى أن اللقاء المقبل فى الأمم المتحدة سيكون موسعا وستشارك فيه أطراف دولية وإقليمية.
الى ذلك قال وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، هنرى كيسنجر، إن موقف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، حيال سوريا يعود إلى قلقه من تزايد دور الإسلام المتشدد، معتبرا أن الصراع فى سوريا يتجاوز الموقف من الأسد ليصل إلى النزاع الطائفى بين السنة والشيعة، لافتا أن الخروج الفورى للأسد من السلطة قد يؤدى إلى فوضى.
وفى سياق غير ذى صلة  أكد احمد طعمة رئيس الحكومة الانتقالية السورية أن حكومته تسعى لدخول الاراضى السورية لتلبية حاجات المواطنين الذين اثقلتهم الحرب، داعيا المجتمع الدولى إلى تأمين وجودهم داخل الاراضى السورية والعمل على توفير غطاء جوى لمنع استهداف مكاتبهم .
كما اتهمت سوريا رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان  بالسعى لتصعيد التوتر على الحدود المشتركة، مضيفا: إن الجيش التركى تسرع فى إسقاط الطائرة المروحية السورية بعد دخولها مجال تركيا الجوي.
وكانت أعلنت تركيا أنها سوف تبلغ مجلس الأمن وحلف شمال الأطلسى “الناتو” بتفاصيل الحادث.
ورأت  صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية أن تأجيل توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السورى يعد بمثابة ضربة قاسية لأردوغان،  لانه كان من المؤيدين بشدة للضربة العسكرية
ميدانيا سيطر الجيش السورى النظامي،  امس الاول على بلدة شبعا فى ريف دمشق، بعد معارك عنيفة مع مقاتلى المعارضة داخل هذه البلدة الواقعة على طريق مطار دمشق الدولي.
كما قال المتحدث باسم الجيش السورى الحر لؤى مقداد: إن المجلس العسكرى الأعلى لن يتسامح مع ارتكاب أى جريمة فى سوريا من قبل الجماعات المتشددة، متهما المجتمع الدولى بالتقصير فى دعمهم مما أدى لنقص مواردهم، وإفساح المجال أمام من وصفهم بالمتشددين ليسيطروا على أجزاء من الأراضى السورية وعلى حقول النفط ومناطق أخرى ذات قيمة كبيرة فى البلاد.