رواية «313» مواجهة بين القارئ وأسئلته الأزلية غير المجابة حتى نهاية العالم

فى أول تعاون بين الدار المصرية اللبنانية والكاتب عمرو الجندى الذى أصدر حديثا روايته الثالثة «313» التى يستكمل فيها مشروعه الأدبى المعتمد على ثقافته وإدراكه الكامل لعلم النفس الذى يمثل له المصدر الإبداعى والملهم لأعماله الروائية بدءا من روايته «فوجا» ثم «9 مللي» واليوم مع «313» فى ثلاث سنوات متتالية، فالغموض النفسى هو المسيطر على أجواء الرواية التى تدور فى أمريكا، فحين يستيقظ بطل الرواية يجد نفسه ملقى فى غرفة غريبة عنه، لا يعرف ولا يتذكر عنها أى شىء! مكتشفا لإصابات بجسده تعيقه عن القيام من فراشه، ثم يأتى إليه أحدهم ويقنعه بأنه صديقه، ليكتشف البطل فيما بعد أنه تحت التهديد من قبل شخصية مختلة نفسيا، ومع تطور الأحداث يتورط البطل فى القيام بجريمة قتل لإنسانة بريئة لا ذنب لها إلا جمالها وشكوك زوجها، ويمنحه أسبوعا واحدا لتنفيذ الجريمة، ليكتشف مع نهاية هذا الأسبوع أن هذا الغامض لم يكن إلا طبيباً يحاول معالجته من مرضه النفسى فيتقمص شخصيته طوال الرواية، ليعيد له وعيه الذى يخبره أنه هو قاتل زوجته وقريبه.

فى أحد المقاطع من الرواية يطرح الجندى عددا من التساؤلات الإنسانية الأزلية التى ستظل تبحث عن الإجابة حتى نهاية العالم: ما الذى يفصلنا عن الواقع؟ ما القضية الحقيقية التى حولت حياة البطل ليصبح على ما هو عليه؟ هل يمكن تجنب الخطيئة، وهل يمكن العيش معها؟ وهل النسيان يكون أحياناً مطلقا؟ وهل معرفة الحقيقة تشفى أم تدفعنا أحياناً للانتحار؟