السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العطش يضرب 40 ألف مواطن فى «بلفيا» بـ«بنى سويف»




ما أن وطئت قدمى قرية «بلفيا» التابعة لمركز بنى سويف حتى التف حولى العشرات من اهالى القرية يشتكون مر الشكوى من انقطاع المياه واجمع الاهالى على انهم على مدار شهرين فشلوا فى مقابلة العميد أحمد عيطة رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى سويف للبحث عن حل ينقذهم من العطش دون جدوى مناشدين المحافظ مجدى البتيتى زيارة القرية للوقف على حجم المأساة التى يعيشون فيها.

الطريف أنه أثناء التفاف الاهالى حولى جاء محصل المياه لتحصيل فواتير الاستهلاك فقوبل بعاصفة من الرفض بل حاول البعض الاعتداء عليه مؤكدين انهم لن يدفعوا الفواتير ببساطة لأن المياه مقطوعة.

وعلمت أن نسبة التوريد فى القرية فى الستة أشهر الأخيرة لم تتعد اكثر من 15% من المستهدف مما دفعه لتقديم شكاوى لرئيس عملية مياه القرية لإخلاء مسئوليته.

هذه القرية يسكنها 40 ألف نسمة معرضون للموت عطشا واشتكى عدد كبير بها من الأهالى من انقطاع المياه لجوئهم إلى استخدام الجراكن فى نقل المياه من القرى المجاورة وكشفوا عن معاناة السكان التى بلغت ذروتها مع ارتفاع درجة حرارة الصيف وأعربوا عن اسفهم من المرارة التى يشعرون بها عندما يرغبون فى دخول الحمام ولا يجدون مياها للوضوء بها أو الاغتسال.

وقال الاهالى: إن المياه كانت تأتى لمدة ساعة واحدة ومنذ ثلاثة أشهر انقطعت نهائياً مما اضطرهم الى استخدام الطلمبات الحبشية مع ما تحمله من جراثيم وملوحة وبلاوى حلت فى أجسادهم التهاب كبدى وفشل كلوى وامراض معوية.

فى حين أكدت السيدات أنهن يستخدمن مياه الترع والمصارف الملوثة بمياه الصرف الصحى لغسل أوانى الطعام والملابس وغيرها مما يمثل خطرا صحيا كبيرا على الأطفال والذين باتوا عرضة للإصابة بالأمراض المعوية مثل الاسهال والمغص فضلا عن تفشى الإصابة بالفيروسات الكبدية و الفشل الكلوى وغيرها من البلاوى التى تفتك بهم على حد قولهم.

يقول جميل عبدالباسط منسق ثورة 30 يونية بالقرية: إن السكان يتعرضون لماساة حيث يعانون من الظمأ والجفاف نتيجة ندرة المياه بسبب انقطاعها الدائم منذ أكثر من 3 أشهر وقبلها كانت تأتى لمدة ساعة وتقدمنا بعدة شكاوى للمحافظين المتعاقبين على المحافظة بدءا من سمير سيف اليزل مرورا بماهر الدمياطى وماهر بيبرس وأخيرا مجدى البتيتى دون جدوى.

واشار الى أن المحافظ الوحيد الذى اقترح حلا هو ماهر الدمياطى بتوصيل خط للقرية مؤقتا بطول 3 كيلو مترات ولكنه غادر قبل ان يتم التنفيذ وجميع من جاءوا بعده رفضوا انتظارا للانتهاء من محطة مياه ابو سليم التى ستقضى تماما على مشكلة نقص المياه فى جميع قرى المركز.

أكدت نادية سعد أنها سيدة مسنة ومريضة ومع انقطاع المياه تضطر لحمل الجردل على راسها لحمل المياه من طلمبة (دقها ولاد الحلال) فى الشارع.

تشير ليلى أحمد مشرفة حضانة الاطفال بالقرية إلى ان مجلس الادارة قرر صرف الاطفال ويبلغ عددهم 150 فى الحادية عشرة صباحا نظرا لعدم وجود مياه للشرب أو لقضاء الحاجة.

ويكمل عادل طنطاوى مدير عملية مياه القرية قائلا: بالحرف العملية خرابة قدامك موضحا ان القرية كانت ترتوى ارتوازى من خلال مواسير "اسبتوتس" ومنعت الصحة ذلك وتم ربط القرية على محطات معصرة نعسان واهناسيا الخضراء وبنى هارون ومع اندلاع احداث ثورة 25 يناير حدث انقطاع للمياه بعد ارتفاع حمة البناء على الاراضى الزراعية و الاحلال والتجديد بدون ترخيص واستحداث الممارسة لادخال عدادات المياه بدون الرجوع للوحدات المحلية وصلت فى قرية بلفيا وحدها نحو 300 حالة وحدث مثلة فى باقى القرى مما تسبب فى تقليل كميات المياه الواردة للقرية ومع زيادة الشكاوى قامت شركة المياه والصرف الصحى ببنى سويف بتركيب ماتورين قوة 25 حصاناً لرفع المياه من الخطوط المغذية للقرية ومع اول ضخ للمياه تبين زيادة نسبة العكارة رغم قيامنا بالغسيل عدة مرات دون جدوى فتوقف الضخ واستمرت المواتير مركونة 6 اشهر حتى جاءت تعليمات من ادارة الشركة بنقلها الى احدى قرى مركز الواسطى ونحن الان فى انتظار الانتهاء من تشغيل محطة مياه ابو سليم وان ابدى تخوفه من امكانية انفجار شبكة القرية لانها فى احتياج لتغيير شامل كونها متهالكة والتغيير يكون على حساب المواطنين وهو ما يرفضه غالبية اهالى القرية.

وعن الحل قال نحتاج 4 ملايين جنيه لتركيب واحلال 14 كيلو مواسير قطر 4و 6 و8 بوصة لتحمل ضغط المياه بعد تشغيل المحطة التى لا يعرف احد متى ينتهى العمل بها وتحتاج لعام آخر على اقل تقدير للدخول فى الخدمة.