الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

والبيت بيتك






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 14 - 11 - 2009


سألتني زوجتي: كيف يمكن أن تكون المواطنة منصوصًا عليها في الدستور، بينما برنامج البيت بيتك علي التليفزيون المملوك لكل الناس، جاءت أسئلة مسابقته طيلة خمسة أسابيع متتالية من القرآن والسنة؟
السؤال منطقي جدا، فإذا كان التليفزيون يخاطب كل الناس فهو مطالب بألا تأتي مسابقاته العامة وليست الدينية بعيدة عن الدين، خاصة أن في مصر إسلامًا ومسيحية، وليس دينا واحدا.
وحسب المعيار الذي يقيس به الصديق العزيز هاني لبيب في مقاله اليومي بصفحة الرأي في "روزاليوسف" انطباق أداء المؤسسات العامة للدولة وتصريحات وكتابة الناس حول الالتزام بمعايير المواطنة فإن أسئلة البيت بيتك الدينية هي ضد المواطنة، لأن مثل هذه المسابقات تحمل في مضمونها استبعاد شريحة كبيرة ومهمة من أبناء الوطن الواحد، ما يعني تمييزا ضدهم، والتمييز حتي ولو في مسابقة تليفزيونية تعتمد علي المعلومات العامة هو في حد ذاته انتقاصًا من روح المواطنة المتساوية بين الجميع.
ومن حق أي مسيحي في هذا الوطن وفقا للأسئلة الدينية في مسابقة البيت بيتك أن يتساءل لماذا لا تأتي أسئلة المعلومات العامة من الإنجيل أيضا، كما تأتي من القرآن الكريم؟.. وإذا لم يجد إجابة عن سؤاله فهو سيشعر بالتأكيد بغياب المساواة والتمييز أيضا.
أنا متأكد أن القائمين علي أمر المسابقة الأسبوعية لبرنامج البيت بيتك لا يتعمدون اختيار أسئلة من القرآن فقط، كما أنني متأكد أيضا أنه لم يخطر ببالهم موضوع التمييز الديني وتأثيره السلبي علي التعايش في هذا البلد، كما أنني متأكد أيضا أنهم لم يفكروا من قبل في موضوع المواطنة.. لكن في كل الأحوال ينبغي علي القائمين علي أمر الإعلام الحكومي والخاص التنبه لمثل هذه التفاصيل البسيطة، لأن الشيطان يكمن دائما في التفاصيل، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر.
ولا نريد أن يأتي هذا الشرر من داخل التليفزيون القومي المفترض به القيام بدور المعادل الموضوعي لكل ما تفعله الفضائيات الخاصة من تهييج وتدمير وحرائق في حق الوطن وثوابته.