الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار: الأزهر يعمل بثوابت وطنية وليس وفق التغييرات السياسية ويلجأ للشارع عندما يتعرض الوطن للخطر




حوار - صبحى مجاهد

اكد د. محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار أن مواقف الأزهر ثابتة لا تتغير بتغيير النظم الحاكمة حيث ينلق من ثوابت وطنية وانه دائما يقف بجوار رغبة الشعب المصرى بعيدا عن التقلبات السياسية.
أضاف عزب فى حواره أن العنف الحال الذى يشهده المجتمع يتطلب جهداً اكبر فى نشر ثقافة الحوار وعدم الاقصاء من اجل تحقيق الاسقرار وان دستور مصر لابد وان يحقق آمال الشعب المصرى ويضمن الحريات والحقوق ويرسخ المواطنة.
وشدد فى حواره على ان الأزهر يعتبر تمثيله فى الدستور تمثيلا رقابيا يقف لتأكيد مصالح الأمة والدفاع عنها، مشيرا إلى عدد من القضايا المهمة فى نص الحوار التالى:
■ كثير ما نتحدث عن دور الأزهر الوطنى والبعض يراه عمل سياسى ، فماتعليقك؟
- الأزهر مواقفه متكررة لأن الأزهر يعمل بثوابت وأول ثابتة من ثاوبته هو الالتزام بالوطن وهو يعمل فى العمل الوطنى ولذلك يغضب عندما يراد له أن يجرم سياسة ولذلك فإن شيخ الأزهر يؤكد دائما ان هناك فرقا بين الالتزام الوطنى والعمل السياسى.
■ وما هو الفرق ؟
- العمل السياسى  خاضع لتصورات نسبية قد تصيب او تخطئ وقد تصب فى مصلحة الوطن وقد لا تصب لها اهداف لحزب أو لفرد بينما الأزهر هو معهد وجامعة مصر العليا الذى عمره ألف وخمسين سنة ووظيفته الحفاظ على الشريعة  الصحيحة والإسلام الوسطى والإيمان بحق الخلاف والحوار على أرقى مستوى ممكن.
ومن ثوابت الأزهر أن الوطن عندما يكون فى خطر يلجأ للشارع ويسانده لأن الاغلبية المصرية طيبة تريد اسلام الأزهر ولا تريد ان تجر إلى العنف الذى لا يعد من صفات مصر.
■ وماذا عن دور الأزهر العالمى فى دعم  مصر؟
- الأزهر ايضا بعد الدائرة الوطنية له دائرة عربية واسعة وهذه الدائرة يستعيدها الأزهر بصورة واضحة فى زيارات الامام لبعض الدول والتى أدت إلى نتائج ايجابية كقيام دولة الإمارات بالعفو عن  أكثر من 100 مصرى معتقل.
فالأزهر دوره العربى والاسلامى كبير لأن به طلاب من 106 دول عالمية وهو يقدم لهم العمل الصحيح والاسلام المستنير، فهو جامعة عالمية.
اما الدور العالمى الذى يسير فيه الأزهر تجاه مصر فيتمثل فى انه يستقبل كبار شخصيات العالم، ككارتر وغيره واى سفير أوروبى وغربى، كما له علاقات غربية منذ عشرات السنين، وهو  يعلم اين يذهب مع الغرب ومتى يوافقه ومتى يخالفه؟
■ ولكن هل أثرت الأحداث على جهود الأزهر عالميا؟
- التأثير مستمر فلا يمر شهر حتى تكون هناك مشاركة من الأزهر فى مؤتمرات بامريكا واوربا للحوار الذى يعلم الأزهر اصوله وحدوده وثقافته.
= وكيف يواجه الأزهر قضية التدخل فى الشأن الداخلى لمصر؟
- فيما يخص الشأن المصرى والتدخل فيه الأزهر يرفض تماما ذلك ، مستدللا على ذلك بلقاء جمع بين آن باترسون السفيرة الامريكية بالقاهرة وشيخ الأزهر عقب ثورة 25 يناير عندما تحدثت وقالت «ماالمطلوب من امريكا لمساعدة مصر»، فقال شيخ الأزهر: على امريكا أن ترفع يدها عن مصر، فكانت كلمة صادمة ولكن حقاً، فهذه تنم عن وعى ومصلحة مصر، حيث يصر شيخ الأزهر على عدم التتدخل فى شئون مصر الداخلية.
وفى بيان شيخ الأزهر الأخير قال إن مصر قادرة تماما بمفردها القيام بواجباتها العالمية والداخلية على ألا يتدخل أحد فى شئونها الداخلية لأن شعب مصر واع ومتحضر.
■ وما هى الطريقة التى يمكن بها ان نقلل وتيرة العنف فى المجتمع؟
- حزنى الأكبر أننا نريد أن ننجح فى نشر ثقافة الحوار فى المجتمع المصرى لأن مقاومة العنف الذى يشهده المجتمع المصرى حاليا ينحصر  فى نشر الحوار ومنذ بداية ثورة 25 يناير وذهبنا إلى ميدان التحرير واخبرنا الشباب بأن الأزهر بابه مفتوح للحوار والتقيت بـ» 35 شاباً من شباب الثورة «، وبدأ الحوار.
■ وهل يكون الحوار مع الجميع؟
- الحوار لا يقصى احدا ومع كل مخالف ويشمل الإخوان والسلفيين ومختلف التيارات، لأن الأزهر يقف على مسافة واحدة .
■ من الاكثر استجابة الإخوان ام السلفيين ؟
- السلفيون يبدون استجابة اكبر فى الحوار من الأخوان وان السلفيين يسمعون فى جلسات الحوار بيتطوروا
■ وماذا عن تمثيل الأزهر فى وضع الدستور الحالى رغم انه  شارك فى وضع الدستور المعطل؟
- الأزهر انسحب فى الدستورية الولى عندما وجد الأمة المصرية  فى اغلبها لا يوافق عليها  فهو يحضر كراعى لمصلحة الأمة فحسب ما يرى أن المجتمع المصرى يريده يؤيده، وسيعمل فى قضية الدستور أنما توجد المصلحة فثم شرع الله.
 وبالتالى جزء  ضخم جدا إن لم تكن تمس  الشريعة فى مقاصدها الخمسة حفظ النفس والعقل والدين والنسل والمال، فهو يرى الاهداف العليا فإن كانت الأمة المصرية مستريحة لها فهو يقرها.
خاصة ان دستور مصر لابد وان يشمل الحريات والمواطنة وسيحضر الأزهر بصفته ملاحظا للأمة ومنافعها ومصالحها والدفاع عنها لكن ليس له مطمع فى وضع بنود بعينها فى الدستور خاصة ان المادة الثانية من الدستور لا مساس بها حيث إن الأزهر الشريف ليس طرف سياسيا ولا تياراً ولا حزباً فهو رقيب الأمة كلفته ان يدافع عنها ولم الشمل المسلمين والمسيحيين.