الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الهيبة.. والحريات






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 25 - 06 - 2010



هل أصبح المساس بهيبة الدولة، بل التطاول عليها أمرًا هينًا لهذه الدرجة التي نعانيها الآن؟!، لا أتحدث هنا قاصدًا الأزمة المتصاعدة بين القضاة والمحامين، التي تتفاقم بأبعاد جديدة كل يوم، لكنني أقصد أيضًا حوادث لا تقل أهمية، للأسف أصبحت أحداثًا أسبوعية معتادة، منها قطع الطرق اعتراضًا علي أي شيء، والمظاهرات غير القانونية، والتطاولات اليومية علي الدولة المصرية!
وأتساءل: هل الحريات والاستمرار في الإصرار علي الدفع بعجلة التحول الديمقراطي والتغاضي عن مرحلة سلبياتها «الغبية»، تعني أن تدفع هذه الأجيال المصرية الثمن، من حالة الاستقرار التي تطاردنا، حتي صار عدد غير قليل من الشباب يتحدث في الهجرة كأنها الأمل الوحيد لنعبر أجواء القلق التي تسيطر علي البلد، ثم يعودون بعد ذلك، هل التسامح كما يحلو لهم أن يسموه يعني الفوضي؟! ثم الصراحة المجتمعة في أمور أخري، أليست هناك استراتيجية نسير عليها.. وأين إعلاء القانون؟!
لماذا هب القضاة لأزمتهم، وطالب المحامون بما يعتبرونه حقهم، وماذا لو طالب الكل بحقوقه، أو علي الأقل التي يعتبرونها هكذا علي طريقة المحامين وامتعض كآخرين، وقطعوا الطرق المحورية بل الفرعية، ناهيك عن اعتصامات البرلمان، التي توقفت بالكاد.. أليست هذه حالة من أجواء العصيان المدني، الذي كان يطمئن البعض لرفض المجتمع المصري لهذا الخيار؟!
ماذا بعد أن تهان المنصة العالية، في أعقاب المساس بالأركان المصرية التي تسامحت كثيرًا إلا في حقها فقط، بل في حق المجتمع بإصرارها علي العفو، الذي يفهمه الآخرون خطأ، الفوضي تزيد من فئة لأخري ومن قطاع لآخر، والأمر لن يكون بالتمني، فالاستقرار يجب أن يتحقق بالفعل، ونحن في أمس الحاجة لذلك، ولا نقصد الدعوة لتقويض الحريات، لكن ضبط النفس من أجل مجتمعنا واستقراره.
الكل قدر وثمن موقف الرئيس مبارك من الإصرار علي استقلالية القضاء وإعلاء قمية المحاماة، وعدم التدخل الرئاسي في هذه الأزمة يحمل الآخرين مسئولية يجب أن نقدرها جميعا، لأن مجتمعنا ووطننا في حالة لو استمرت ستكون صعبة، فالتطاول علي الرموز المصرية داخليًا وخارجيًا في كل الساحات أصبح أمرًا في غاية السهولة، ولهذا يمس بصورة كبيرة جدًا الأمن القومي المصري بكل أبعاده، فإلي متي تستمر هذه الحالة الفوضوية، التي يتمني المتصيدون أن يستثمروها لحساب أجنداتهم المتضاربة، من الأمريكية للإيرانية والتركية وغيرها من المصالح المتلونة، ليحولوا من مصر إلي تايلاند جديدة أوقيرغيا ثانية.. لتصبح الهيبة خيبة!
الذين لا يعون
اندهشت من عدم فهم وسائل الإعلام والصحف المصرية لحالة التوتر الشديدة التي شهدتها إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، بين السفارديم والأشكيناز، وتحولت إلي مظاهرات شارك فيها مئات الآلاف في مظهر جديد للعنصرية الصهيونية، في المقابل فردوا صفحات وخصصوا مساحات إعلامية لتامر حسني الذي عبر عن أمانيه بالمشاركة في تحرير القدس رغم أنه أساسًا متهرب من التجنيد.. عجبي!