الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فتوح أحمد: خرجت فى ثورة 30 يونيو وأعلنت أننى لست محللا للإخوان




بالرغم من أنه تولى رئاسة البيت الفنى للمسرح فى توقيت حرج مع نهاية حكم الإخوان المسلمين وقبل اندلاع ثورة 30 يونيو بشهرين إلا أن الفنان فتوح أحمد قرر العمل دون النظر حوله أو خلفه ولم يخش الإتهامات التى قد تلاحقه بقبول المنصب فى هذا التوقيت على وجه التحديد، وعن مواجته لهذه الأزمة وخطته بالبيت الفنى للمسرح قال رئيس البيت الفنى فى هذا الحوار:      

الحقيقة أننى سبق وإعتذرت أكثر من مرة عن مناصب إدارية عديدة لأننى فى النهاية ممثل ليس لى علاقة بالإدراة وكنت دائما أقول أن مسرح الدولة إهدار للمال العام، والسنة الماضية رشحت لرئاسة قطاع الفنون الشعبية والإستعراضية لكننى رفضت رغم المحاولات العديدة من الفنان توفيق عبد الحميد الذى كان رئيسا لقطاع الإنتاج الثقافى وقتها وذكرت أن هذا المكان صعب للغاية ولن أستطيع التعامل معه، لكن منذ فترة قريبة حدثنى الدكتور محمد أبو الخير رئيس قطاع الإنتاج الثقافى الحالى، وطلب منى أن ألقاه فى مكتب وزير الثقافة علاء عبد العزيز وفوجئت يومها بوجود ماهر سليم وجلسنا جمعيا مع عبد العزيز، وسألنى الوزير عن رأى فى المسرح وقلت للمرة الثانية أنه إهدار للمال العام، لأن مسرح الدولة لم ينشأ لسكان القاهرة والجيزة فقط بل هو خدمة ثقافية  مدعمة لابد أن تذهب لكل الفئات بالمحافظات المختلفة، ثم فوجئت أن الدكتور أبو الخير يقول أن الوزير طلب حضورى مع ماهر سليم حتى يشكره على الفترة الماضية، ويطلب منى تولى المسئولية خلفا له بالطبع أصابتنى حالة من الذهول والصمت ولا أعلم وقتها أرفض أم أقبل خاصة وقد تم إمضاء القرار، لكننى أكدت على الوزير أننى سأنفذ ما تحدثت فيه معه عن ضرورة وصول المسرح كخدمة ثقافية للجميع .
■ ألم تخش من أن يحسبك أحد على تيار الإخوان المسلمين خاصة فى ظل موجة الثورة ضدهم؟
الكثيرون من أصدقائى قالوا أننى توليت رئاسة البيت الفنى للمسرح فى توقيت خطأ والإخوان جاءوا بى محللا لهم حتى يفعلوا ما يريدون وأشياء من هذا القبيل لكننى قلت «المياه تكذب الغطاس» ما ذكرته للوزير من خطة سأفعله وأقوم بتنفيذه على أرض الواقع وإذا حدث وتم إعاقتى سأترك المكان فورا لأننى فى النهاية ممثل وفنان ليست لدى أى مطامع إدارية وسبق وذكرت أننى رفضت مناصب عديدة، ولست فى حاجة إلى راتبى لأننى أتقاضى أضعافه من عملى بالتمثيل، فما أفعله مجرد خدمة تطوعية لبلدى وللمسرح وبعد تولى المنصب بيومين كنا نناقش الميزانية بمجلس الشورى حاولوا ذبحها، لكننى وقفت لهم وأكدت على أن المنصب ليس فارقا معى ولا يعنينى فى شىء، ولن أقدم مسرح لحسنى مبارك أو محمد مرسى أو للحرية والعدالة أو حزب النور لكننى أقدم مسرح للمصريين سأقدم جميع أنواع المسرح ووقتها عبرنا الحمد لله بالميزانية الخاصة بى وبالمؤسسات الأخرى وبالفعل بدأت العمل أما فيما يخص علاء عبد العزيز فلم ألقاه أو أقابله مرة أخرى بعد المرة التى تم تعيينى بها وإذا رأيته اليوم قد لا أتذكر ملامحه.
لكن وقتها لم يكن للبيت الفنى موقفا واضحا من إعتصام وزارة الثقافة؟
لم أنظر للإعتصام أو لأى شىء لكننى جئت كى أبدأ العمل وكنت مشغولا للغاية ووكنت مهتما بإستعراض احصاءات مسرح الدولة فى أخر عامين ومن شدة إنشغالى كنت لا أشاهد التليفزيون أو حتى أقرأ الصحف، لأننى أردت فقط تقديم انجاز حقيقى لهذا المكان كما فعلت أثناء وجودى فى نقابة المهن التمثيلية، كانت النقابة على وشك أن تشهر إفلاسها وعليها قرض مليون ونصف يزيد عام بعد عام فلعبت بالقانون والحمد لله أعتقد أننى من أكثر الناس فائدة فى عهد النقابة، لأننى بالفعل استطعت أن أدخل لها دخل 3 مليون جنيها فى السنة رغم أنه كان لا يتجاوز ال50 ألف جنيه من قبل.
■ هل كنت مرحبا بالنزول يوم 30 يونيو أم لا؟
بالتأكيد وكنت أعلن أننى سأخرج هذا اليوم فى المظاهرات، وذكرت فى أكثر من مقابلة صحفية أننى لست محللا للإخوان ولا أعمل عند أى وزير ثقافة لأننى أعمل فقط عند مصر وليس عند شخص بعينه، وليس لدى طموح فى أى شىء سوى النهوض بالحالة الثقافية فى مصر.
■ تعرضت مسارح البيت الفنى للخسارة بسبب إغلاقها فترة طويلة نظرا للأحداث السياسية التى شهدتها البلاد، كيف ستعوض هذه الفترة الصعبة؟     
الخسارة بالنسبة لى ليست مادية لأننى لست مطالبا بتحقيق ربح فهذا المكان فى النهاية يقدم خدمة ثقافية لكن الخسارة الحقيقية هى أن أقدم مسرحيات لا يراها أحد، فأنا مطالب أن تصل هذه الخدمة لأكبر كم من ال90 مليون، لذلك بدأت حاليا فى عمل بروتوكلات مع أكثر من وزارة، حتى ننشر هذا الفن بأكبر قدر ممكن فعلى سبيل المثال، قمنا بعمل بروتكول مع القوات المسلحة حتى نقدم أعمالنا لها، وكذلك مراكز الشباب وما أعتبره مشروع عمرى هو مشروعى مع وزارة التربية والتعليم، لأنه فى رأى أن المجرم الأول فى تخريب العقول ثقافيا هى وزراة الثقافة والإعلام لأننا أهملنا مخاطبة العقل.
■ ما هى حيثيات مشروع البيت الفنى مع وزارة التربية والتعليم؟
هناك بروتكول بين وزارة الثقافة ووزارة الشباب وقمنا بتأسيس لجنة تدير المشروع من الوزارتين هذه اللجنة ستكون مسئولة عن المشروع بشكل كامل بمعنى أننى لن اتدخل فى أى شىء هم من سيفعلون كل شىء معا، بحيث يسير تنفيذ البروتكول من نفسه ويكون غير مرتبط بى لكن بالطبع يتم إمضاءه من الوزيرين وزير الثقافة ووزير الشباب، أما بالنسبة للتعليم العالى فسيكون الأمر مختلف بمعنى أننى سوف أذهب للجامعات بكل عروضى وستأتى العروض الجيدة منها كى تعرض على مسارح البيت الفنى، أما فى وزارة التربية والتعليم ستكون هناك أيضا لجنة من الوزارتين، تدير بصندوق خاص وسوف أبدأ بمرحلة ستة وثالثة إعدادى وثانوى لدراسة جميع المناهج التى من الممكن أن تقدم فى المسرح.
■ كيف ستتم مسرحة هذه المناهج؟
سبق وقدمت تجربة «شجرة الدر» فى الغردقة وأحد موجهى اللغة العربية الذى يقوم بتدريس القصة عندما شاهد المسرحية قال أننى أدرس القصة منذ سنوات، ولأول مرة استمتع بها اليوم على المسرح، ففى رأى أن الطالب إذا رأى العمل صوت وصورة المسألة بالنسبة له ستختلف تماما، وأتينا بأشخاص متخصصين فى كتابة هذه الأعمال وإخراجها وسأدمجها على «سى دي»، وسوف أبدأ بالشهادات التربوية، وسنقدم موضوعات عن الوطن أو الأرض أوالجيش أوالأطفال وكل من سيشارك بهذه الأعمال سيكونوا من فنانى البيت الفنى للمسرح وأراهن على تطبيق هذا النموذج فى الترم الأول وستتم المقارنة بين من شاهد هذه الأعمال فى الترم الأول ومن لم يشاهدها، ووزير التعليم تحمس لأنه يريد إلغاء الكتب لكن ما يعطلنا فقط الموظفين لكننا فى طريق تنفيذ المشروع
■ كيف سيتم إنتاج هذه المشاريع؟
اقترحنا أن يتم إضافة 5 جنيهات على مصروفات الطالب للنشاط المسرحى وبهذا المبلغ سيشاهد الطلاب مسرحيات تعليمية وفنية طوال السنة حتى نصرف على المشروع.
■ وماذا عن المدارس الخاصة واللغات؟
اللغات والخاص تحت إدراة المشروع وهناك مسرحيات باللغة الفرنسية والإنجليزية سيتم إنتاجها ومعى الفنان هانى كمال يقدم هذا النوع من الأعمال وهناك موجهين أوائل مسئولين عن مراجعة المواد.
■ ماذا عن خطة البيت الفنى للمسرح الفترة القادمة؟
أسعى حاليا لإعادة النجوم للمسرح من جديد وبالفعل هناك أعمال الفترة القادمة تضم كل من حسين فهمى وأشرف عبد الباقى، وأحمد بدير وماجدة زكى وهناك احتمالات بمشاركة يسرا وإلهام شاهين، وبالتالى نسعى لإعادة الثقة للناس فى المسرح، بالطبع مهما عملت لن أستطيع دفع أجور زملائى لكنهم جمعيا على أتم استعداد للبدء فى العمل بالمسرح من أجل مصر، ودعم إحياء المسرح من جديد ويكفى أن أذكر بأن النجم عادل إمام قال لى «إذا احتجت إلى فى أى عمل أنا موجود وعلى أتم استعداد للنزول فى أى وقت»، لأنهم تأكدوا من أننى لدى طموح لعمل شىء حقيقى، وهمى الأساسى الشباب بمعنى أننا لابد أن نختار المخرج الموهوب وبالفعل أرسلت لمخرجين شباب كثيرون واتفقنا على العمل فلماذا لايعمل الشباب مع الكبار فعلى سبيل المثال لماذا لا يخرج تامر كرم ليسرا أو نور الشريف لماذا نظل محبوسون فى التابوهات القديمة لذلك سوف نخوض هذه التجربة الفترة المقبلة، فسوف يأتى المخرجون الشباب للعمل مع الكبار، إلى جانب أن هناك أعمال مع المخرجين الكبار سمير العصفورى وهانى مطاوع .
هل تتوقع أن يعود الجمهور للمسرح من جديد؟
قررنا البدء فى عمل مشروع اشتراك سنوى بمسارح الدولة مثل اشتراكات النوادى، لأننا عندما يكون لدينا مرض لابد من تشخيصه لكننا للأسف لم نشخص صح، فنحن أصبحنا مغيبين فكيف نضع تذاكر للمسرح 100 و50 جنيه للكرسى و لن تستطيع الأسر العادية أن تتحمل هذه الأسعار لدخول عمل مسرحى، لذلك فكرت فى عمل كارنيه عضوية سنوية بالمسارح فى القاهرة والمحافظات ب50 جنيه فى السنة يعنى 4 جنيه فى الشهر كله ينطبق على الموظف والطالب.
■ هل سيتم إلغاء الحجز بالتذاكر العادية؟
بالتأكيد لن يتم إلغاء الحجز لكن حتى يتم تعميم المشروع سنقوم بعمل أول خمس صفوف بتذاكر والباقى بالكارينهات وحصلنا بالفعل على موافقات من الجهات المختصة ونحن بصدد البدء فى تنفيذ المشروع وخاطبنا المحافظات لإعلامها بذلك.
■ أخيرا ماذا عن المسرح القومي؟
كان العمل معطلا به لكننا الحمد لله استطعنا حسم الإتفاق مع الشركة والإنتهاء من تنفيذ متطالباتهم حتى يستأنف العمل فيه من جديد هذا العام ونحن جمعيا أصبح همنا السعى فى إعادة إفتتاح القومى من جديد.