السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استقلال نقابة الصحفيين!






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 09 - 11 - 2009


من أغرب ما قرأت من أخبار حول انتخابات نقابة الصحفيين تقريرا يقول إن تيار الاستقلال بالنقابة قرر ترشيح الزميل الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان علي منصب النقيب لمنافسة النقيب الحالي الأستاذ مكرم محمد أحمد.
والحقيقة أن لي العديد من الملاحظات علي مثل هذا الكلام المرسل، لأنه حق يراد به باطل، فنقابة الصحفيين ليست محتلة ولم تكن في يوم من الأيام، وهي ليست خاضعة لحزب سياسي ولم تكن في يوم من الأيام، بل علي العكس تماما امتازت نقابة الصحفيين باعتبارها واحدة من نقابات الرأي بالتمثيل المتوازن لكل التيارات السياسية التي تعبر عن مجموع الصحفيين.
وقد يحدث في بعض الأحيان أن يزداد تمثيل تيار علي حساب آخر كما حدث في المجلس الفائت حينما حصل الإسلاميون علي أربعة قاعد والناصريون علي مثلها، لكن الصحفيين أعادوا تصحيح الأوضاع في الانتخابات الأخيرة وقللوا حصة الإخوان إلي عضوين ومثلهما للناصريين.
وفي تصوري المتواضع أن الصحفيين يحرصون علي تمثيل التيارات السياسية والفكرية كافة بمجلس نقابتهم حرصا علي التنوع وعلي التعبير الدقيق عن الاختلافات والتباينات السياسية بين الصحفيين أنفسهم، لكن في كل الأحوال لم يسلم الصحفيون رقبتهم لتيار سياسي واحد سواء كان الحزب الحاكم أو جماعة الإخوان التي سيطرت علي معظم النقابات المهنية في التسعينيات لكنها فشلت في تكرار نفس الشيء في نقابة الصحفيين.
وحسب المعلن أيضا فإن الصحفيين الناصريين عقدوا عدة اجتماعات متتالية لاختيار مرشح لمنصب النقيب حتي استقروا علي الزميل ضياء رشوان، وليس لدي أية اعتراضات علي ترشح رشوان فهو صديق عزيز، وباحث متميز في مجال الإسلام السياسي، وكان يتنظره مستقبل أكبر بكثير مما هو عليه لو ركز في البحث العلمي ولم يستدرج إلي معارك هامشية.. لكن في كل الأحوال لا يمكن القول إن رشوان هو مرشح تيار الاستقلال بينما ينتمي لتيار سياسي معين اجتمع واختاره مرشحا له في نقابة الصحفيين.
وإذا كنا فعلا نريد استقلال النقابات ومن بينها نقابة الصحفيين فعلي القوي السياسية المختلفة التي تنادي بهذا الاستقلال أن تنأي بنفسها عن التدخل في شئون النقابات، لأن العمل النقابي يستهدف في الأساس الحفاظ علي مصالح أعضاء النقابة والارتقاء بالمهنة وليس تحقيق نصر سياسي يعجز عنه هذا الفريق أو ذاك في الشارع فيبحث عنه داخل نقابة.