الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق لـ«روزاليوسف»: الإخوان أداة أمريكا لتنفيذ مخططها بالشرق.. والجماعة فتحت الباب على مصراعيه للتدخل الأجنبى




أكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر أن مصر نجحت دبلوماسيا فى الفترة الماضية فى مواجهة الموجة الأجنبية التى تعرضت لها فى أعقاب ثورة 30 يونيو، كما نجحت وزارة الخارجية إلى درجة كبيرة فى إقناع الخارج بأن ما جرى فى مصر ثورة شعبية كانت لازمة وضرورية وأن توصيفها الحقيقى هو « ثورة « أو « انقلاب شعبى « وهو ما يعنى فى النهاية أن ما حدث ليس بدعة بل مثل كل الثورات التى عرفها التاريخ. وأضاف العرابى فى حواره مع «روزاليوسف» أن مصر عادت إلى حجمها العربى والإقليمى بعد 30 يونيو بعد التقزم الشديد على يد الرئيس المعزول محمد مرسى، كما تطرق العرابى إلى موضوعات تتعلق بالعلاقات المصرية العربية والأمريكية وغيرها من المحاور.. وإلى نص الحوار:

■ كيف تقيم الأداء الدبلوماسى المصرى خلال الفترة الماضية؟
- جيد، ونجح بدرجة كبيرة فى تجاوز أزمة حقيقية كانت تستهدف وضع وتاريخ مصر، كما قوضت جهدا غير محمود كان يسعى إلى تصفية حسابات خاصة وآخر كان يعترض لمجرد الاعتراض، فمن واجب الدبلوماسية المصرية أن تدافع عن حقوق مصر وصورتها إذا ما تعرضت لتشويه.

■ لكن هذا التشويه كان مصدره من الداخل « الإخوان «.. أليس فى ذلك مصاعب أخرى؟
- بالتأكيد خصوصا أن الإخوان فتحوا الباب على مصراعيه أمام التدخل الأجنبى فى مصر، وطلب التدخل العسكرى وهذا لا يمت للوطنية بأى صلة، لكن كانت هناك وقفة حاسمة وقراءة مسبقة لهذه التوجهات وكانت متوقعة بشدة نظرا للعلاقات غير الواضحة التى تجمع الإخوان بأمريكا وأوروبا والتى على أساسها كانت الجماعة تصدر هذا التوجه بكل قوة، ومع ذلك نجحت السياسة الخارجية سواء عن طريق وزارة الخارجية أو الدبلوماسية الشعبية فى ومواجهة الموجة الأجنبية التى تعرضت لها مصر فى أعقاب ثورة 30 يونيو، وإقناع الخارج بأن ما جرى فى مصر ثورة شعبية كانت لازمة وضرورية وأن توصيفها الحقيقى هو « ثورة « أو « انقلاب شعبى « وهو ما يعنى فى النهاية أن ما حدث ليس بدعة بل مثل كل الثورات التى عرفها التاريخ.

■ ما الوسائل الأخرى التى اتخذتها السياسة الخارجية لمواجهة هذه الموجة الشرسة؟
- بالتأكيد كانت البداية من الذاتية المصرية للدفاع عن صورتنا وثورتنا، ثم كانت الخطوة الفاعلة التالية هى الدائرة العربية التى وقفت بصورة كبيرة بجانب مصر، وساهمت ثورة 30 يونيو فى تفعيل العلاقات المصرية – الخليجية التى قوضها الرئيس المعزول محمد مرسى، وكان لذلك مفعول السحر فى صد أى هجمات غربية على صورة مصر وثورتها.

■ وهل كان الموقف الخليجى متوقعا بعد فترة من العلاقات الفاترة؟
- بالتأكيد كانت العلاقات فاترة وهذا شىء طبيعى بعدما تركنا هذه الدائرة الطبيعية وأصبحت لدينا علاقات غير مفهومة مع إيران وهناك شكوك فى نوايا كانت لدى الإخوان فى تصدير الثورة والسعى لإقامة لوبى إخوانى عربى، ولكن ربما كانت هذه الفترة كفيلة لأن يشعر الجميع سواء فى مصر أو الخليج أننا فى خطر وأن هناك من يسعى ضدنا من الداخل والخارج وأن هويتنا العربية فى خطر شديد فكانت هذه نقطة انطلاق الجهود الخليجية لمساندة مصر بدأت هذه الجهود بكلمة العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز بعد ساعات من إعلان 3 يوليو، وأعلن فيها خادم الحرمين وقوف المملكة بكل امكانياتها بجانب مصر وشعبها.

■ لكن هناك من يتحدث عن دور خليجى فى ثورة 30 يونيو؟
- هذا الحديث لا يقوله إلا مخبول وأعمى.. العالم كله شاهد أحداث 30 يونيو وشاهد أكثر من 30 مليونا فى الشوارع ثم فى 3 يوليو ثم فى 26 يوليو لتفويض القوات المسلحة لمواجهة الإرهاب، وهذا ان دل فإنما يدل على أن هذه الثورة هى شعبية بشكل تام ولا علاقة للخارج أيا كان بها، وما يتردد عن دور الإمارات أو غيرها هو من قبيل الشائعات التى تطلقها الماكينة الإخوانية.

■ وماذا عن قطر؟
- قطر ستظل معضلة الشرق.. ونشاز الخليج وستدخل إلى عزلة عربية كبيرة بدأت بالفعل بعدما كثرت أخطائها التاريخية وبدا واضحا للجميع الدور السياسى والإعلامى الذى تمارسه منذ سنوات، وأن هذا الدور لا يصب فى المصلحة العربية قدر ما يحقق مصالح أمريكية وبالتبعية إسرائيلية.

■ هل اختلاف وجهات النظر بين مصر والخليج حول بسوريا له مردود سيئ على العلاقات المتبادلة؟
- إطلاقا.. هناك نضج تام تشهده العلاقات المصرية – الخليجية ولا أعتقد أن هذا سيكون له تأثير.. الخليجيون يقدرون مصر جيدا ويعلمون أن قرارها حر وأن القاهرة لا تقبل التأثير على مواقفها، وهذا لا يمنع من التشاور والاتصال والالتقاء عند نقطة وسط تحقق مصالح الجميع.

■ وماذا عن العلاقات المصرية – الإيرانية بعد 30 يونيو؟
- الرئيس المعزول ساهم بشكل أو بآخر فى إحداث نوع جديد من الدبلوماسية من خلال علاقاته بإيران ففى الوقت الذى كان يؤخر فيه من قرار رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى رغم الإلحاح القطرى كانت هناك نية لوجود انفتاح تام على هذه الدولة رغم خطورة ذلك على المستوى العربى والخليجى، ورغم المعارضات الداخلية من السلفيين، ولكن بعد ثورة 30 يونيو ووجود امتعاض إيرانى وتصريحات مضادة لهذه الثورة أؤكد أن العلاقات المصرية مع إيران لن تشهد أى تطور يذكر مستقبلا.

■ ماذا يريد رجب طيب أردوغان من مصر؟
- الشعب التركى يعلم جيدا أن ما حدث فى مصر هو ثورة شعبية جارفة لا مثيل لها فى تاريخ البشرية، فيجب أن نفرق بين موقفه وموقف رئيس الوزراء التركى الذى يعمل لمصلحته السياسية وكذلك لفكره الايديولوجى باعتباره عضوا فى التنظيم الدولى للإخوان وهو ما يبرز تفسيرا واضحا لاستضافة الاجتماعات الدولية التى يجريها التنظيم الدولى بمشاركة أعضاء الجماعة من مصر، ولكن الواضح من خلال تصريحات أردوغان ومواقفه أنه مرتبك بشدة وقرارته غير مدروسه وانفعالية، ولديه رعب شديد من عدوى 30 يونيو خصوصا فى ظل المظاهرات التى تخرج ضده، كما أن الجيش التركى يتربص به وهو ما يهدد بانهيار طموحاته الداخلية والخارجية.

■ كيف ترى الموقف الأوروبى الحالى من ثورة 30 يونيو؟
- الصورة اتضحت بشكل كبير وهناك تجاوب مع الموقف المصرى رغم أن بعض المواقف كان غير مفهوم فى البداية مثل الموقف الألمانى الذى كان صادما فرغم أن ألمانيا عانت كثيرا من النظام المصرى السابق فإنها ظهرت فى موقف المضاد لـ30 يونيو، وأنا أتفهم هذا نظرا لوجود لوبى سلفى فى ألمانيا والحكومة هناك تخشى اتخاذ أى مواقف مضادة للإخوان فيحدث على أساس ذلك أى عدوان إرهابى من هذا اللوبى السلفى،

■ الإدارة الأمريكية تتجنب أن تسمى ما حدث فى مصر بثورة.. ما تفسيرك؟
- لا تهمنا تسمية أمريكا أو غيرها.. نحن نسمى ما نشاء بما نشاء.. هذه دولتنا وهناك إرادة شعبية جارفة، وهناك تأييد شعبى للإدارة المصرية الحالية بشكل غير مسبوق، وستظل الإدارة الأمريكية والرئيس أوباما فى حيرة من هذا التأييد الجارف للجيش المصرى وهو ما يعكس التذبذب فى قراراته، وساهم فى أن يكون أقصى ما يتحدث عنه أوباما حاليا هو المطالبة بالتحقيق فى الأحداث التى تشهدها مصر، والالتزام بخارطة الطريق وهو شىء بديهى تسعى إليه السلطة الحالية ولا تحتاج توجيه من أحد.

■ وماذا عن التهديد بقطع المعونة؟
- أمريكا تعلم أن هذه المساعدات مرتبطة ارتباطا تاما بكامب ديفيد وتعلم جيدا أن مصالحها مرتبطة بهذه الاتفاقية وتدرك جيداً أنها لا تستطيع أن تستغنى عن مصر ودورها ووضعها الجغرافى والإقليمى وتأثيرها السياسى فى محيطها العربى والافريقى، لذلك ما يصدر من تهديدات بقطع المساعدات ليس فى محله وليس فى مصلحة الولايات المتحدة.

■ هل مازال التأييد الأمريكى للإخوان كما هو؟
- أمريكا كانت تستغل الإخوان وتستخدم الجماعة فى تنفيذ مخططها، وكانت الإدارة الأمريكية تسعى إلى الاستمرار فى هذا الدعم بعد 30 يونيو لكنها أدركت أنها تسبح فى الأوهام، وبدأت ترفع يدها عن الإخوان.

■ كيف ترى الأوضاع فى سيناء؟
- تسير وفق وقف الخطط التى وضعتها الدولة للقضاء على الإرهاب هناك.. فهناك نيه واضحة من القوات المسلحة للقضاء على كل منابع التطرف والإرهاب.

■ هل يمكن أن تواجه مصر خطر تدويل الملف الأمنى لسيناء من الخارج؟
- غير وارد وغير مقبول من جانب مصر وسنواجهه بكل حزم وحسم، لكن الخطر الأكبر الذى يهددنا هو أن تواجه قناة السويس بأى أخطار أو اعتداءات إرهابية تضر بسمعتها، وتؤثر على استقلاليتها.