الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جحيم باسم الريادة






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 02 - 07 - 2010



لم تمر سوي أيام علي كلام وزير الخارجية السوداني «كرتي» حول تراجع الدور المصري في السودان، وتبريراته غير المفهومة، حتي أطلق «إسماعيل هنية» رئيس حكومة «حماس» المقالة في غزة تصريحات مشابهة حول انتهاء الدور المصري في الملف الفلسطيني، التي جاءت كلها علي خلفية توترات القمة الخماسية العربية في طرابلس.. الحديث عن تراجع الدور المصري في المنطقة أصبح «لبانة» في أفواه الذين كانوا أصدقاء وأشقاء قبل الخصوم، كوسيلة متواصلة للضغط علينا لإرباك مواقفنا حتي وصل الأمر إلي الحرب، علي أساس أنه الوسيلة الباقية لنا لعودة الدور المصري لمكانته لقيادة المنطقة!
أي أنهم يريدون أن تقودهم مصر علي أطلال شعبها ونهضتها، يدفعوننا للجحيم باسم الريادة، لا تنظروا إلي أي شيء تفعله مصر يحترفون التقليل منه، وكأنها أجندة عامة، ليس في الخرطوم وغزة فقط، بل الدائرة واسعة، خصوصًا مع التناقضات الواضحة في المصالح في مختلف الأجندات الإقليمية.. الأزمة هي أننا لا نزال نتعامل بطيبة قلب دبلوماسية وسياسية مع هذه النماذج رغم تزايدها مع مرور الوقت، علي اعتبار أنها مناوشات لشقيقة كبيرة، لكن هذه النظرة للأمور لا تكفي الآن، ومن الضروري أن نغيرها، وألا ننظر مكتفين ببعض الردود التي لا تقنع أحدًا، ولا أدعو بذلك للدخول في مواجهات «مصرية عربية»، لكن ما يجب أن يفطن إليه هؤلاء أنهم يتعاملون مع «كبيرتهم» مصر، التي بدونها سيصبحون «لاشيء»!.. لكن رغم كل ذلك لن تقود مصر المنطقة بقعقعة السلاح.
التشنيع علي «الطب الشرعي»
هل من الوطنية أو حتي من قبيل التصعيد السياسي أن تشنع الصحف الخاصة صاحبة الأجندات غير المصرية علي مؤسسة «الطب الشرعي» التاريخية، لمجرد أنها أكدت في تقريرها سبب وفاة محددًا للشاب «خالد سعيد» لا يقتنعون به؟ مهما كان الاختلاف.. لا يمكن أيضًا أن أمس مثل هذه المؤسسات التي تتعلق خدماتها بكل بيت مصري، وفي حالات كثيرة ما تكون إنسانية ومصيرية في الوقت نفسه، خصوصًا أن التحقيقات تتجه في طريقها الصحيح بمعاقبة من أجرموا في حق هذا المتوفي في إطار القبض عليه، بعيدًا عن سبب الوفاة!
النفوس المريضة
يعاني مجتمعنا من نفوس مريضة، ترتكن في الظلام حتي تجد الفرصة لتنهش في أسيادها «معنويًا».. فلقد انتهي عصر العبيد، ونحن الآن نعيش في أجواء بلا قيم ولا مبادئ، لا نعرف قيمة «الجميل»، وأصبح مثل هذه الفئات الخبيثة يحترف «نكرانه» وبالطبع الحربائية أصبحت أداة هؤلاء للوصول، لكن مصيرهم السقوط إن عاجلاً أم آجلاً.