السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ترميم الشخصية المصرية




يتكون لكل فرد على حدة شخصيته وتتطور طبقاً لما يصادفه من ثقافة المجتمع المحيط به.

وقد أتفق علماء السلوك النفسى أن الشخصية الإنسانية هى محصلة ذلك التفاعل المستمر بين طبيعة الإنسان وبين العوامل الاجتماعية والثقافية والبيئية المختلفة.
وتختلف نسبة تأثير العنصر الوراثى المكتسبات من فرد إلى آخر وكذلك تأثير الأسرة والمجتمع غير أنه من المؤكد أن الأسر القوية ذات تأثير أكثر فاعلية على تكوين شخصية الفرد من الأسر الضعيفة أو المفككة.
وينطق ذلك أيضا ويظهر بوضوح فى المجتمعات القوية التى تفرض شخصيتها على من يريد الانضمام إليها والتمتع بمزاياها.
وباختلاف الشخصية يختلف الإدراك من شخص إلى آخر فيتولد لكل فرد رد فعل خاص به يدفعه إلى أعمال وسلوكيات لا يمكنه التنازل عنها بسهولة وتصبح كأنها معتقدات ونظريات ثابتة لا يمكن الرجوع عنها.
ومنذ ثورة 25 يناير 2011 حيث تصاعد الغضب الشعبى بإدراك بإن لا مجال فى التطوير والتحسين والعدالة الاجتماعية مما أسقط النظام السابق سياسياً وإعلامياً - وواجه مصر الحبيبة مختلف القوة العالمية والإقليمية لكى تكون هى المؤثرة فى تكوين وتطوير الشخصية المصرية بصورة تتناسب مع أهدافها - وبجهلهم الشديد فى العلوم الإنسانية بإن تغير شخصية مجتمع ما هى إلا وظائف الرسل عليهم السلام فى المقام الأول مكلفين ومدعومين من الخالق عز وجل.
والنتيجة الظاهرة لهذا الهجوم المرز على المجتمع المصرى وظهور سلوكيات واتجاهات فى غاية الغرابة والبعد التام عن جوهر وحقيقة الشخصية المصرية الحقيقية.
ورحم الله المفكر العالم د. جمال حمدان حيث قال: إن ما تحتاجه مصر أساساً بأنه هى ثورة نفسية، بمعنى ثورة على نفسها أولا - وعلى نفسيتها ثانياً، أى تغير جذرى فى العقلية والمثل وأيديولوجية الحياة قبل أى تغير حقيقى فى حياتها وكيانها ومصيرها.. ثورة فى الشخصية المصرية الحالية وعليها.. كتاب شخصية مصر.
وإن الشخصية المصرية ذات عمق تاريخى استمدت من تعاقب الحضارات عليها خلال الآف السنوات ما يجعلها فى صمود تام أمام جميع المؤثرات الطارئة فقد توارثت الشخصية قيم العدل والحب والتسامح وجميع مكارم الأخلاق فليست شخصية انتقامية أو تسلطية أو عدائية أو استعمارية إنما هى شخصية بناءة ذات رسالة عمران وسلام.
فيجب العمل على إصلاح وترميم البيئة المصرية أولاً وتوحيد القواعد العامة للحياة الاجتماعية السوية ففى هذه الحالة سوف يكون السلوك النهائى للمجتمع متناغم غير متناحر - ومتناسق غير متنافر - يفكر ويخطط وينفذ كاكتلة واحدة تتقدم بكل قوة وثقة لمقعدها كاقائد حقيقى للبشرية ولدى قناعة شخصية بإن قناعة شخصية بإن لا حضارة حقيقية ولا تقدم للبشرية إلا بقيادة مصرية.