الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تهانى الجبالى: الإخوان ساومونى على الوزارة مقابل صمتى




حوار - عمر علم الدين

تعتبر تهانى  الجبالى  عضو المحكمة الدستورية السابق هى من ابرز الوجوه النسائية التى كانت لها صراعات لم تتوقف خلال حكم الاخوان حتى جعلت الجماعة فى الدستور التى اعدته فى 2012 تضع مادة خاصة بالمحكمة الدستورية تخفض عدد الاعضاء ليكون من ضمن المستبعدين المستشارة تهانى الجبالى  وحتى بعد سقوط الاخوان لم تتوقف المستشارة عن مهاجمة الجماعة والحديث عن مخططهم لتفكيك مصر ولم يتوقفوا هم عن مهاجمتها والهتاف ضدها بالاسم فى تظاهراتهم  
تهانى الجبالى هى اول امرأة مصرية تتولى مهنة القضاء فى الحقبة المعاصرة، ومازالت المرأة المصرية التى احتلت المنصب القضائى الاعلى فى تاريخ مصر، وذلك قبل استبعادها من هيئة المحكمة بعد إقرار الدستور وخلال حكم مرسى بدأت مهاجمة المستشارة من خصومها السياسيين والقضاة حتى تم عزلها  بالدستور واتهامها ضمنيا من رئيس الدولة بالتآمر عليه لاسقاطه مع آخرين وخلال الحوار تكشف تهانى الجبالى محاولة الاخوان معها لتوقفها عن مهاجمتهم كما تجيب عن الاسئلة الشائكة حول المصالحة ودستور 2012وتعديلات 2013 ولماذا تم استبعادها وتجربة الاخوان وماهو مستقبلهم بالاضافة الى عدد من الاسئلة الاخرى والى نص الحوار

■ كيف ترين المشهد الحالى فى مصر؟
-  هناك حرب معلنة على مصر من الجيل الرابع  للحروب الذى اعتمدته امريكا بعد المعاناة الشديدة التى عانتها فى التدخل العسكرى المباشر بدءاً من افغانستان وانتهاء بالعراق وحجم ما تعرضت له قواتها من مخاطر  .. هى تقوم على اساس يتم اختيار حليف محلى يقوم بدور متفق عليه ومستقر بمجرد وصوله للسلطة.. الجناح الاخر لهذه الحرب هو اعتماد الاعلام الموجه الذى يستطيع أن يقوم بوضع كل الحقائق فى المشهد الذى تريده الادارة الامريكية وحلفاؤها.. وفى هذا السياق يأتى اعتماد الدبلوماسية الدولية والامم المتحدة من اجل خطط اصطياد الدول لتوقيع عقوبات عليها اذا كانت تستحق العقوبات كما يفعل الان فى سوريا، والامر الاخير هو استخدام نفوذ جهاز البنتاجون الاستخباراتى فى تفتيت منطقة الشرق الاوسط على اساس دينى وعرقى وطائفى والامر واضح جدا منذ تقسيم السودان والعراق على اساس العرقية والطائفية.. فى مصر فى مرحلة ما بعد 25 يناير كان هناك تكثيف عال جدا لدخول موجات من الارهابيين للتمركز فى سيناء ثم تهريب السلاح استغلالا لانهيار الذراع الامنية للدولة.. هذه هى عناصر الحرب فى جيلها الرابع التى تمارس اعمال الارهاب كاملة.
 ■ أين الاخوان فى هذا المشهد ؟
 -  الاخوان هم الحليف المحلى الذى تم الاتفاق عليه عبر التنظيم الدولى وهذا يبدو واضحا جدا.. هناك 25 ملياراً من عام 2003 تم صرفها على تنظيمات اسلامية فى مقدمتهم التنظيم الدولى للاخوان، كان هناك اتفاق قبل وصول الاخوان للسلطة، ووصل  الامر إلى أن دفعت حكومة اوباما 50 مليون دولار دعما لحملة الدعاية الانتخابية لمحمد مرسي، وهذا ما قيل فى الكونجرس الامريكى على لسان بعض اعضائه من الجمهوريين وهم يحاسبون اوباما ويقولون له صرفت اموالنا على حليف لم ينفذ كل ما كان مخططاً له، نصدق هذا عندما نرى حجم الغضب من شركاء الاطلنطى من محاكمة قيادات التنظيم وذلك  لان المحاكمة ستفتح اوراقاً ومستندات لا يجب فتحها.. الجزء المتمم للصورة ايضا الضغط العنيف جدا لاستمرار وجود التنظيم فى المشهد السياسى فى المنطقة ففى مصر نستخدم طريق التصالح.. هنا نحن امام مشهد ضاغط على القرار الوطنى باستمرار التنظيم فى مصر.
■ هل هى صفقة تخص مصر وحدها ام انها شملت فروع التنظيم الدولي؟
 - الامريكان اعتمدوا هذا التنظيم لكى يحكم  هذه المنطقة التى نحن فيها وان يكونوا البديل بمجرد حدوث الحالة الثورية فيما سمى بالربيع العربي، نذكر جيدا أن الجناح الليبرالى المرتبط بالاجندة الغربية وفى مقدمته الدكتور البرادعى من اول تصريح له وهو فى مطار القاهرة وهو فى الجمعية الوطنية للتغيير قال إن الاخوان هم اكبر تيار فى مصر ويجب أن يمنحوا الشرعية ويصبح لهم حزب سياسي، فبمجرد مرور هذه المرحلة تم اغتيال اسامة بن لادن وبدأ يكون هناك تراجع لما يسمى بالاسلام الراديكالى.
اصطف الامريكان مع  التنظيم الدولى وحاولوا استغلال الفراغ السيادى فى سيناء وتحديدا فى الجزء الذى اعلن منطقة عازلة بعد اتفاقية السلام مع اسرائيل التى تسمى بالمنطقة «ج « ثم التوافق على ما يسمى غزة الكبرى، ومن الواضح أن الاتفاق كان على 40% من سيناء كوطن بديل لتصفية الصراع العربى فى فلسطين وبناء الدولة اليهودية
الجزء الثانى فى الصفقة هو حماية المصالح الاقتصادية الدولية فمن المعلوم أن جماعة الاخوان وتنظيمها الدولى اصبحوا  جزءاً لا يتجزأ من النظام الاقتصادى العالمى، فهى لا تسبب أى شكل من اشكال الضرر لتغيير النمط الاقتصادى العالمى الذى يواجه ازمة الان وتستطيع الوصول إلى دول غنية تملك منابع البترول وتملك مفاتيح الثروة أو التى من الممكن أن تكون سندا كبيرا للنظام الاقتصادى العالمي.
■ كيف تقيمين اداء السلفيين ؟
انا مؤمنة بأن مصر لها تيار سلفى تاريخى اصيل لكنه مصري وغير مرتبط بأجندات الخارج وكان ايضا يتمتع بشكل من اشكال السلم فى التعامل مع الاخر ويوجد لدينا الجمعية الشرعية وانصار السنة المحمدية متواجدون من بداية بناء الدولة الوطنية  وبالرغم من ذلك لم نسمع أنه حدث احتقان بينهم وبين الصوفيين مثلا او مع المسيحين فى عقائدهم اذا هناك حالة سلفية مصرية ولكن فى اطار استهداف مصر وذلك من سنة 1975 حتى الان وكانت هناك محاولات من التيارات المتشددة السلفية أن تغير من طبيعة التيار السلفى فى مصر فبدات تدخل عليه بالمال وبالفكر المتشدد والان هناك محاولة لاستخدامه فى خلق المشاكل خلال الفترة الانتقالية ولكن إلى الان السلفيين  ليس لديهم تنظيم دولي وانما ما زال هو فى اطار وطنى
■ فى ظل صراع الاخوان الان مع السلطة ولاول مره مع جزء كبير من الشعب كيف ترى مستقبل مشروعهم؟
الحقيقة ارى أنه انهيار كامل للمشروع لكن هناك محاولات لانقاذه بأى ثمن وضمن هذه المحاولات خلق ما يسمى بالتيار الثالث الذى يحاول أن يسعى للمصالحة مع الجماعة على اساس أنه عودة لفكر حسن البنا فى مواجهة فكر القطبيين وهذه هى مغالطة وطنية كبرى وبالتأكيد الذى يقرأ لحسن البنا قراءة دقيقة يعلم  انه منذ اللحظة الاولى أنه مشروع سياسى وليس مشروعاً دعوياً وانه هو الذى اعتمد قيام التنظيم الخاص واعتمد فكرة المواجهة المسلحة مع المجتمع او مع الدولة وحدث ذلك مع القاضى الخازندار والنقراشى باشا ومع الحرائق التى تكررت فى مصر وكانوا دائما يبحثون عن الفاعل الحقيقى ويتبين أنه الاخوان فى النهاية.. الحالة الوحيدة التى يمكن أن يقبل فيها وجود الجماعة وتمارس السياسة أن تعلن صراحة مراجعة تاريخها : اين كانت على حق وعلى صواب وأين اخطأت ثم تتبرأ من استمرار التحالف..  هذه هى الحالة الوحيدة التى يمكن الاعتراف بها .
 ■ ذكرت انها تحالفت.. مع من تقصدين ؟
 - تحالفت مع المخابرات البريطانية ثم الفرنسية ثم الامريكية وايضا فى اطار التنظيم الدولى مع المخابرات الالمانية،.. واللى يقول غير كده يبقى بيهرج».
 ■ هل المراجعات التى قصديتها تكون علنية ام تكون داخلية بين ابناء الجماعة ؟
 - المراجعة واجبة على التنظيم الدولى والمحلى وخاصة فى مصر لانها اساس التنظيم ولها النصيب الاكبر من حيث عدد المنتمين اليها والمتمثلة فى مجلس شورى الجماعة ومكتب الارشاد..  وانا افهم أن من يريد أن يخدم الاسلام ويسعى لقيام مشروع اسلامى حقيقى يجب أن يقرأ التغييرات التى حدثت فى العالم الاسلامى فى الفترة التى اعقبت الخلافة الاسلامية وأن يبنى على الايجابيات التى توحد صفوف الامة فتوحيدها ليس بالغزو ولا بالقهر ولا باجتياح الدول ولا بتغليب المسلمين داخل الدولة على بنى دولتهم من باقى الاطياف الوطنية وانما يأتى من خلال الايمان بعالمية الاسلام وبان الأمة الاسلامية هى أمة عقيدة ليست أمة سياسة.. اعتقد أن مصر بدون اخوان مسلمين قدرت الاسلام الاكبر بالمشروع الاسلامى الحضارى المرتبط بالعصر لان مصر هى التى انشأت منظمة المؤتمر الاسلامي، بأموال الشعب.. إذا أضفنا إلى هذه المنظمة الدور الذى يؤديه الازهر للدعاة وبخروج الفكر الوسطى للعالم كله وتشوق الدول الافريقية لتعليم ابنائهم فى الازهر .. أليس هذا دعما للمشروع الاسلامى الحقيقى؟.. اذا هناك ضرورة لمراجعة ووجود تنظيم شبيه بتنظيم الاخوان يعد جريمة فى حق الشعب المصرى .
 ■ هل بتصورك هذا يمكن أن يبتعد الاخوان عن الحكم لفترة وتتم المراجعات ثم  يعودوا لممارسة عملهم السياسى مثل ما حدث فى تركيا أم ما الذى تتوقعينه من الاخوان فى الفترة المقبلة ؟
 -  والله هذا فى علم الغيب، لانه فى تركيا حزب اربكان استوعب الدرس بعد انهياره ودخول اربكان السجن ومحاكمته كان هناك حالة بناء وعندما اتى حزب أردوغان قال أنا رئيس مسلم فى دولة علمانية وبهذا فقد احترم مقومات الدولة ولو لم يحترم مقومات الدولة ولم يدهسها بالاقدام ولم يهدف تفتيت سلطات ومؤسسات الدولة لكان خلع من الحكم من ثانى يوم فالجيش عندهم له شرعية دستورية .
■ لو الاخوان قاموا بمراجعات ثم بعد فترة  رجعوا للحكم هل سيفعلون مع الجيش كما فعل اردوغان؟
- لا يستطيع الاخوان أن يفعلوا مع الجيش المصرى كما فعل الاتراك مع الجيش التركى لان الجيش المصرى ليس كالجيش التركى فالاخير عنصرى استعلائى غربى التوجه اما الجيش المصرى منذ انشاء الدولة الحديثة فهو ترجمة مباشرة للقوى الاجتماعية وهو انعكاس لما يحدث فى ضمير الشعب المصرى ودليلى على ذلك بأن الجيش قام بثورتين فى التاريخ .. ولو رأينا المعادلة الآن.. الثورتان اللتان قامتا فى مصر ثورتان شعبيتان والجيش لم يكن فى النهاية طامعا فى السلطة بدليل أنه فى المرحلة الاولى سلم السلطة للرئيس المنتخب وفى المرحلة الثانية تم تسليمها للدولة القانون وهى لرئيس المحكمة الدستورية العليا ولو اقتربوا من العقيدة الوطنية للجيش المصرى فالشعب المصرى هو الذى سيعزلهم
■ على أى اساس ستقوم المصالحة إن تمت؟
- المصالحة الوطنية مع من؟..  اولا نحن امام تنظيم دولى له جناح داخلى وهذا تعد للوطنية .. واستمرار التنظيم خارج الشرعية يمارس دورا فى الحياة العامة اهانة للشعب المصرى، أما الشرعية فهى فى اطار دولة القانون اذا الحزب السياسى يخضع للقانون وجمعية الاخوان اذا كانت ملتزمة ستستمر أما اذا كانت غير ذلك فتحاكم بالقانون وفى هذه الحالة يجب أن نبنى بنياناً يتفق مع  الدولة وأنا ضد حل الحزب او حل الجمعية لان مكانهم دولة القانون ويحاكموا بالقانون وامام القضاء.
  ■  هل الحزب قائم على اساس ديني؟
- على أن احاكمه بالقانون وفى اطار الضوابط الحاكمة للاحزاب لكى نكون عادلين وكل ما يعنينى الا يكون هناك تنظيم خارج عن الشرعية والدولة الوطنية ولهؤلاء المواطنين الذين انتموا إلى هذا التنظيم حقهم فى ممارسة الحياة السياسية مالم يرتكبوا أى جرائم .
■ هل العنف فى الجماعة كان ممنهجاً ام أنه كان فرديا ؟
- العنف القائم عنف ممنهج ومبرر لديهم لانه عندهم فقه يبرر ذلك باعتباره شهادة فى سبيل الله والذى يخرج منهم كأنه يخون المشروع الاسلامى وعلمنا بذلك من اعلانه من المنصات وذلك مرتبط بمنهج الجماعة وهى منذ اللحظة الاولى وهى تؤمن بالعنف المسلح من اجل تحقيق الاهداف وهذه الافكار لا يعرفها الدين الاسلامى
■ ولكن الجماعة جاءت بانتخابات نزيهة إلى السلطة  ؟
- تصمت قليلا ثم تقول : من يقدم نفسه باعتباره وكيلا عن الدين ومدافعا عن الاسلام  فهو متاجر بالدين.. وانا اتساءل لماذا لم يقوموا الاخوان باى شىء تنموى مثل مشروعات صناعية كبرى فهو يقدم خدمة على شكل رشوة مثلما يفعل فى الانتخابات فهو يلعب على الفقر واحتياج الناس ،فالشعب المصرى لديه حاسة حضارية عمرها سبعة الاف سنة لانه نهرى لا يحيا الا فى دولة ولا يستطيع أن يعيش فى ظل احتياجه للسلطة المركزية وهذا الشعب عنوانه هو الدولة المركزية القائمة على اسس دولة وعندما يشعر بأن الدولة فى خطر يبدأ يحتشد والخطر كان دائما خارجياً اما الان الخطر كان داخليا ومن خلال أن منظومة الحكم تورث عدواناً على الدولة مما ادى إلى أن مصر تكون فى حالة مقاومة لكن هم لم يستوعبوا ذلك وعندما تنبه الشعب المصرى هو الذى قام بدور المقاومة
■ ماذا عن مستقبل العلاقة بين الدولة والاخوان؟
سيكون صعباً عقد صفقات كما كانت فى الماضى وصعباً على الشعب المصرى أن يغصب على شىء لذلك أحذر من فكرة المصالحة التى يتبناها بعض الشرائح  السياسية وبعض شرائح التنظيم الامريكى لانهم يريدون استمرارية التنظيم  لانهم مرتبطون بالاجندة الامريكية وايضا بعض الدوائر فى الحكم لكننا نريد ما يقبله الشعب المصرى وهؤلاء يتحدثون بشكل صوتى ولم يختبروا ما يقولونه
■ ما الذى يدفع المصريين للخروج مره أخرى مثلما حدث  فى 30 يونيو؟
- سيخرج الشعب اذا شعر بعدم تحقيق اهدافه والمصالحة مع الاخوان ستفشل اذا لم تقم على أسس صحيحة .
■ هل انعكس ما حدث من الإخوان على التيار الإسلامى بشكل عام؟
- بالطبع وانا اعترف بأنهم كانت لهم الاغلبية ولو قامت انتخابات حرة سيفقد التيار الاسلامى الكثير والفكرة اننا لابد أن نعرف الحالة الثورية للشعب المصرى حالة متراكمة وهذا التراكم به عناوين واحد العناوين الرئيسية بأنه لم يسمح بعودة نظام مبارك النظام القائم على الظلم والفساد ،ونظام الاخوان الذى  ادى إلى سقوط مصداقية الاخوان لدى الشعب المصرى واعتقد بأنه لم يقدر على دخول الانتخابات مرة ثانية الا اذا كانت بأشخاص مغطاة
■ ماذا لوخاض الاخوان الانتخابات القادمة؟
- النتيجة ستكون مرتبطة بشفافية ونزاهة الانتخابات ثم القانون الانتخابى العادل ومرهون بعدم استخدام المال السياسى لانه امر صعب لانه مازال هناك  احتياج فأنا أؤمن بان الديمقراطية جناحيها اجتماعى وسياسى ولا اؤمن بحرية فلسفة الاسلام بدون حرية فلسفة العدل ولكن بلا شك الاخوان سيتأثروا كثيرا
■ ومن الذى سيحصل على النسبة التى سيفقدونها فى الانتخابات القادمة؟
- اعتقد أنه سيكون هناك تجديد للموقف على  الارض وليس بشرط للاحزاب لان الاحزاب ضعيفة وليس لها اقدام على الارض ولم تنجح فى جذب  القوى  المجتمعية لانها تعد اضعف حلقة اذ لابد من اجراء انتخابات بالفردى وليس بالقوائم، واعتقد أن المستقلين سيحصلون على اعلى المقاعد من القائم .
■ هل من الممكن أن  يحصل التيار الاسلامى مجتمعا على 50% فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟
 - أعتقد أنه من الصعوبة الحصول  على 50 % من المقاعد لكن جهده الذى نعرفه وخبرته الكبيرة التى حصل  عليها من الانتخابات الماضية سوف يحصل على  نسبة من المقاعد لا يستهان بها ،ولكن ستكون فى النهاية مقسمه وليست واحدة  .
 ■ بعد عام من حكم الاخوان  هل كان الخطا فى المنهج أم التطبيق ؟
- لا شك أن الخطأ كان فى الاثنين معا، لانهم اول ما وصلوا إلى الحكم طبقوا فكرة التمكين الموضوعة من الثمانينات ولم يفكروا فى أن هذا من الممكن أن يعيدهم خطوة او اثنتين للخلف وان مواقفهم تدلل على أن الجماعة لم تملك أى حد من حدود الذكاء السياسى.
■ بعد تجربة الجماعة فى السلطة، هل الغالبية تتجه إلى فكرة القطبيين المتسمة بالعنف أم إلى المنهج الإصلاحى ؟
- حتى الان هم شحنوا كل القواعد بشكل عالى جدا وخطط منهجية لوصولهم بمرحلة الشعور بأنهم فقدوا الحكم من غير مبرر وانه متآمر عليهم من كل ادوات الدولة وان الشعب المصرى كله متآمر عليهم فعندما ارى مظاهرة تخرج تهتف «الجيش والشرطة ايد ... مش عارف ايه» اشعر بالحسرة ، كيف يمكن لقيادات أن تضلل قواعدها بهذا الحجم.. وبالتالى فهم يمكن أن يستخدموا فى اطار عنف وغضب اكثر منه فى اطار مراجعات سياسية ويبحث عما الذى حدث وكيف حدث .
■ لماذا لم تكن المستشارة تهانى الجبالى فى لجنة العشرة او حتى لجنة الخمسين لتعديل دستور 2012؟
- والله لى الشرف أن يستبعدنى فى المرحلة الاولى اليمين الدينى الفاشى وفى المرحلة الثانية اليمين الليبرالى الامريكى كى تتوازن المعادلة .
■ هل تعتبرين  تمثيل المراة فى لجنة الخمسين كافيا ؟
- لم يكن تمثيل المرأة فى الخمسين كافيا فكان يجب أن يمثل الثلث ويكونوا من مسارات متعددة ، وليس شرطاً أن يكونوا ممثلين للمرأة وممثلين لجهات وانا فخورة أن اتحاد العمال رشحنى وهى قاعدة لى لانها الفئة العمالية الاهم والاكبر فى المجتمع المصرى لانهم شعروا بانى ساكون امينة على مصالحهم كما رشحنى المجلس القومى للمرأة
■ هل ترى تعديل لجنة العشرة لدستور 2012 كان تعديلا كافيا ؟
 - لا ابد أن اشهد شهادة مهنية أن اللجنة صنعت المستحيل لانها تعامله مع وثيقة مهلهلة لانها احتوت على نصوص ليست دستورية وكان بها نصوص كارثية وصياغة خاطئة، وحاولوا أن يقيموا عاموداً فقرياً لدستور اقرب من أن يكون دستورا جديدا يختلف عن الدستور المعطل، واعتقد أن المنتج الذى خرج من ايديهم يستحق احتراما، وحاولوا أن يعالج مالا يعالج ، لكن هناك مازال بعض المواد التى تحتاج إلى  أن تناقش، ويحسم امرها فى المستقبل
■ وماذا عن المحكمة الدستورية؟
- احيى اللجنة التى اعادت للمحكمة الدستورية استقلالها كمؤسسة وردت الاعتبار لجمعيتها العمومية باعتبار انها هى التى تدير المؤسسة ، وانها تختار الرئيس من بين الثلاثة الاقدم وهذا ما كان قائما قبل ذلك ، وبعد اقرار الدستور سوف تنظر المحكمة الدستورية فيما حدث بالنسبة للتشكيل ، هل سيكون هناك نظر فى اعادة الامر وتصحيح ما حدث من عدوان على المحكمة بخروج سبعة من اعضائها والعزل المباشر ام سيكون الامر تم تجاوزه ، وقد طبق العزل بشكل مباشر على وحدى
■ ولكنك الآن تقيمين دعويين قضائيتين لعودتك لعملك كقاضية ؟
- نعم لذلك اقول أن المطلوب الان ليس تعديل الدستور الحالى وانما كتابة دستور جديد وفى حالة صدور حكم لصالحي بعودتى لعملى وتعطيل الدستور فستكون هناك ازمة لذلك  يجب أن ينظر إلى دستورية النصوص حتى لا يأتى حكم قضائي بتعطيل الدستور مرة اخرى لان  التعديل على الدستور يهدد المسار الدستورى وان تأمين المسار الدستورى هو مسألة وطنية .
■ كيف كان  السلطة فى العهد السابق تعلم بقرارات واجتماعات المحكمة الدستورية ؟
- اعتقد أنه كان وجد اجهزة تنصت وتم اكتشاف ذلك فى مكتب النائب العام وبعض مكاتب النيابة العامة كما أنهم اثبتوا أنه كان هناك تعاون بين بعض الهيئات والمحكمة الدستورية العليا .
■ اخير .. بماذا تفسرين الحقد الكبير الذى يحمله قيادات الاخوان للمستشارة تهانى الجبالى؟     
- ارجعه لوعيى لان اعى جيدا ما يحاك لوطنى وان لدى استقامة قانونية ودستورية ووطنية لم تسمح بان امسك العصا من المنتصف لاننى خاطبت الشعب المصرى عبر الوسائل التى كان يمكننى أن اخاطبه بها وكل ما كنت املكه هو الكلمة، وليس لى مصلحة الا وطنى وقد رفضت كل المناصب فى الدولة المصرية التى عرضت على وقلت أنه ليس هناك منصب ارقى من منصبى كقاضية فى المحكمة الدستورية .
■ هل عرض عليك منصب خلال حكم د.مرسى؟
 - بالطبع عرض على كل المناصب التى تخطر ببالك والتى لا تخطر، عرض على منصب وزيرة او أى منصب فى الدولة مقابل صمتى .
■ وهل عرض عليك بعد مرسى أى منصب وزارى؟
- لا ولكن  اعتبر أن منصب القاضى الذى وصلت اليه باعتبار أنه مكسب للمرأة المصرية كلها فالمنصب الدستورى عندى مكانته ارفع من أى منصب فى الدولة بما فى ذلك رئاسة الدولة.