الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سقوط حائط الدعم الدولى للإخوان




كتب- ياسر شوقى وحسام سعداوى ومحمد زكريا
ببطء ولكن بثبات تمكنت مصر بإرادة حرة من تفتيت وإنهاء الموقف الدولى الداعم للإخوان بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلن باراك أوباما منذ ساعات تحت قبة الهيئة العامة للأمم المتحدة أن بلاده تدعم الحكومة المصرية الانتقالية، وأن مرسى رغم مجيئه لسدة الحكم بانتخابات ديمقراطية إلا أنه لم يتمكن من حكم مصر بأسلوب ديمقراطى ولم يساو بين جميع أفراد الشعب المصري، وهى جمل دبلوماسية تعنى بالمفهوم الدارج أن المعزول قام بحكم مصر باسلوب «إقصائى».. أوباما قال أيضا إن الملايين رأت أن الثورة المصرية تحت حكم «مرسى» تسير فى اتجاه خاطئ ورغبت فى إعادتها إلى مسارها الصحيح.
انهيار الحلف الدولى الداعم للإخوان أكدته تصريحات الرئيس الأمريكى التى جاءت كإشارة خضراء يمر من خلالها جميع التراجعات الدولية والعربية عن دعم الإخوان المسلمين فى مصر وهو حلف وإن بدا غير مساند للإخوان ومحايد، إلا أنه فى حقيقة الأمر أحدث ضغطا سياسيا واقتصاديا على الحكومة الحالية، حيث هددت الولايات المتحدة بعد 30 يونيو انها تراجع مساعداتها العسكرية والتنموية لمصر، كما قامت بإلغاء مناورة «النجم الساطع» التى كانت تقام سنويا بين مصر والولايات المتحدة وعدد من الدول العربية والشرق أوسطية، ومنذ يومين أوقفت حكومة أوباما صرف مساعدات بقيمة 500 مليون دولار لمصر، وعربيا قامت حكومة قطر المساندة للإخوان ضمن التحالف الدولى بتغيير اتفاقيات تم على أساسها إيداع 2 مليار دولار أمريكى لدعم الاحتياطى النقدى فى عهد «مرسى» وهو ما دعا مصر إلى رفض تلك الوديعة وردها إلى قطر.
أوباما أشار أيضا إلى أن بلاده تعمل على خلق علاقة قوية بينها وبين النظام المصرى الحالى، لكنه قال إن الدعم العسكرى يتوقف على تقدم مصر نحو الديمقراطية، فى هذا الصدد قال السفير بدر عبدالعاطى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن الولايات المتحدة أدركت أن هناك إرادة شعبية صلبة، وأن الحكومة الحالية تعبر عن تلك الإرادة، وإن الموقف الأمريكى هو تسليم لما تم على أرض الواقع بعد ثورة 30 يونيو، وبشأن المعونة العسكرية. وقال: لم يتم إبلاغنا بأى قرارات رسمية بشأنها.
ويشير الخبير الأمنى خالد عكاشة المتخصص فى ملف التيارات الدينية إن الخطاب الذى القاه الرئيس أوباما أمام الأمم المتحدة كان بمثابة إعلان للعالم رضوخ الإدارة الأمريكية أمام الأمر الواقع فى مصر وانهاء حالة العداء المعلن والانتقال إلى مرحلة المراقب المتحفظ لما يجرى على الأرض.
وتابع: أمريكا أجبرت على هذا الموقف بفعل التحسن الملموس للنظام المصرى الجديد على حساب جماعة الإخوان سواء فى سيناء التى أصبحت الكلمة العليا فيها للجيش أو فى العاصمة وفشل محاولات الإخوان لابقاء الدولة فى موضع الأزمة.
وقال إن التوجه الأمريكى الجديد سوف يحدد بوصلة دول الاتحاد الأوروبى فى التعامل مع مصر فهى ستخفف من التضييقات على مصر لكنها لن تسهم فى القضاء تماما على التنظيم الدولى للإخوان لأنها سوف تستخدمه للقيام بأدوار أخرى فى دول مجاورة.
من جانبها قامت الحكومة الألمانية برفع الحظر عن السفر إلى البحر الأحمر والعقبة وجنوب سيناء.
وكان وزير السياحة هشام زعزوع قام بزيارة لألمانيا والتقى رئيس اتحاد شركات السياحة الألمانية والرؤساء التنفيذيين لمنظمى الرحلات الألمان، وأعرب زعزوع خلال الزيارة عن اسفه للتحذيرات والخطر الذى أثر بالسلب على الاقتصاد القومى حيث فقد 4 مليار دولار عام 2011 و2.5 مليارات دولار عام 2012 وقد انعكس ذلك سلبا على 4 ملايين مصرى يعملون بالقطاع السياحى.
وعربيا.. وفى إشارة لتراجع الموقف القطرى تجاه الإخوان قال وزير الخارجية القطرى خالد العطية، إن بلاده كانت «الأولى» فى تقديم الدعم لمصر عقب قيام ثورة 25 يناير «دون أن تعلم من سيأتى للحكم»، وأن هذا الدعم استمر «من عهد المشير طنطاوى، رئيس المجلس العسكرى ووزير الدفاع السابق، وحتى عهد الفريق أول عبدالفتاح السيسى»، نافيًا أن تكون بلاده قد دعمت جماعة الإخوان المسلمين، كما شدد على عدم وجود خلافات مع السعودية حول مصر.
ونفى أن يكون الموقف القطرى ضد مصر، قائلاً: «نحن لم ندعم «الإخوان»، ويمكن القول إننا أول دولة عربية دعمت مصر بعد ثورة ٢٥ يناير»، مضيفًا: «لا أدرى من يأتى بهذه السمعة عنا، لكننا لا نبنى قراراتنا أو آراءنا على ما يُقال فى وسائل الإعلام، فنحن لدينا حقائق تقول إننا دعمنا مصر من عهد المشير محمد حسين طنطاوى إلى عهد الفريق الأول عبدالفتاح السيسى».
وأضاف: استمر هذا الدعم دون أن نعلم من سيأتى إلى الحكم، وأتى الدكتور مرسى رئيسًا للجمهورية من خلال صناديق الاقتراع وتعاملنا معه بصفته رئيسًا وليس بصفته عضوًا أو منتسباً لأحد الأحزاب».
وردا على اتهام قناة «الجزيرة»، بالتدخل فى الشأن المصري، قال إن «الجزيرة» دائمًا فى أى حدث تُظهر الرأى والرأى المقابل، لكنها لا تسوق قطر. دائماً تأتى بالرأى والرأى الآخر».
محمد عبدالنور يكتب:
إجراءات حكومية مطلوبة صـ5