الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكومة حرب




ليس من المستحب الدعاء على أحد بعينه. لكننا لا نملك إلا أن نقول لعنة الله على أعداء مصر والوطن العربى والإسلامى ومن عاونهم على تنفيذ المؤامرة «القذرة التى أطاحت بالأخلاق وأهدرت الأموال وانطبق عليها القول «ظاهرهُ الرحمة وباطنهُ العذاب، فإذا كنا لم نخرج بعد من المراحل الحرجة المكملة للمخطط الكبير والتى تهدف فى الأساس إلى تدمير مقدرات الوطن ومحاولات الوصول بنا إلى الحرب الأهلية ، بل إننا نمر الآن بأخطر مراحل المؤامرة التى تبدو تماما كحرب استنزاف نواجه معها أصعب التحديات التى تضع وطننا على المحك، فى محاولة لتمزيق قوى شعبنا العظيم بطوائفه المختلفة، أو النيل من حماته الذين هم فى الحقيقة جزء من نسيجه سواء كانت قواته المسلحة أم جهاز الشرطة أو القدح فى مصداقية القضاء والإعلام.
وهى محاولة دؤوبة من جماعة الإخوان للنيل من هيبة الدولة وخلق حالة من التشكيك والتناحر بعد أن تركت تلك الجماعة البلطجية يتحكمون فى الشارع حتى أصبحت كلمتهم هى العليا حتى على الشرطة «فى وقت من الأوقات»وبالتالى على الجميع، فى ظل غياب لإعلاء مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية بينما كانت تخطط الجماعة لتبديل كل ما فى الدولة.
وهو مالا يستدعى البحث عن مصالحة وطنية فقط، ولا جمع شمل الوطن مسلم ومسيحى، ليبرالى واشتراكى ثورى أو «كنبة»، لنرفع جميعا راية واحدة هى علم مصر (أم الدنيا) وإنما يستدعى أيضا أن نفتح عيوننا لنرى الخطر الداهم ونعيد للخطاب الدينى مساره المعتدل،بعد أن أخرج الإخوان إلى العلن حالة العنف فى الخطاب الدينى وهو ما خلق عنفا فى السلوك على مستوى الشارع أدى إلى أن يكره الأخ أخاه والجار جاره.
نحتاج إلى مصالحة تضع كل شخص فى مكانه الطبيعى، لا يمكن أن يفتح ممرض بطن المريض لإجراء عملية جراحية فهى وظيفة الجراح الماهر والممرض يساعد فقط ،لا يمكن أن يصبح غفير نظامى مدير أمن أو مأمور قسم أو رئيس نقطة شرطة أو حتى عمدة لبلدة صغيرة لعدم توافر الشروط المناسبة فيه، وهو ما يدفعنا للمطالبة بتفعيل مبدأ الكفاءة والصلاحية فى كل عمل،ووضع الأمن الاجتماعى وكذلك الجنائى ثم السياسى ضمن أولويات اختياراتنا،قد يختلف معى البعض فى عدم ممانعتى لعودة لواءات الجيش أو الشرطة لرئاسة الأحياء والمدن والمحافظات إلا أننى أرى أن الأمر يجب أن يكون مرحليا لتحقيق المعادلة الصعبة فى الانضباط الذى يفتقده الشارع وأسس له المحظورة والتيارات والإتلافات عالية الصوت بالإضافة إلى الأحزاب الكرتونية والإلكترونية ومع ذلك أتمنى عدم إهمال باقى الخبرات المدنية.
فلنستيقظ.. فمصر بلدنا وحبنا وعشقنا ونحتاج لمصالحة حقيقية مع الذات لا مع من حملوا السلاح وقتلوا العباد ودمروا البلاد وتآمروا على الوطن، المصالحة لن تتحقق إلا بالاجتهاد وإخلاص النية والعمل واعتبار الحكومة الحالية حكومة حرب لأننا بالفعل فى حالة حرب مع النفس والهوى وشياطين الإنس ومعاونيهم.