الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إياك يا وطني






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 07 - 05 - 2010



القوة التي تندفع منها تجربة الحزب الوطني الجديدة لاختيار مرشحيه لانتخابات التجديد النصفي للشوري، ستتحول من الإيجابية الي الأقصي المضاد، حيث السلبية المطلقة، لو فقدت، ولو جانب ما من محررات الشفافية والجدية والانصاف، التي تتحدث عنه حتي الآن، لكن القواعد في المحافظات والتي تلهبها أجواء الانتظار حتي اللحظة الاخيرة ترفض تماما اي تفريط في الفرصة، ولو فوجئوا بمرشحين من نماذج البراشوتات سيكون رد فعلهم ضاراً جدا بالتجربة عامة، وإن لم يكن هذه المرة ففي انتخابات الشعب، خاصة أن الاجراءات المشددة للغاية، تنبئ باختيارات دقيقة للغاية، ولو لم تكن كذلك، سيكون الجزاء من صنف العمل، حيث أعد الغاضبون خطة للخروج علي الحزب، بترشيح إخوتهم او علي الاقل اقاربهم بل والمقربين منهم، نكاية في الحزب، وبالتالي سيدخل الوطني هذه الانتخابات في حرب سياسية مع نفسه.. كما المعتاد .
لكننا نترقب ونتمني ما هو غير معتاد.. اختيارات حقيقية، بتوقيع الجماهير، لا رجال أعمال انتهازيين.. وتجار سيئي السمعة.. واسماء مشبوهة تفتح ملفاتها القضائية فيما بعد.. ولا ريب أن تنتهي برفع الحصانة بعدها.. إننا نريد مرشحين منا لا علينا.. "اتخنقنا" من الذين يمصون دماءنا.. فارحمونا.. نريد الذين يتحدثون ببعض من اجنداتنا لا نقول كلها .
المترقبون ليسوا فقط قواعد الوطني، بل القوي السياسية قبلهم، علي اساس أن الأغلبية نموذج من الضروري أن يكون ايجابياً ليجذب الساحة للأمام الايجابي، لا كما هو الان في بعض الامور، الامر في حاجة لوقفة حقيقية وسريعة جدا قبل فوات الأوان، لكن العواقب ستكون في غاية الخطورة، وستظهر بشكل اكبر من كل مرة في الشهور الأربعة القادمة لأننا نمر بفترة تداول سلطة، ولا يغضب قيادات الوطني عندما يخرج الخارجون بأعداد كبيرة علي قرارات ليست جماهيرية، ولا تعبر عن امال الناس، خاصة أن قرارات توسيع المجمعات لضرب التربيطات العصبية والقبلية، والاعتماد علي الاستطلاعات بصورة اكبر، وتفعيل دور مندوبي الاتصال في كل المحافظات بقوة، جعلت الجميع يتجرع نسمات التحول الحقيقي، وتدور أحاديث كثيرة في كل انحاء مصر، حول تحقيق حلم أن النائب الذي يصل للبرلمان هو الذي يريده الناس بحق، بعيدا عن عصور التدخلات والمساومات والصفقات.. التي مللناها .
خلال ساعات تعلن أسماء مرشحي الوطني، وأتصور أن النتيجة ستكون أفضل من أي وقت مضي، لكنها مهما كانت لن تقضي علي ظاهرة الخروج علي الحزب، ولن نتمني ذلك إلا بعد عدة انتخابات اخري .
دولة مدنية أم دينية ؟
وسط الجدل الدائر بين الازهر، ودار الإفتاء علي قيادة ملف التغيير في مناهج الدين بمختلف المراحل التعليمية، وعدم تحرك الكنيسة حتي الآن بشكل واضح في الملف، أتساءل: لماذا نعترض علي مطالبة الإخوان والتيارات الدينية الأخري بدولة دينية، ونحن لانزال نرسي دعائمها.. اعرف ان الامر يتعلق بالاستسهال، وخوف القيادات وعدم معرفتهم في آن آخر، لكن إلي متي يستمر ذلك الوضع، هل ننشئ كليات التربية ونخرج منها المتخصصين حتي نترك الأمور كلها لرجال الدين؟ ارحمونا.