السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثورة فى التعليم... يا عباد الله الصالحين (1-2)




بعد ألم تظلمات الثانوية العامة وما حدث فيها، وبعدَ أيام قليلة يبدأُ عام آخر، والتحدِّياتُ هى عينُها: المُعلم، الطالب، والمنهج، والتقويم.
ففيما يتعلَّق بدور المعلِّم، فقد أريْقَ الكثيرُ من حبر الكتابة على قضاياه وهمومه من جهة، وقصوره وحاجته للتأهيل من جهة اخرى، وأحاولُ عبر السطور التالية التفكير بصوت عالٍ فى هذه القضيَّة التى تهمُّ الأجيالَ الحاضرة واللاحقة، ولِمَا لها من تأثيرات مباشرة على مستقبل الوطن.
وقبل الدخولِ إلى صُلب الموضوع، أودُّ الإشارةَ إلى أنَّ ثمَّة مُحفِّزيْن أساسيَّيْن دفعا بى لمناقشة القضيَّة: الأول حجم التظلمات المقدمة - فى كل المواد التى عقد فيها الامتحان - من فلذات اكبادنا طلاب الثانوية العامة مستقبل الأمة وما يعانيه الطالب وولى أمره والمعلم الأب الذى يحيى الضمير ويعلى الامة ويكشف الغمة، ومهما تعددت المبررات من أباطرة الدروس الخصوصية، وضيق السعة العقلية ومحدودية الطاقة الفكرية والتى ينقلوها الى فلذات اكبادنا فى المدرسة المصرية بالإضافة الى اعادة النظر فى التوجيه فقد ثبت الفكر القديم لدى البعض على مبدأ هذا ما ألفنا عليه من سبقنا، وليس لديهم الدافع الى التطوير والقراءة والتنوير، فضللوا الابناء فى تعليمهم: طرق الاجابة الصحيحة، وكيف يقرأ كتاب المدرسة ويتمكن من تحليله وتنظيم الافكار المتداولة فيه وصياغة الاسئلة ذات المستويات المعرفية، وطرق الاستذكار الفعال، بالإضافة الى سوء بيئة التقويم من مكان التصحيح وعدم تأهيله بما يناسب قيمة المعلم،وأيضا المكان الذى ينظر فيه التظلمات لايليق بالمعلمين القضاة لكنه جاهز لمأوى أى شيء آخر عدا الإنسان، والضغط من قبل المسئولين فى انهاء التصحيح فى فترة زمنية محددة قبل أن تبدأ عمليات التصحيح مما يربك المصحح فى سرعة الانهاء والتخلص من الأوراق على حساب جودة الإنجاز، بالاضافة الى العادات غير المرغوبة التى يعلمها المصححون من تكتل الورق وانهائه فى غمضة عين حتى يتسنى توفير أيام بدون عمل على قوة التصحيح،وفوق كل ذلك الطاقة المعرفية المحددة بين دفتى الكتاب الخارجى والمغلفة بصورة غلاف الكتاب المدرسى، علاوة على من يديرون حركة التقويم لما لهم وما عليهم لا للابناء وللجيران وللحسباء والوجاهة لا للمصالح الموجهة والتوجهات المدفوعة، من كل ذلك وغيره تبين من خلال كل هذه الأدوات، أن المعلم فى حاجة ماسة إلى ما اصطُلح على تسميته بـ»إعادة إنتاج المُعلم».. والحاجة الماسَّة إلى منظومة تأهيليَّة ثنائيَّة الأركان؛ الركن الأول يتمثلُ فى: «التأهيل المعرفى»، والذى يُتيح للمُعلم التمكُّن من المعلومة التى يسعى إلى إيصالها لطلابه. أما الركن الثاني، فيتعلق بإيمانه بدوره الريادي، وأهميَّة رسالته فى تربية وتعليم النشء وإعداد الأجيال؛ لمواجهة الاستحقاقات المستقبليَّة؛ باعتبار أنَّ المُعلمَ عماد المنظومة التعليميَّة، وأساسُ تطويرها، خاصة أننا فى عالم مُتسارع تتنامى فيه الطموحات، ويعلو فيه سقف توقعات المجتمع من العمليَّة التعليميَّة. والحقيقة اننا فى عالم يحكم بالريموت كنترول فى يد أصحاب العقول، فالعالم الذى نعيشه عالم صراع، القوى فيه يترك الضعيف يأكل نفسه
والدافع الثاني: تصميم برنامج تدريبى وتأهيلى طموح: فالبرنامج يُعدُ نقلة نوعيَّة فى مفهوم التدريب الهادف إلى تنمية الجانب الأكاديمى للمعلمين فى المفاهيم المستهدفة، وإثراء معارفهم فى التخصّص، وإكسابهم المهارات اللازمة للتمكُّن من المادة ؛ من خلال نقل الخبرات إليهم من قبل مجموعة من المتبحِّرين فى علم النفس حيث يعد القاطرة الحقيقية للنهوض بالأمةعلى أسس من الوعى النفسى والتفكير البناء والاتيان بالحلول الإبداعية للمعيقات الحاضرية والآنية.
ومما يُعظم المردُودات الإيجابيَّة لهذا البرنامج: إعداد المعلمين المستفيدين من البرنامج، واتساع دائرة تخصُّصاتهم فى اطار التربية النفسيَّة، ونستهدف من هذا البرنامج، أن يكون نواة لمنهاجٍ شاملٍ تسهم فيه مُختلف كليات التربية والآداب بالجامعات، ويُمكن تطبيقه بأكاديميَّة المعلمين التى تعمل بمعزل عن المستشارين كأن الله اختصهم بالعلم دون غيرهم، علماً بأن لقاءات الكاتب مع القائمين عليها تشمل عرض المفاهيم التى تنقل فى التدريبات وفى حاجة الى تصحيح ! ولم يأت النقد محله فهم يفعلون وهاهم يفعلون!!.
اعتادت الاكاديمية على اعتماد برامج التدريب دون اخطار المستشار بالمحتوى على الأقل من باب المتابعة لمعلميه والمعارف التى يتلقوها من باب النسق المعرفى وعدم حدوث تفاوت بين الموجهين المشرفين وبين المتدربين الذين يدفعون رسوما نظير تدريبهم! -على برامج تعتمدها الاكاديمية برسوم مقدرة.
إنَّ واجبات المُعلم فى عصرنا الحاضر، لم تعد هى نفسها التى كانت بالأمس؛ حيث المطلوب من المُعلم اليوم ليس كما كان الحال فى الماضى (الوقوف أمام السبورة، والشروع فى تلقين الطلاب بلغة منمَّقة بالزخارف اللغويَّة، بينما ينهمكُ الطلاب فى التدوين ومحاولة حفظ ما يُلقيه المدرس عليهم؛ باعتباره المصدر الوحيد للمعلومة؛ استعداداً للامتحان، والذى كان بدوره المعيار الوحيد لقياس الفهم والاستيعاب).
ونكمل الأسبوع المقبل