الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسائل الصور






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 03 - 09 - 2010



كما هو معروف الصورة أبلغ من مليون كلمة وليس حتي ألف .. كما هو مشهور، والدليل علي ذلك هذه الرسائل البليغة التي حملتها الصور التي التقطت لاجتماع الرئيس مبارك مع نظيره الأمريكي أوباما في إطلاق أصعب مفاوضات مباشرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وتناقلتها وكالات الأنباء، فلم يخف أوباما مدي اهتمامه البالغ بكلمات مبارك لدرجة أنه تقدم إلي مقدمة الكرسي وجلس علي طرفه يركز في كلام الرئيس الذي كان منهمكًا في حديثه عن محاولات إنقاذ السلام وضرورة استثمار هذه الفرصة، وطال أوباما في هذه الوضعية التي جذبت كاميرات وعدسات المصورين حول العالم، باعتبارها تعكس مدي العلاقة الخاصة بين مبارك وأوباما، في وقت تحاول أطراف كثيرة أن تسمم العلاقة بين مصر وأمريكا.
رسائل هذه الصور علي بلاغتها، تؤكد أن مشاركة الرئيس مبارك في هذه المفاوضات التي اعتبرها البعض استعراضًا كانت أمرًا في غاية الأهمية للفلسطينيين وللمنطقة ولمصر، فمن منكم يتذكر كيف كانت العلاقة بين مبارك وبوش، التي وصلت حدتها حتي رفض الرئيس مبارك حضور كلمة بوش، وبالتالي سيقارن بين هذه الحميمية التي لا نعتادها كثيرًا في الرؤساء الأمريكيين منذ كارتر والذي حاول كلينتون تقليده بعض الشيء، لكن وسط كل ذلك أوباما يكسب بما يؤصله من سياسة جديدة وثقافة أجدر للعلاقات بين مصر وأمريكا بلغته الجدية غير المسبوقة.
بالطبع نحن كشرق أوسطيين بالذات كمصريين قراءتنا للصور تختلف عن الذهنية الأمريكية، فمثلاً يثيرنا أن يضع رئيس «رجل علي رجل» أمام قياداتنا، رغم أن هذا لا يعني شيئًا كبيرًا في الثقافات الأخري، إلا أن لغة الجسد التي قدمها لنا أوباما تؤكد برسائلها الساخنة، أنه لا يسمع لأي أحد يلوث العلاقة بين القاهرة وواشنطن، ويكن كل التقدير لمصر في شخص مبارك، لكن الأهم الآن كيف نستثمر ذلك لصالح مصر؟!
خيارات الحياة المستحيلة
دائما ما تلقينا الحياة في دوامات حتمية يجب أن نخرج منها، وكأنها عادة يومية ليست فيها أدني صعوبة، رغم أن هذه الدوامات تواجهنا بخيارات مستحيلة، كلها تضر بل تميت، والسؤال الأصعب في هذا الوقت، هو ماذا نفعل؟!.. وللأسف لن تجد إلا نفسك حتي تجيب عن هذا السؤال ولن تتمكن من الاستعانة بصديق حتي لو كان متوفي في زمن ندر فيه الصديق، وبالتالي فالنتيجة في كل الأحوال «حميمة»، ولكن يجب أن تتخذ قرارك حتي لا تتهم بالضعف وحتي تستمر الحياة بدواماتها، فنحن نتجاوز دوامة حتي نلقي بأنفسنا أو تلقينا الأقدار فيها.. ونعيدة الكرة!