الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر ليست "تامر.. ومني"




 

محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 19 - 11 - 2009


احترم وأقدر وأؤيد وأساند كل دعوات التهدئة التي يقوم بها إعلاميون ومثقفون وفنانون وسياسيون حتي نحافظ علي العلاقة بين الشعبين المصري والجزائري، بعيدا عن المتعصبين من السياسيين والإعلاميين الجزائريين الذين أشعلوا الفتنة، وكادوا يتسببون في مجزرة للمصريين العاملين في الجزائر، لكنني لا أقبل أو أتفهم بأي شكل من الأشكال كل محاولات التزلف الرخيص التي يقوم بها إعلاميون مصريون.
لقد شعرت بصدمة شديدة وأنا استمع إلي المذيع المعجزة تامر أمين في برنامج البيت بيتك وهو يعتذر نيابة عن الشعب المصري لكل الجزائريين، ثم شاهدت الأخت المذيعة المتلعثمة والتي تحولت إلي "حمامة" سلام مني الشاذلي وهي ترتدي ملابسها أول أمس بألوان العلم الجزائري، في مشهد أصاب الكثير من المصريين بالغثيان.
وقد تلقيت سيلا من المكالمات الهاتفية من أصدقاء ومواطنين بسطاء يبدون استياءهم مما قام به المذيع "المزفلط" ثقيل الظل تامر أمين، والكل يتساءل من منح تامر أمين حق الحديث باسم مصر والاعتذار نيابة عن مصر للجزائريين؟.
أنا شخصيا أحب الجزائر، وقد سافرت إليها من قبل وعايشت أهلها وأحببتهم وأحبوني، وأعترف بأني لم أشعر بأية كراهية أو غربة من الجزائريين، لكننا لم نخطئ في حق الشعب الجزائري حتي نعتذر، بل الأكثر من ذلك نحن نطالب المسئولين الجزائريين والصحافة الجزائرية باعتذار رسمي، لأن كرامة مصر وشعبها أكبر من أي شئ، ولن نقبل أي مساس بها، وقد دأب الكثير من المسئولين الجزائريين علي إهانة مصر في صحف بلادهم علي خلفية المباراة.. بل إنني أطالب وزارة الخارجية بجمع هذه التصريحات المسيئة وتقديم احتجاج شديد اللهجة للسلطات الجزائرية.
أما المذيعة مني الشاذلي التي تحاول أن تبدو نابهة فقط حرصت علي ارتداء ألوان علم الجزائر في ملابسها عشية المباراة لكنها لم تطلق رسالة سلام وإنما أهانت كل المصريين الذين يرفعون علم بلادهم في كل مكان.. صحيح أن السبب مباراة في كرة القدم لكن اهتمام المصريين بعلم بلادهم وتمسكهم به وحبه واحترامه تعني فيما تعني أننا أمام شعب معجون في حب الوطن.
ولا أعرف من الذي أشار علي الست مني الشاذلي بهذا التصرف، هل كان فريق الإعداد في البرنامج أم من بنات أفكارها باعتبارها زعيمة سياسية، لكن في كل الأحوال نحن أمام نوع من الإعلام المصري أقل ما يقال عنه إنه بلغ من التفاهة مداها، وسمح لأناس لا يصلحون للظهور علي الشاشات بالتحكم في مصائر الناس وتوجيههم، وإثارتهم، وتحريضهم، والغريب أن محدودي المعرفة، قليلي المهارة الذين ينشرون التخلف بين الناس بينما يبكون علي الشاشات وهم يتساءلون ماذا حدث للمصريين؟.. أنتم نكبة مصر والمصريين الحقيقية!