الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

التوجية الفنى.. الواقع والمأمول




مع بداية عام دراسى جديد.. نوجه نظر الأطراف المعنية بإحدى الوظائف ذات الأهمية فى الارتقاء بالعملية التعليمية ، بل هى صمام الأمان فى العملية التعليمية والآلية المسئولة عن تحقيق عناصر الجودة النوعية فى النظام التربوى هذه الوظيفة  التوجية الفنى (الموجه/ الموجه الأول/ الموجه العام )، أن مجرد ورود مسمى  التوجيه أو الموجه فى أحاديثنا اليومية يذكرنا دائما بالتفتيش والاشراف وتقييم لأداء المعلمين.... رغم أن التوجيه الفنى عمليه إنسانية تربوية تحكمها مبادئ العلاقات الإنسانية والاتصال الإنسانى ومجالها المواقف التعليمية تخطيطا وتنفيذا ومتابعة ، وهدفها التحسين والتطوير المهنى.. فالموجه الفنى شريك للمعلم فى خدمة العملية التعليمية.. ولكن.. يبدو أن وظيفة التوجيه أصبحت من الوظائف التى يسعى إليها البعض من أجل الراحة.. لذا.. فقد اقتصرت على أساليب تقييم تقليدية فهى تنحصر فى كتابة التقرير دون أن يتبعها تعريف المعلم بجوانب القصور والغريب أنه غالبا ما تتكرر هذه التوجيهات من سنة لأخرى لأن كل ما يهم الموجه هو التأكد من أن المعلم قد انتهى من تدريس المقرر حسب خطة التوزيع المعتمدة من الوزارة رغم أن للتوجيه الفنى هدفا محددا هو التحسين والتطوير المهنى فالموجه شريك للمعلم فى تفعيل العملية التعليمية، وللموجه الفنى سمات وقدرات شخصية وخبرات عملية وإدارية يجب أن يتحلى بها لكى يؤدى عمله بالكفاءة المطلوبة.
نظام جديد للتقويم:
تهدف عملية التقويم للمعلم إلى تبصير المعلم بأدائه ومستواه، وتوضيح نواحى تفوقه وقوته لتعزيزها والاستفادة منها وجوانب القصور لتلافيهاومعالجتها، ليكون لدى المعلم وعى كاف بكفايته ومستواه المهنى لكى يبذل جهوده ويعمل على تطوير ذاته وتنمية مستواه المهنى. لذا.. لابد أن تتعدد  زيارات الموجه الفعلية للمعلم داخل الفصل الدراسى ويكون الغرض من هذه الزيارات الإرشاد والتوجيه ومساعدة المعلم على تحسين أدائه قبل الزيارة التى يتم خلالها الحكم على ادائه بشكل نهائى.. وشمولية جوانب التقويم حيث يلتزم الموجه فى تقويم أداء المعلم بجوانب ومعايير دقيقة ومحددة تتضمنها استمارة تقويم وهى الجوانب الشخصية والتخطيط والإعداد للدرس وعرض الدرس والمادة العلمية ومشاركة المعلمين واستخدام المعلم للوسائل التعليمية والنشاطات المصاحبة ولكل جانب رئيسى من هذه الجوانب جوانب أخرى فرعية محددة بدقة يلتزم بها الموجه فى إصدار أحكامه على أداء المعلم طبقا لمفتاح توزيع الفعاليات ودرجات محددة لهذه الفعاليات.
وبذلك لا يقتصر تقويم المعلم على قياس تحصيل الطلاب ومستواهم وطريقة عرض المادة العلمية بل يصبح تقويما للموقف التعليمى بكل جوانبه بأدوات قياس علمية موضوعية وملاحظات مستمرة ومتابعة دقيقة.
القيمة المضافة للتوجيه الفنى للمعلم:
تظهر القيمة المضافة من التوجيه الفنى للمعلم فى مدى تأثيرها الظاهر على عمل المدرسين، والذى يظهر أثره فى ارتقاء مستوى تعلم الطلاب وتحقيق أهداف التربية المتمثلة فى أهداف المادة التى يتعلمونها، ومن القيم المضافة للموجه التى ينبغى أن يكون لها مردود مشاركة الموجه فى تقييم وتطوير المناهج، وما يقدمه من أفكار واقتراحات، وابتكار الوسائل المعينة بمادته وتدريب المعلمين عليها، ومتابعة مدى التقدم الذى يطرأ على المادة الدراسية من خلال نواتج التعلم المستهدفة، ومدى مشاركته الايجابية فى الدورات المنظمة للمعلمين، وفى الدروس النموذجية ودروس المشاهدة لتبادل الخبرات وكذلك مدى مشاركته فى تقويم البحوث والدراسات، والالتزام الوظيفى ودوره فى التقييم السليم للمعلم لتحسين الأداء والارتقاء بالعملية التعليمية.
تقويم أداء الموجه مسئولية من؟
كيف نقيم أداء الموجه نفسه فى مادة من المواد، وكيف نقيس القيمة المضافة لعملية التوجيه.. لابد أن يكون هناك تقويم لعمل الموجه من خلال متابعة جادة ودقيقة من الموجة العام لكل مادة حيث يتابع عمل موجهى مادته فى كل جوانبها الإدارية والفنية والقدرات الإبداعية وعلاقات الموجهين بالمعلمين والإدارات المدرسية والأنشطة التربوية التى يساهم فيها الموجهون لدعم ثوابت الاداء المتوازن فى الميدان، فالموجه العام لكل مادة رجل تربوى خبير قادر على تقويم أداء الموجهين وتوجيه كل منهم إلى ما يجعله أداة فعالة وحيوية وذا مردود بارز.. لذا لابد من الاهتمام بانتقاء من يقوم بهذه المهام ضمانا لتحقيق جودة الأداء للمعلم والموجه ذاته.
لأن التقويم هو اساس التخطيط فى كل عمل أو نشاط مهما اختلفت طبيعة هذا العمل أو ذلك النشاط بل إن التقويم هو المقدمة الأولى لصياغة الخطط والبرامج للخروج بأسس ومعايير تقويم أداء المعلم والطريقة المثلى لتعامل الموجه معه.