المشروع لا تأمين ولا صحى ..والموت أكثر راحة من البهدلة على أبواب المستشفيات

بني سويف مصطفى عرفه
التامين الصحي واحد من مشروعات الدولة التي تستنزف الملايين من الموازنة العامة، فضلا عن كونه أحد الحقوق الدستورية للمواطن في العلاج و الرعاية الصحية، إلا أنه تحول إلي معاناة و عذاب بسبب ممارسات الأطباء والممرضات، وعنجهية الإداريين، ونقص الدواء، وافتقاد الجودة والرقابة، وشيوع المحسوبية، حتى وصفه الناس في بني سويف بـ «لا تامين ولا صحي» بما يمثله من مهزلة حتى ففضل هؤلاء المضرورين المرض عن خدماته.


يقول محمود عباس، موظف بببا، انه لا يثق مطلقا في خدمات التامين الصحي ولا في أطبائه، ويفضل العيادات الخاصة لزيادة الاطمئنان، ويحكى انه شعر بالآم حادة في «جنبيه» فهمَّ بالتوجه للكشف في عيادة التامين، فأخبره الممارس انه مصاب بفشل كلوي مما إصابة اليأس فتوجه على الفور لأحد كباري الأطباء وبعد الفحص والتحاليل ثبت انه يعانى من زيادة أملاح.
ويشكي العديد من المنتفعون من نظام التأمين الصحي  بمركز «ببا وسمسطا والفشن واهناسيا وناصر»، من مشكلة تأخر الأطباء والممرضات، وعنجهية الإداريين في تعاملهم، ونقص التخصصات هي احدي تلك المشاكل الرئيسية التي يعاني منها المنتفعين، بالرغم من قدم هذه المشكلة إلا أنها مستعصية علي الحل‏.
ويضيف المواطنين أن معاناة مرضي الفيروس الكبدي بنوعيه الـ «سي» والـ «بي»، قد أرتفع عددهم في الآونة الأخيرة لحد يفوق الحصر، ناهيك عن أنهم لم يجدوا علاجا في مستشفيات التأمين الصحي‏ مما يكلفهم السفر والمشقة لتلقي العلاج في مدينة بني سويف وخاصة أنهم من كبار السن تكاد أن تودي مشقة السفر بحياتهم فهم يصارعون المرض والسفر في آن واحد.
 ‏ويفضل حسن عويس، موظف بمركز اهناسيا، الموت عن الذهاب إلي مستشفيات التأمين الصحي وذلك كله بعد أن عانى من تأخر الأطباء وعدم وجود تخصصات أو التزام الأطباء بالمواعيد المحددة مما يؤدي إلي تكدس المرضى، وبعد حضور الطبيب في الواحدة ظهرا تقوم الممرضة بإدخال 3 مرضى، وفى كل مرة يسأل المريض «بتحس بأية» ويقوم بكتابة روشته العلاج دون الكشف على الحالات، وقد تقدمنا بعدة شكاوى لإدارة الفرع ولكن دون جدوى.
وتضيف ثناء عبد العظيم إنها تنتظر طبيبة النساء منذ يومين وتأمل ان تأتى اليوم لاعتماد اجازة كونها تعانى من نزيف نتيجة تعرضها للأجهاض  
ويشتكي محمد على من عدم ألتزام الاطباء  بالمواعيد فضلا عن عدم توافر الخدمات في قسم الباطنة لافتا الى انه يحصل علي علاج شهري‏ لمرض السكر مما يتطالب ضرورة المتابعة و الرقابة
بسخرية يقول محمد زكى امام موظف من مركز الواسطى انه تعرض لمشكلة مع التامين الصحى عندما تقدم للكشف ولاحظ ان الطبيب الممارس يسجل روشتة الدواء قبل الكشف عليه مؤكدا انه ذهب للعلاج من انزلاق غضروفى ولكن الطبيب صرف له حقنة مسكنة وفوار للحموضة
ولفت الى  انه على مدار 5 ايام كاملة فشل فى مقابلة الدكتورة الزهراء محمود عبد الله مدير عام فرع التامين الصحى ببنى سويف
من جانبه يؤكد المستشار مجدى البتيتى محافظ بني سويف انه قام بزيارة مفاجئة للمستشفى تفقد  فيها غرف الخدمات الطبية وقسم الغسيل الكلوي والذي يضم مايزيد عن 30 ماكينة غسيل تخدم العديد من أبناء محافظة بني سويف وتخفف الضغط والعبء على المستشفيات العامة والمركزية  
واشار المحافظ الى انه تفقد أيضا قسم رعاية القلب والحالة الحرجة مؤكدا انه تبادل الحوار مع المرضى للاطمئنان على مستوى الخدمة الطبية المقدمة و أثنى المرضى على مستوى الرعاية والمتابعة فضلا عن المستوى العالي فى النظافة وتواجد الأطباء وأطقم التمريض والعاملين والإداريين  فقرر   صرف شهر مكافأة للعاملين بمستشفى التأمين الصحى
وشدد البتيتى انه يولى القطاع الطبى اولوية خاصة  للوقوف على الخدمات الصحية للمواطنين وان هذا القطاع سيشهد نهضة شاملة فى القريب العاجل