الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المندوب السامي الجزائري






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 20 - 11 - 2009


كنت أتمني أن أهنئ الشعب الجزائري علي صعود فريقه إلي نهائيات كأس العالم، فهذه رياضة فيها غالب ومغلوب، والروح الرياضية التي نعرفها تحتم علينا ذلك، لكن قلبي لا يطاوعني بعد كل ما تعرضنا له من إهانات وكراهية وحقد واعتداءات، وحتي لو قلتها فهي بالطبع من خارج قلبي.
وإذا كان هناك من إنسان يتحمل نتيجة كل هذه الكراهية بين شعبين عربيين فهو السفير الجزائري في القاهرة عبد القادر حجار الذي ظل ثلاثة أيام كاملة ينفي في مصر مقتل مشجعين جزائريين، ويتبع النفي في صحف بلاده بعبارة لم نتأكد حتي الآن، وهي توحي بأن هناك قتلي سيتأكد السفير من مصرعهم.
أي سفير في الدنيا له مهمتان أساسيتان، الأولي الحفاظ علي مصالح بلاده، والثانية العمل علي مد جسور الصداقة بين البلدين والشعبين، وهذا بالطبع عكس المندوب السامي الذي كان يمثل السلطة المحتلة ويتعامل بعجرفة مع من تحتلهم بلاده.. ولا نعرف أن مصر محتلة ولا هي مستعمرة من أحد.
الأخ السفير الجزائري لم يعدم العجرفة في تعاملاته في مصر، وقال في صحيفة الفتنة "الشروق الجزائرية" أن المكاتبات التي وصلت من وزارة الداخلية المصرية تفيد بعدم وجود قتلي جزائريين لكنه يتحقق من صحة هذه المكاتبات، ولم أعرف كيف سيتحقق منها المندوب السامي الجزائري.. هل سيقوم بتفتيش مفاجئ علي وزارة الداخلية ويراجع البلاغات والسجلات الموجودة عندها.. أم ماذا؟!
قد تتعامل الدولة بدبلوماسية للحفاظ علي مصالح الدولة، وبالطبع قراراتها ليست عفوية أو انفعالية مثلنا فهي تخضع لمعايير دقيقة ومراجعات وحسابات لكننا نحن الشعوب لا تحكمنا هذه الحسابات الدقيقة، فإذا كانت مصر الرسمية لا تريد أن تجعل من السفير الجزائري شخصا غير مرغوب فيه في مصر، فإننا الشعب بكل فئاته علينا أن نشعره بأنه غير مرغوب فيه وأن ندشن مقاطعة شعبية له.
وأتصور أن علينا عدم إجراء أي حوارات صحفية أو تليفزيونية مع السفير الجزائري حتي يرحل، ونقاطع كل الاحتفالات أو المناسبات التي يرعاها في مقر سفارته، ولا نوجه له دعوات لحضور مناسبات أو احتفالات أو أي شيء.
يجب أن يشعر المندوب السامي الجزائري أنه غير مرغوب فيه من الشعب المصري، لأنه كان أحد أهم أدوات التحريض علي الفتنة، وتهديد حياة المصريين في الجزائر والسودان، وهو لم يكتف بالصمت فقط.. وإنما تعدي ذلك إلي التحريض.. ونحن لن نقبل أي تحريض أو اعتداء من أي انسان علي وجه الأرض حتي ممن يتصور نفسه مندوبا ساميا وعلي رأسه ريشة .. أو منشة كالتي أدت إلي احتلال فرنسا للجزائر.. والسفير وجميع الجزائريين يعرفون هذه المنشة جيدا.