الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هاآرتس: السلفيون يستخدمون حرب الشريعة للحصول على امتيازات فى الدستور الجديد




كتب - إسلام عبدالكريم
قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية: إن الجماعات الدينية فى مصر تشن الآن ما وصفته بـ»حرب الشريعة»، ففى الوقت الذى يحشدون فيه لخروج مظاهرات – شبهتها بانتفاضة – ضد الجيش، يتصارع السلفيون حول كم التنازلات عن مركزية الشريعة فى الدستور الجديد، وهو الذى سيؤثر على مستقبلهم فى الدولة.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى الدعوات من جانب التيارات الإسلامية على موقع التواصل الإجتماعى «تويتر» بالخروج فى انتفاضة للشوارع ضد الجيش، وانهم استشهدوا بتغريدات على «تويتر» رفعها نشطاء أقباط مثل «الدستور الجديد كتبه المسيح نفسه»، تلك العبارات استخدموها للحشد، وخرجوا للتظاهر فى ثلاثين مدينة تحت دعوى «أن السيسى ووزير الداخلية يستعينان بالجيش والشرطة ضد الشعب المصري».
وأشارت إلى أن جماعة «الإخوان» لم يتم تمثيلها فى لجنة الخمسين لصياغة الدستور، حيث تراها أنها جزء لا يتجزأ مما دعوه «الانقلاب العسكري»، وأن أى مشاركة فيها يعنى منح شرعية لأنشطتها. إلا أن هذا ليس رأى جميع التيار الإسلامية. فمؤخرا نشر عدد من الشخصيات البارزة فى ذلك التيار مقالات انتقدوا فيه موقف الجماعة من الامتناع عن المشاركة فى صياغة الدستور، ورأوا أن تلك الخطوة لن تستبعد الجماعة من الدستور، ولكنها ستسحب أى فرصة للتأثير على وضع السلفيين وعلى تصور الدستور الجديد.
لافتة إلى أن حزب «النور» السلفى قرر فى اللحظة الأخيرة المشاركة فى لجنة الخمسين، خاصة للمشاركة فى صياغة المواد المتعلقة بوضع الشريعة فى الدستور الجديد. وهو ما أكده الحزب أن انضمامه للجنة للحفاظ على الطابع الدينى للدولة لترسيخ انجازات الثورة. لافتة إلى أن انضمام «النور» للجنة أثار استياء التيارات السلفية واتهامها له. ورأت الصحيفة أن الاختلافات الأيديولوجية بين التيارات السلفية ليست بالسهلة، ورأت أنه يمكن تقسيمها لثلاثة تيارات، الأول السلفية السياسية التى ترى أن المشاركة فى الحياة السياسية سيئة ولكنها أفضل لهم ولقوتهم، ثانيا: تيار سلفى يبتعد كل البعد عن السياسة وكرس نفسه ووقته لدراسة التفاسير الدينية، والثالث: هو التيار الثالث هو الجهادى والذين يرون أنه الصراع المسلح هو السبيل الوحيد لإزالة الحكم الكافر فى الدول الغربية.
وأضافت أن أحزابا مثل «النور» و»الأصالة» و»النهضة»، وغيرها من الأحزاب السلفية، لا يسعون لحكم مصر، فهم يعرفون أن قوتهم الجماهيرية بعيدة عن القوة التى تمتلكها جماعة «الإخوان» – وهو ما تجلى فى الانتخابات البرلمانية. ولكن الاطاحة بنظام الإخوان من السلطة ومن الساحة السياسية وضعت الجماعات السلفية فى موقف يمنح الشرعية الدينية للنظام الحاكم فى مصر حاليا، وبالرغم من كونه علمانيا وليبراليا، إلا أن هذا النظام يواجه صعوبة فى اقناع الشعب المصرى جميع على أنه الممثل له دون مشاركة فصائل دينية.