الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الحب والهوى «صناعة لبنانية» بجاليرى مشربية




انتهت الفنانة التشكيلية مروة الشاذلى من اللمسات الأخيرة لمعرضها الجديد «صناعة لبنانية» لتفتتحه فى السابعة من مساء الأحد المقبل بجاليرى مشربية بوسط البلد، تستمر مروة فى أسلوبها الفنى والتقنى القائم على فن البوب آرت أو الفن الاستهلاكى واختيار موضوعاتها التى تتلاءم وهذه التقنية، تتناول مروة فى معرضها الجديد مطربات الجيل اللبنانيات مثل نوال الزغبى وإليسا ونانسى عجرم وهيفاء وهبى اللاتى يجمعن ما بين الأنوثة الصارخة واللعب فى أغانيهن على المفردات الإنسانية الحسية بما فيها من الحب والشوق والولع والهيام بالحبيب، هؤلاء بطلات الموسيقى اللبنانية الشعبية أو موسيقى البوب هن القوة الناعمة للثقافة اللبنانية، تتحدث مروة عن موضوع معرضها قائلة: إن النمط الأساسى لتلك الصناعة هو اعتماد الجمع بين الألحان المحلية العربية الرصينة الطربية وعناصر موسيقى البوب العالمية الراقصة، واعتماد الموضوعات على مشاعر الشوق والحزن والغرام وقضايا الحب عموما، وهو ما نلحظه من استخدام مفرط لكلمات «حبيبي» و»قلبى» وكل المفردات التى تأخذنا بعيدا عن عالمنا الواقعي، فى محاولة للصمود أمام الواقع ورغبة فى الاستجابة للتوق الإنسانى للتشبث بأفكار «الحلم» و»الأمل» وربما الهروب من هذا الواقع أيضا.

اعتمدت مروة فى أعمالها على بوسترات هؤلاء المطربات بما فيها من عناصر إبهار متكاملة تجعل منهن الحلم البعيد للفتيان والفتيات، من حيث الجمال الصارخ والبشرة الناعمة التى تتكشف من الفساتين المبهرة، التى تؤكد الوقفات والجلسات بالإيحاءات الأنثوية مع الخلفيات الحالمة، هذه التوليفة والحبكة التصميمية للبوستر تتناسب والذوق العام للشباب المصرى والخليجى والعربى، الذى يتناقض فى نفس الوقت مع أعراف وتقاليد الثقافة العامة والجنسية فى مصر والبلدان العربية، وهو ما يثير جدلا حقيقيا حول مساحة الديمقراطية والحرية الفكرية والثقافية المطروحة لدى العرب، التى لا نجد سوى أنها تعانى الازدواجية!.. ففى الوقت الذى نسمح بهذا النوع من الكليبات المصورة والبوسترات الساخنة ونفتح لهن القنوات على مصراعيها، نرفض تحت اسم الدين والقيم والتقاليد والأعراف الحرية الفكرية والثقافية ونهاجم كل ماهو جديد وكل ما هو ضد التيار بحثا عن قيم جديدة للمجتمع يعيش بها ويتعاطى بها مع الأدوات الجديدة بشكل أفضل!.. وهو الملاحظ لدى العرب فى استمرار فرض الرقابة والمصادرة لكتب وإبداع وأشرطة وغيرها!

استخدمت مروة هذه البوسترات المكبرة فى لوحاتها لتعيد الرسم عليها مع استخدام البودرة اللامعة glitter لإضفاء لمحات البهرجة البراقة والألوان الصارخة فى لوحاتها التى أطرتها بالدانتيل ذى الزخارف الشعبية والتراثية الذى كان يحيط بالمفارش المنزلية المتواضعة، مع استخدامها أيضا لصفائح الترتر الكبيرة نوعا وكأنها النجوم الساطعة، هذه العناصر الاستهلاكية التى تستخدمها مروة فى أعمالها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على شكل التطور السلبى للذوق المجتمعى العام ولثقافته التى تتراجع دون أن يدرى لاهثا خلف سراب لا يسمن من جوع، فهو كالنشويات التى تملأ البطون دون أن تحقق الإشباع الحقيقى للجسد غير القادرة على سد جوعه وبنائه.