الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السودان يا أخت بلادي






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 25 - 11 - 2009


مصر يا أخت بلادي يا شقيقة
يا رياضا عذبة النبع وريقة ياحقيقة
مصر يا أم جمال أم صابر
ملء روحي أنت يا أخت بلادي
سوف نجتث من الوادي الأعادي
قبل 48 عاما شدي الفنان السوداني الكبير الدكتور عبد الكريم الكابلي بهذه الأبيات ضمن قصيدة كتبها الشاعر السوداني تاج السر الحسن، وفي يوم 12 نوفمبر الماضي تم تكريمه في نقابة الصحفيين في ليلة جميلة من ليالي وادي النيل، لكن بعد ستة أيام كان السودانيون يكتبون علي المنتديات مصر ليست أخت بلادي.
هكذا تم ضرب العلاقات الأزلية بين مصر والسودان في الصميم عبر برنامجين الأول لعمرو أديب في الأوربت، والثاني للأستاذ إبراهيم حجازي علي قناة النيل للرياضة، وفي البرنامجين تم التعرض للسودان الشعب والأرض والقيادة بشكل أقل ما يقال عنه أنه غير مسئول، فقد شعرت دون مبالغة أن الدماء تندفع إلي رأسي وتكاد تفجرها، بسبب ما حدث في البرنامجين من هراء وتجاوز فاق كل الحدود.
ولم يكن غريبا أن تستدعي السودان السفير المصري بالخرطوم لتسليمه احتجاجاً رسميا بسبب تجاوزات إعلامنا، صحيح أن الرئيس حسني مبارك تدخل ووجه الشكر للسودان حكومة وشعبا، ثم طلب من وزير الخارجية أحمد أبوالغيط إبلاغ ذلك للسفير السوداني بالقاهرة، لكن كل هذه التحركات نجحت في احتواء الغضب الرسمي، ولم تنجح حتي الآن في تغيير ما حدث من تأثيرات سلبية داخل قلوب الشعب السوداني الطيب.
مصر لم تعد أخت بلادي لدي الكثير من السودانيين، وعلي جميع المسئولين والإعلاميين المصريين قراءة بعض ما يكتب علي المنتديات السودانية ليشعروا بعمق الجرح والشرخ الذي تسبب فيه إبراهيم حجازي وعمرو أديب.
وأنقل بعض ما يكتبه السودانيون علي منتدياتهم لعلنا نفيق مما نعيشه يقول سوداني: إلي متي يستمر التخدير والاستكانة للعاطفة تجاه مصر أخت بلادي يا شقيقة فالنظرة المصرية ما زالت تنظر للسودان علي أنه الحديقة الخلفية لمصر أو المستودع الخلفي لشعب مصر، مصر تعتقد أن السودان جزء لا يتجزأ منها وأكبر دليل علي ذلك ما صاحب مباراة مصر والجزائر وتدخلها السافر في سيادة السودان واعتراضها في كيف تمنح السلطات السودانية الجزائريين تأشيرة في مطار الخرطوم وليس بينهما أي اتفاقيات كما هو الحاصل مع مصر.
ويقول آخر: كل هذه التداعيات والنظرة الاستعلائية المصرية تجاه السودان نابعة من وصف المصريين بأن السودان شعب طيب وكلمة طيب بالفهم المصري غير فهمها عندنا نحن في السودان.
ويتساءل آخر: ماذا قدمت مصر للسودان في مجالات التنمية الاقتصادية أين المنح الحكومية المصرية للسودان .. مصر تسعي فقط لمصالحها وحمايتها فالناظر اليوم للعلاقات السودانية الصينية أو العلاقات السودانية القطرية أو غيرها سيجد إفادة واستفادة وتجسد هذه العلاقات علي أرض الواقع بمشاريع ترفد لتقوية هذه العلاقات وتربط بقوة الرابط بين الشعبين ولكن مصر لم تفعل... وإلي متي نظل نسامح مصر هل لأننا فعلا "طيبون" بالفهم المصري.
هذا قدر ضئيل من فيض مما يكتب ويقال في السودان، أخت بلادي التي أهناها، فهل هناك في هذا البلد عاقل يحاسب كل من أخطأ في حق العلاقة التاريخية بين شعب واحد، هل من حساب لكل من صحا من نومه فجأة ووجد نفسه أمام ميكروفون وكاميرا فاستغل ذلك للإساءة لبلده قبل أن يسيء للآخرين.
للسودان الذي أحبه وأعشقه سأستمر في الكتابة حتي نفيق نحن المصريين من أوهامنا وتعالينا وإعلامنا الرخيص.