الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإخوة الجزائريون.. والأشقاء السودانيون




 

محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 16 - 11 - 2009


منذ أكثر من شهر ونحن نتحلي بالكثير من الصبر وضبط النفس، بينما الإخوة الإعلاميون الجزائريون ينفخون نار التعصب، ويشعلون الحرائق ويطلقون الأكاذيب واحدة تلو الأخري، وللأسف لم يقتصر الأمر علي الصحافة وإنما انتقل إلي المسئولين الجزائريين، الذين تعاملوا مع واقعة حافلة الفريق الجزائري وكأنهما اعتداء علي الكرامة الوطنية فأشعلوها حرباً.
وحتي لو قذف بعض المهووسين حافلة الفريق الجزائري بالطوب، فقد سبق أن تعرض الفريق المصري لاعتداءات مماثلة ومتكررة في الجزائر من المشجعين لم نهتم بها ووضعناها في إطارها الصغير والمحدود، وحتي حين قام الأمن الجزائري بالاعتداء علي الفريق المصري في مباراته أمام ليبيا بالدورة العربية، مما أدي إلي إصابات حقيقية بكسور في عظام اللاعبين المصريين وليس علي طريقة الميكروكروم الجزائرية اكتفينا بسحب الفريق ولم نحولها لمعركة بين بلدين.
طوال اكثر من شهر ونحن نتحدث عن الإخوة ، وعن العلاقات الوثيقة بين الشعبين، فكما ساعدت مصر عبدالناصر الجزائر في حرب التحرير وقفت الجزائر بومدين إلي جوار مصر بكل ما تملك في حرب أكتوبر 1973، وفي مصر مبارك بلغت الاستثمارات المصرية في الجزائر أكثر من خمسة مليارات دولار، تفتح الكثير من بيوت الجزائريين وتساهم في إنعاش الاقتصاد القومي الجزائري.
لكن للأسف بلغ السيل الزبُي ولم يعد بإمكاننا أو مقدورنا تحمل تفاهات وقلة أدب الصحافة الجزائرية خاصة أن الأمر تجاوز حدود التعصب والأكاذيب إلي الجرم في حق مصر وشعبها، فبالأمس جاء العنوان الرئيسي لصحيفة أخبار اليوم الجزائرية " هذا ما فعله يهود مصر بالجزائريين" وامتلأت الصحيفة من أولها بالكثير من الأكاذيب عن جرحي و"شهداء" جزائريين سقطوا في القاهرة بسبب اعتداء الجمهور المصري عليهم بعد المباراة.
ونشرت الصحيفة صورة كبيرة لمواطن جزائري يبدو وقد لفظ أنفاسه باعتباره أحد "الشهداء" الجزائريين في موقعة مصر، وأقسم الصديق نصر القفاص مدير تحرير الأهرام الذي عاش في الجزائر مديرا لمكتب الأهرام لخمس سنوات أن هذه الصورة نشرت في الجزائر من قبل عدة مرات لضحايا الإرهاب في الجزائر.
كنا نظن أن الجزائريين إخوة، وهكذا يعيشون في مصر مثل أهلها، وتجاوزنا عن كل الإساءات والاستفزازات التي قام بها الجمهور الجزائري في القاهرة، رغم إصرارهم علي التجول في الأماكن المزدحمة بالأعلام والهتافات والأغاني ومحاولة استفزاز الجماهير المصرية.
وظللنا نحبس غيظنا من كل الاستفزازات التي قام بها الفريق الجزائري بما في ذلك الإصرار علي الاحتكاك بالجماهير المصرية بما في ذلك اختيار المسئولين الجزائريين أداء الفريق لصلاة الجمعة في جامع عمرو بن العاص في منطقة الفسطاط الشعبية والمزدحمة، ورفض الصلاة في مصر الجديدة ومدينة نصر بالقرب من مقر إقامة البعثة لعل وعسي تخرج طوبة من هنا أو هناك.
منذ نهاية مباراتي مصر مع زامبيا.. والجزائر مع رواندا تعامل الكثير من الجزائريين حتي المسئولين بكثير من قلة اللياقة والذوق والأدب، ولم يراعوا أية روابط أو علاقات تاريخية وأزلية بين الشعبين، فإذا كانت هذه هي الأخوة.. فلا نريدها.
أما الأشقاء في السودان فهم أقرب إلينا من حبل الوريد، والعديد من الكتاب والصحفيين السودانيين كتبوا أمس عن ترحيبهم بالشقيقين مصر والجزائر، لكنهم ودون مواربة أعلنوا أنهم يشجعون مصر ويتمنون فوزها وأن يحصل الفريق المصري علي تأشيرة الصعود إلي كأس العالم من السودان.
ومنذ فوز مصر علي الجزائر تلقيت عشرات الاتصالات الهاتفية من أصدقاء سودانيين في السودان والقاهرة.. كلهم يتمنون فوز مصر، ويحكون عن الأجواء التي تعيشها الخرطوم.. قال الصديق العزيز الصحفي السوداني زين العابدين أحمد محمد: منذ ثلاثة أيام لا حديث في السودان إلا عن الرغبة في فوز مصر بهدفين حتي يصل الفريق المصري لمباراة فاصلة من الخرطوم، يحقق فيها النصر بدعم وتشجيع الجماهير السودانية.
شكرا لكل شقيق سوداني.. أما حكاية الأخوة مع الجزائر فهي تحتاج لإعادة نظر.. فلسنا يهودا ولا صهاينة.. وليس نحن من يقيم العلاقات مع إسرائيل في السر!