الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحرير دلجا.. وكيماوى سوريا.. وتسجيلات مبارك.. والفنكوش السياسى




سياسة اللهو الخفى والتسالى و«قزقزة اللب» لم تعد السمة الغالبة والمسيطرة على معظم المحطات الفضائية وبرامج «التوك شو» والمواقع الإلكترونية، بل امتدت الظاهرة إلى معظم الصحف الورقية، ووصل الحال ببعضها إلى التفاخر بأنها صاحبة جرس الإلهاء الأول وأخرى تخوض معارك ضارية من أجل أن تنسب لنفسها الفضل والسبق.
المثير للدهشة ويدفع للتساؤل ما هى المنفعة ومن صاحب المصلحة فى إلهاء المصريين عن القضايا الحقيقية فى هذه المرحلة الخطيرة من عمر الوطن.. هل سقطت وسائل الإعلام فى فخ ما يطلق عليه الطابور الخامس أم هى التى اختارت طريقها بمحض إرادتها أم هو الجهل وتغييب العقول.
والأمثلة على هذا كثيرة مثلًا مانشيت غالبية الصحف عن أحداث قرية المنيا الشهيرة تحت عنوان «تحرير دلجا» هل ظنوا أن «قرية دلجا» هذه محافظة وهل أعلن الإرهابيون استقلالها عن الوطن.. أم أن الواقع والثابت أن «قرية دلجا» هى واحدة من ملايين القرى المصرية.. نعم حدثت بها أحداث مؤسفة يرفضها ملايين المصريين مسلمين وأقباطًا.. ولكن عندما تتم معالجة الأمر يجب أن يكون بمنتهى الموضوعية خاصة وأن الاقتصاد المصرى ينزف والسياحة شبه متوقفة.. هل هذه رسالة الطمأنة التى تريد هذه الصحف أن ترسل بها إلى الخارج.. وما هو الهدف من المبالغة.. كانت هناك العديد من الكلمات.. يمكن أن نعبر مثلًا تطهير أو القضاء وغيرهما الكثير ولماذا نشتت الرأى العام عن حدودنا الشمالية الشرقية «سيناء» وما تقوم به قواتنا المسلحة ببسالة وشجاعة ضد الإرهاب الذى يحمل السلاح فى وجه الدولة المصرية ولماذا الشحن الزائد فى الاتجاه الطائفي.. ألا يكفينا ما نحن فيه من معاناة ومشاكل اقتصادية وبطالة وفقر ومرض وتخلف.
وأيضًا على الساحة الدولية والإقليمية الكارثة التى تعانى منها الشقيقة سوريا واتهامات الأسلحة الكيماوية وإجبارها على التوقيع على المعاهدة الدولية لعدم نشر الأسلحة الكيماوية.. الدولتان التى رفضتا التوقيع هما سوريا ومصر لأن إسرائيل لم توقع على هذه الإتفاقية وتم رهن التوقيع مقابل توقيع اسرائيل أولًا.. الآن إجبار سوريا على التوقيع وتفكيك أسلحتها الكيماوية وقريبًا سوف نشهد البعثات الدولية للتفتيش على المواقع السورية وكأننا لا نتعلم.. نفس السيناريو الذى حدث مع العراق مع الفارق أن العراق كان متهمًا بالنووى .. الآن سوريا متهمة بالكيماوى والتلويح والإشارة إلى مصر.. وتتعامل وسائل الإعلام المختلفة وكأن الأمر لا يخصنا ولا ناقة لنا فيه ولا جمل وكأن الخطر بعيد عنا.. ولا حتى من باب أضعف الإيمان تناقش مسألة الكيل الدولى بمكيالين والعنصرية ضد الدول العربية بينما إسرائيل تظل بعيدة على الرغم من امتلاكها النووى والكيماوى.. وأيضًا ما حدث من تسريبات لبعض التسجيلات وآراء تخص الرئيس الأسبق مبارك نعم لا ننكر أن مبارك شارك فى حقبة مهمة فى تاريخ مصر بدءًا من مشاركته كقائد للقوات الجوية فى حرب أكتوبر المجيدة وصولًا إلى حكم مصر على مدى ثلاثين عامًا.. مبارك كمواطن مصرى من حقه أن يعبر عن رأيه مثله مثل ملايين المصريين.. والتساؤل الذى يفرض نفسه لماذا فى هذا التوقيت يتم تسريب هذه التسجيلات ومن صاحب المصلحة فى ظهورها الآن.
هل تناسى هؤلاء ما حدث للمصريين خلال حكم مبارك الذى امتد لثلاثين عامًا.. هل تناسو الذل والإنكسار والمرض والجهل والتخلف الذى أصابنا من جراء هذا الحكم.. هل تناسوا كيف تم بيع القطاع العام وما صاحبه من فساد.. هل تناسوا كيف حصل أصحاب الحظوة والنفوذ على الأرض المصرية تقريبًا بلا مقابل أو مقابل زهيد وأصبحوا بعد أن باعوها أصحاب ملايين ومليارات. لقد انتهى مبارك ونظامه إلى الأبد.
من صاحب المصلحة فى أن يظهر مبارك فى المشهد السياسى فى هذا التوقيت وما هى الوطنية والضمير فى هذا العمل وأين المهنية.
هل صعب على هؤلاء أن يروا الجيش المصرى وقائده الفريق الأول عبد الفتاح السيسى الذى أصبح بطلًا قوميًا رسخ وعضد ثقة الشعب فى جيشه الباسل وأصبح الجيش وقائده فى قلوب المصريين..
هل هى لعبة خبيثة لإعطاء التيارات الإرهابية طرف الخيط ليقولوا للشعب أن الجيش والرئيس المؤقت وحكومته يعملون من أجل إعادة مبارك ونظامه الذى انتهى.
هل هى دعوة لإعادة شق الصف الوطنى المصرى.. أم دعوة لتخريب مصر وهدمها بعد أن فشلت أكبر قوة على الكرة الأرضية الآن فى هذا.
إذا كان ما قمتم به وتقومون به عن جهل وسوء فهم وعدم رؤية وتقدير خاطئ.. فقد نبهناكم.
وان كان عن سوء قصد فاعلموا أن المصريين بخير ولن تنطلى عليهم لعبتكم الدنيئة.. وهذا الفنكوش الذى تحاولون الترويج له.. الشعب المصرى يعى تمامًا ماذا يدور حوله ولا تزال لديه القدرة على إعطاء العالم المزيد من الدروس.. وهو قادر على الفرز والتمييز كفوا عن سياسة دق أجراس الإلهاء وقانا الله وإياكم لعنة «سياسة الفنكوش».