الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حتي لو حرقتموه






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 10 - 09 - 2010



حرق المصحف لا يعني حرق القرآن، لكنها دعوة في غاية الجنون والاختلال التي يقودها هذا القس الأمريكي الغبي «تيري جونز» من كنيسة منشقة بفلوريدا، رغم أنها ليس كلها شرًا، لأنها جمعت المسلمين حول العالم علي شيء، وكأنها بروفة لهدم الأقصي لا قدر الله.
الأزمة ليست في «الحرق»، خاصة أن حرق المصاحف في الذهنية الإسلامية له بعد روحاني إيجابي، حينما حرق أمير المؤمنين «عثمان بن عفان» كل المصاحف المخالفة ليتفق لأول مرة المسلمون علي مصحف وحيد ينهي به حالة تاريخية من الجدل، الأخطر أن هناك تيارات تقف وراء هؤلاء المجانين، وهناك أيضًا ممارسات لا تقل خطورة عن الحرق، منها تكريم المستشارة الألمانية «انجيلا ميركل» لصاحب الرسوم المسيئة للرسول، وبناء كباريه في إسبانيا علي شكل جامع وسموه «مكة».
موجات العداء الأسود ضد الإسلام أصبحت عادة نستغرب أن مر يوم بدونها، فهل نركز كمؤسسات إسلامية ودول عربية علي أن تكون هذه الدعوة المختلة انطلاقة لمشروع عالمي لحماية الإسلام والتعريف به، خاصة أن واحدًا مثل هذا القس المجنون لا يعرف القرآن ولم يقرأه أساسًا، ورغم ذلك يعتبره منبت الشيطان لأن هناك انطباعًا عالميا عامًا بذلك، وبالذات في أعقاب ضربات سبتمبر!
رغم حدة هذه الأزمة وردود فعلها الغاضبة حول العالم ومن كل الأديان، إلا أنها لا تلقي بظلالها علي انتخابات الكونجرس من بعيد أو قريب، ما يعني أن كل المؤسسات الأمريكية لا تعني باهانة الإسلام، متجاهلين الرسائل الوردية «الفالصو» التي كان يرددها أوباما علي مسامع المسلمين منذ أكثر من عام من القاهرة.
لكن هل تقدر أمريكا علي استيعاب الضربات الإسلامية ما بعد حرق المصحف؟!، خاصة أن قواتها التي تحاصر الدول العربية والإسلامية، في النهاية في نطاق من يريد المساس بها، إلا أننا نتوقع أن تصل الأمور إلي ما هو أكثر من ذلك، فهل تولد تفجيرات مماثلة كما حدث في 11 سبتمبر، التي لا نزال نجني ثمارها السوداء مع ذكراها التاسعة، واتصور أن هذا سيستمر للذكري ال99!
لهذا خلق الندم.. لهذا خلق الندم
في واحدة من النهايات المبدعة للمسلسلات المصرية، كانت نهاية المسلسل الأكثر إثارة للجدل «الجماعة» بما تحملها من رسائل في غاية الأهمية، لكنها مغلفة بإطار في غاية السلاسة، ولذلك جاءت أقوي بكثير من تسجيل درامي لاغتيال حسن البنا علي أهميته هو الآخر، فالنهاية أظهرت «البنا» منهارًا ونادمًا وكارها لمشروعه الذي انحرف، وتثير تساؤلات جديدة حول قاتل المرشد المخلوع، هل هو الحكومة وقتها أم الجماعة أم التنظيم السري؟!
الممر الأسود الذي دخل فيه «البنا» مرددًا لهذا «خلق الندم».. لهذا «خلق الندم»، هو أيضًا إسقاط علي مصير الإخوان خلال الفترة المقبلة إن شاء الله، ولا ومصلحة من الجدل الذي منه حول تدخل الأمر لتغيير نهاية المسلسل، ولم نكن نحتاج لنفي المبدع «وحيد حامد»، وشكرًا له رغم بعض التحفظات، وأنا ضد من يهاجمونه لأنه كان سبب زيادة كبير في المؤلفات الإخوانية وأدبيات الجماعة، فهذا ما كنا نريده ليقرأالناس ويقيموا.