الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لماذا تعترض القنوات الخاصة علي المنافسة؟






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 15 - 11 - 2009


في هذه الصحيفة وفي صفحتها الأولي يكتب رئيس تحريرها الاستاذ عبد الله كمال مقالا مهما يدعو فيه إلي الحوار بين التليفزيون المصري والقنوات الخاصة، تعليقا علي احتجاب قنوات مودرن ودريم والحياة عن البث وقت مباراة مصر والجزائر اعتراضا علي انفراد شركة صوت القاهرة التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزون بشراء الحقوق الحصرية لمباراة المنتخب أمس أمام الجزائر.
الصديق عبد الله كمال طرح عددا من المفاهيم التي ينبغي أن يبدأ علي أساسها هذا الحوار باعتبار أن الإعلام الخاص هو جزء من الإعلام الوطني، وهذا حقيقي ومهم، وقد سبق لي في هذا المكان الكتابة عن أهمية حصر دور الإعلام التليفزيوني الحكومي في عدد محدد من القنوات من بينها قناة عامة، وثانية إخبارية، وثالثة رياضية وشبابية لشراء حقوق البث الدولية التي قد تعجز عنها ميزانيات القنوات الخاصة مجتمعة، وبخاصة أن كرة القدم لم تعد في هذا الزمن رفاهية، وحولت مشاهدتها إلي أحد الحقوق الأساسية لدي المواطنين.
وفي الوقت نفسه أعيد وأؤكد أنه ليس دور الإعلام الرسمي التنافس أو ملكية محطات للدراما والمنوعات والكوميديا فهذا عمل القنوات الخاصة، ولا يجوز للدولة التنافس مع الإعلام الخاص علي بث مسلسل أو شراء حقوق إذاعة حفل غنائي.. وهنا تخرج الدولة لتترك آليات السوق تنظم التنافس بين القنوات الخاصة، بينما تتدخل الدولة عبر شركات وقطاعات انتاجها الفني للحرص علي إنتاج أعمال ذات مضمون وتحتاج إلي تكلفة عالية.
فيما يخص مباريات كرة القدم أعتقد أن القنوات الخاصة جانبها الصواب في حجب بثها وقت المباراة، رغم أنها حين توصلت إلي موضوع البث المشترك قبل المباراة أوصلت رسالتها، لكن قضية شراء حقوق مباريات من عدمه هو حق للجميع قطاع خاص وشركات وهيئات إعلامية عامة.
وسبق للصديق محمد عبد المتعال أن اشتري كواليس كأس العالم للقارات من وكيله الإعلاني، وكانت الحياة هي القناة المصرية الوحيدة التي انفردت بلقاءات حصرية مع اللاعبين قبل وأثناء وبعد المباريات، ووقتها تعرضت الحياة لهجوم عنيف علي شاشة التليفزيون المصري ووقفنا إلي جوار الحياة من منطق أنها نجحت في الفوز بحقوق البث وهو أمر يحسب لها ولا يحسب عليها..وبنفس المنطق فإن ما قامت به شركة القاهرة للصوتيات والمرئيات ليس أكثر من الفوز بصفقة تجارية وفقا لسياسة العرض والطلب.
لا أدافع عن وزير الإعلام أنس الفقي فهو قادر علي الدفاع عن نفسه وعن الشركات والهيئات التابعة لوزارته، لكن الحصول علي الحقوق الحصرية في إذاعة مباراة المنتخب ليس عملا احتكاريا، وإنما يدخل في إطار منافسة مشروعة للفوز بحقوق بث مباراة.. أما موضوع الاحتكار فهو أمر آخر ليس له علاقة بالمباريات التي تنظمها عقود وتخضع للتنافس الحر بين الجميع داخل مصر.. وحتي خارجها.
ملحوظة ختامية:الخلاف في وجهات النظر مع رئيس تحرير روزاليوسف علي نفس صفحات الجريدة التي يترأسها دليل ثراء وتنوع هذه الصحيفة، وهي نفس الروح التي نرجو أن يتحلي بها جميع العاملين في مجال الإعلام المكتوب والمرئي علي السواء.. ولو كانت هذه الروح موجودة لدي الجميع ما وصلنا إلي حد احتجاب القنوات الخاصة.