الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جمال مبارك: مصر لن تنزلق لطريق المزايدين.. ونستعد من الآن للشعب والرئاسة






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 26 - 05 - 2010



في أجواء تفاعلية وتصفيق متقطع، شدد جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطني علي أن مصر لن تنزلق للطريق الذي يريده المزايدون علي الاستقرار والأمن الذي تنعم به، مؤكدًا في أولي جولاته بالمحافظات لمساندة مرشحي الحزب في انتخابات الشوري، التي بدأها أمس من المنصورة أن نعمة الاستقرار والأمن ليست أمرًا مسلمًا به بل وراءها جهد وقيادة ودولة كبري، ونحن نفتخر بذلك، وسط منطقة مضطربة، موضحًا أن هذا الموضوع نمر عليه مرور الكرام وننشغل بهمومنا الحياتية عنه وهذا كلام يجب أن يقال للشباب، فالوضع سيكون مختلفًا الآن لو أن أراضينا بقيت محتلة وسنكون مغمومين ومهمومين بذلك علي القضايا الأخري الأكثر إلحاحًا علينا الآن وأشار جمال مبارك إلي أن البعض يصور هذا الاستقرار علي أنه جمود ويصدر فكرة أن مصر دورها تراجع، فقاطعه أحد القيادات القاعدية التي شاركت في المؤتمر الانتخابي الذي أقيم بالصالة المغطاة باستاد المنصورة قائلاً: «هذا الاستقرار في منطقتنا المضطربة سببه مواقف وحكمة الرئيس».
وعقب جمال مبارك: إن المعارضة اعتادت علي وضعنا في موقف الدفاع خاصة في ملف الإصلاح السياسي وكأننا «علي رأسنا بطحة»، لكننا لن نكون إلا في موقف هجوم، الواقع السياسي الذي نعيشه الآن مغاير تمامًا لما كنا عليه في 2002 و2005، وتعهدنا بإصلاحات واسعة أنجزناها بالفعل، و«اللي عاوز ينكر ده بيضحك علي نفسه وعلي غيره»، مستدلاً بأن سخونة المنافسة علي الوصول للشوري سببها توسيع صلاحياته التي اقترحها الوطني والرئيس في برنامجه الانتخابي.
وأشار جمال مبارك إلي أن هناك ثقافة جديدة لم تأت من فراغ، بل من رؤية وبرنامج محدد تتضح من خلال تفاعل كل الأحزاب إما بالمشاركة أو حتي بالمقاطعة مع انتخابات الشوري والشعب ومن بعدها الرئاسة، وقال إننا لم نصل لهذا الواقع الجديد إلا من خلال معارك سياسية متتالية قائمة علي التطوير والتغيير، وهذا عنوان الحزب اليوم.. نعيش همومكم وهذا التغيير في صالح المجتمع، ولا يعني هذا أننا وصلنا إلي منتهي الإصلاح السياسي لكننا أنجزنا الهيكل السياسي وندخل بعد ذلك لتعزيز اللامركزية والمحليات، مؤكدًا أنه يتعلم من الكوادر القاعدية لأن العمل السياسي الحقيقي يبدأ من المحليات فصفق له الحاضرون.
ووجه جمال مبارك كلامه لأعضاء الحزب وبشكل مباشر لغير الملتزمين حزبيًا، بقوله في أجواء محاسبية إن العمل الفردي يصب في المصلحة الفردية فقط ومن يسعي لذلك ينظر تحت أقدامه والمصلحة الحقيقية في العمل المؤسسي المرتبط بالالتزام الحزبي والعمل الجماعي، وأضاف: إن سألني أحدكم عن عنوان الفكر الجديد الذي ينتهجه الوطني منذ سنوات سأقول له العمل المؤسسي الذي يجب أن نستمر فيه يومًا بعد يوم ومعركة بعد معركة، لأن العمل الفردي يهز الحزب والمجتمع، ودعا الحضور إلي تحمل المسئولية لتحفيز الناخبين لصالح الحزب ومرشحيه بجدية لأننا نريد ثقة الناس لنخدمهم.. وبذلك سنحقق التوفيق في انتخابات الشوري وبعد ذلك نستعد للشعب، ونستعد أكثر بعد ذلك للرئاسة.
واستعرض أمين السياسات من خلال ما وصفه بالرسائل المهمة للمجتمع الإنجازات الاجتماعية والخدمية التي قدمها الوطني من خلال برنامجه الانتخابي الذي انتهي تقريبًا، مركزا علي الأولوية التي يعطيها الحزب للفلاح بوصفه العنصر الأساسي في برامج الوطني، مؤكدًا أن الأرقام لا تكذب واعدًا الفلاحين بمساندتهم في محصول الذرة كما كان في محصول القمح والسكر.
وقال جمال مبارك إنه تم توفير ملايين من فرص العمل للشباب، لكنه استدرك مؤكدًا أن الحزب لم يعد في بداية برنامجه الانتخابي بالقضاء تمامًا علي البطالة فلا تزال هناك بطالة، ورغم ذلك لم يكن الطريق مفروشًا بالورود بل بالمقاومة والتشهير، ووعد بتوفير المزيد من فرص العمل خلال الفترة المقبلة، وإنشاء المزيد من المناطق الصناعية، وتطوير القري والاستمرار في برنامج الألف قرية الفقيرة، مؤكدًا أننا لا نهمل الواقع الاجتماعي علي حساب الواقع الاقتصادي كما يدعي البعض، وكما نفتح أبواب الرزق وندفع الشباب لبداية الحياة نهتم أيضًا بتوفير حياة كريمة للمتقاعدين وأرباب المعاشات وتحقيق طفرة كبيرة مع إقرار البرلمان لقانون التأمينات والمعاشات الجديد.
وقال وسط تصفيق كبير: إن الزيادة السنوية لم تعد تكفي شيئًا، مشيرًا إلي أن القانون يشمل إعانة بطالة تصل قيمتها إلي 70% من آخر أجر، لكنه استدرك مؤكدًا أن الإعانة ومعاش الضمان الاجتماعي هي تحفيز علي العمل واكتساب المهارات بالعودة لسوق العمل وليست سندا للارتكان لعدم العمل، وقال إننا نواجه الفقر بهدف مساعدة الفقراء علي الخروج منه لا البقاء في دائرته، وقابل الحاضرون هذه الكلمات بتصفيق شديد.
وأضاف أمين السياسات: إن لدينا برنامج بخطط تفصيلية لتطوير نظام القبول بالجامعات والاستمرار في تحسين حال المعلم والاهتمام بالرعاية الصحية وزيادة دخول الموظفين في الوحدات الصحية ومضاعفة القوافل الطبية، وتطوير ما لا يقل عن 70 مستشفي خلال العام المقبل، واعترف بتأخير تنفيذ نظام التأمين الصحي الجديد الذي وعدوا به في البرنامج الانتخابي الحالي، مشددًا علي إضافة 10 ملايين مستفيد إلي النظام التأميني الحالي، واعدًا بدخول قانون التأمين الصحي الجديد في الدورة البرلمانية المقبلة للوصول لتغطية تأمينية تدريجيًا، وطالب كوادر الحزب التي تنزل للناس في الشارع بالإقرار بذلك حتي ينالوا مصداقيتهم.
وخلال حوار مفتوح مع الكوادر الحزبية تعرض النائب السابق والمرشح عبدالمقصود ستو عن الدائرة الثالثة مركز شرطة ميت غمر لموقف صعب ومحرج عندما اعترض «ميشيل يوسف بطرس» أمين المهنيين في ميت غمر علي كلمته الدعائية، قائلاً: إنه شعر بالغربة خلال كلمة ستو وتصورت أنني من الفيوم لا ميت غمر، مطالبًا بالكشف عن نتائج المجمع الانتخابي الذي أعاد انتخاب ستو، واستقبل المرشح كلام ميشيل بالضحك والتهامس مع باقي المرشحين المجاورين له، حيث جلسوا علي المنصة.
وكانت أبرز كلمات المرشحين السبعة كما هو متوقع كلمة الوزير محمود حمدي زقزوق، الذي فاجأ الجميع بالمطالبة بتقسيم دائرته إلي دائراتين لأنها كبيرة جدًا ويصل عدد الناخبين بها إلي مليون ناخب، وقال إنه واثق من الفوز في أول تجربة انتخابية له بعدما كان يفوز بالتزكية في المرتين السابقتين، ووعد الوزير المرشح بالدائرة الرابعة بإنشاء منطقة تجارية علي 100 فدان من أراضي الأوقاف ومئات الوحدات السكنية في نبروه بمساحة 63 متر بإيجار 200 جنيه شهريًا.
وطالب زميله وزير الإسكان أحمد المغربي الذي شارك في المؤتمر بتوفير 50 مليون جنيه لمشروعات الصرف في دائرته، ومن جانبه قال المغربي إن «كوب الطموحات» لن يكون ملآنا100% أبدًا ومن يفكر في ذلك عليه ألا ينزل للشارع من البداية لأن سقف تطلعات الناس يرتفع كلما وصلنا إلي نهايته، لكن شتان بين طلبات الماضي والآن، مؤكدًا أنه من المهم أن استمرار معدلات النمو في الزيادة لأن كل 1% في معدلات النمو يوفر 100 ألف فرصة عمل، وحققنا بالفعل طفرة في كل مناحي الحياة لكننا لم نصل إلي نهاية الطريق إلا أننا الأجدر والأحق.