الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختفاء «أم» وطفلتيها فى ظروف غامضة ببنى سويف




تعيش أسرة الشيخ «عاشور» بمدينة الواسطى ببنى سويف، مأساة حقيقية منذ اختفاء «ياسمين ـ 28 سنة» ابنتهم وابنتيها «حبيبة ـ 6 سنوات» و«ملك ـ 3سنوات»، فيخشون أن تكون تعرضت نجلتهم وبناتها لمكروه، الأب والأم والأشقاء والزوج جميعهم أكدوا عدم اشتباههم جنائياً فى الاختفاء، وقاموا بتحرير محضر بمركز الشرطة يحمل رقم (45/75) إدارى الواسطى، ومنذ تاريخ اختفائها يوم السادس عشر من سبتمبر الجارى، وقلب العائلة جميعاً يحترق كل يوم ألف مرة، فالوالد وأبناؤه دائمو الغياب عن المنزل بحثاً عن ابنته وحفيدتيه، والزوج ذابت قدماه من الترحل بين مراكز وقرى المحافظة أملاً أن يجد زوجته وابنتيه عن أحد الأصدقاء والأقارب، والأم قابعة خلف باب المنزل تنتظر عودة نجلتها.
 منذ أن وطأت قدمنا مدينة الواسطى متسائلين عن منزل الشيخ «عاشور حسن سيد» كبير العائلة ووالد الأم المختفية، وقد تأكدنا من حسن السيرة والسمعة الطيبة لرب العائلة وأفراد أسرته، فهو شيخ جليل يحمل كتاب الله، وقارئ للقرآن الكريم ومرب لأجيال عديدة بمدينة الواسطى وتوابعها، له ولدان الأول ورث والده فى مهنته وفى لقبه فالأهالى يطلقون عليه لقب «الشيخ محمد ـ 38 سنة» ويعمل مدرسا للقرآن الكريم بالمعهد الدينى بالواسطى والثانى «أحمد ـ 32 سنة» ويعمل فى أحد مصانع السيراميك بالمنطقة الصناعية، وآخر العنقود الفتاة المختفية «ياسمين ـ 28 سنة» فى البداية التقينا مع كبير العائلة الشيخ «عاشور» الذى قال: منذ 8 سنوات وتعودنا يوم «الاثنين» من كل أسبوع أن تأتى إلينا «ياسمين» وحفيدتى (حبيبة وملك) من الساعة الحادية عشر صباحاً لقضاء اليوم معنا، وفى هذا اليوم «المشئوم» لم تأت إلينا ياسمين حتى الساعة الواحدة ظهراً، إلى أن تلقيت اتصالاً من زوجها «محمود حميدة» يسألنى عن وصولهم لمنزلنا، لأنه يحاول الاتصال بها ولكن هاتفها «مُغلق»، فسألت والدتها فأكدت لى عدم وصولها حتى الآن، وفى هذه اللحظة سيطر القلق علينا جميعاً.

وتابع الأب : أرسلت شقيقها «أحمد» إلى منزل زوجها بقرية «زاوية المصلوب» للتعرف على حقيقة الوضع، والبحث عنها لعلها تكون عند إحدى جاراتها أو قد تكون بمنزل «عمتها» التى تقيم بنفس القرية، ولكنه لم يجدها بالقرية، وأكدت له «عمته» أنها خرجت على غير العادة فى الساعة 8 صباحاً متجهةً إلى منزل والدها، فتأكدت أنها اختفت فى ظروف غامضة لا نعرف حقيقتها، ومنذ هذا اليوم ونحن نبحث عنها فى القرى والنجوع عن الأصدقاء والأقارب، وذهبنا لـ«العرافين» والدجالين، ولكن دون جدوى وكأن الأرض انشقت وابتلعت «فلذة كبدي» وبناتها.

وأشار الشيخ «عاشور» إلى أنه فى اليوم الأول حاولنا الاتصال على أرقام هاتفها، وكنا دائماً نجدها «مغلقة» ولكن أحد الأرقام أرسلت إحدى جاراتها له رسالة تقول «ارجعى يا ياسمين والدك حدثت له أزمة قلبية» فإذا بالهاتف يستقبل الرسالة ويظل مفتوحاً لمدة 30 دقيقة، وأرسلنا رسالة أخرى نناشد فيها من اعتقدنا أنهم «خاطفوها» نقول لهم «نحن على استعداد لدفع أى فدية مالية تطلبونها»، ولكن الهاتف تم إغلاقه حتى الآن.
 وتناولت «أم ياسمين» أطراف الحديث قائلةً: ابنتى هادئة الطباع وسوية الأخلاق، وشديدة الخجل لدرجة أنها لا تعرف أماكن أقاربنا لكى تذهب عند أحدهم، وعن علاقتها بزوجها، قالت «الأم»: علاقتها بزوجها مثل أى زوجين يوجد بينهم حالات الخلاف وحالات الرضا، ونستبعد أن يكون اختفاؤها بسبب طلب فدية لأننا أسرة متوسطة الحال، ونستبعد أيضاً أن يكون اختفاؤها «هرباً» من زوجها، لأنهما تزوجا عن حب ورضا كل طرف منهما بالآخر، وناشدت «الأم» ابنتها بأن تعود لأحضانها رحمة بأصغر وأكبر فرد من أفراد الأسرة من ألسنة الناس التى لا ترحم.

 وأضاف الشقيق الأكبر «محمد» أنه يرجح أن تكون شقيقته وبنتيها عند أحد المعارف سواء أقارب أو جيران، بسبب ظروف نفسية لا نعلمها ولا مبرر لها، وهذا ما أكده لنا معظم من ذهبنا إليهم من «عرافين» فمعظمهم أجمعوا على أنها عند قريب لنا يرعاها ويرعى بنتيها أفضل رعاية.
 وعن دور الأجهزة الأمنية أكد الشقيق الأوسط «أحمد» أنهم قاموا بتحرير محضر بمركز شرطة الواسطى يوم 18 سبتمبر، وتوجهت أنا ووالدى إلى مديرية الأمن بشرق النيل، وتقابلنا مع العميد «خلف حسين» الذى وعدنا بعودة شقيقتى قريباً، ولمسنا تحركات رجال المباحث بمركز الواسطى بقيادة الرائد «محمود الشريف» الذى يسخر مجهودات وإمكانيات الأمن للبحث عن «ياسمين» وبنتيها، وأشاد «أحمد» أيضاً بتضامن رجال القوات المسلحة بمدينة الواسطى التى تسعى مع الأسرة للبحث عن «ياسمين» لكن غموض الموضوع تسبب فى تأخر عودتها، موضحاً أنه دائم التواصل مع الرائد «أحمد العشري» قائد وحدة التأمين بالواسطى، لمتابعة تطورات الواقعة.

وأخيراً ألتقينا مع زوجها «محمود حميدة أحمد ـ 32 سنة» الذى أكد أن علاقته بزوجته على ما يرام، مستبعداً أن يكون هناك خلاف بينه وبينها سبباً فى اختفائها، موضحاً أنه خرج لعمله كالمعتاد يومياً فى السابعة صباحاً، وفى العاشرة حاولت الاتصال بـ»ياسمين» لمعرفة إذا كانت توجهت إلى منزل أسرتها بمدينة الواسطى من عدمه، لكنى وجدت هاتفها «مغلقاُ»، فانتظرت لفترة وعاودت الاتصال لكنى وجدت الهاتف مازال «مغلقاً»، فاتصلت بوالدها للتأكد من وصولها فطالبنى بالانتظار حتى يسأل والدتها، وإذ به يخبرنى بأنها لم تصل لمنزل الأسرة، فهرولت إلى جيراننا وأقاربنا فى القرى والنجوع لعلى أجد ضالتى المفقودة، ولكن دون جدوى من ذلك و»كأن الأرض ابتلعتها هى وبناتنا»، وفى نهاية حديثه ناشد «الزوج» زوجته بالعودة لعش الزوجية، وطالبها بأن تعود وسيلبى لها كل ما تريد.  

كان اللواء «إبراهيم هديب» مدير أمن بنى سويف، قد تلقى إخطاراً من العميد «محمد الحميلي» مأمور مركز شرطة الواسطى، يفيد بتلقيه بلاغاً من «محمود حميدة أحمد ـ 32 سنة ـ سائق» مقيم قرية زاوية المصلوب، يفيد باختفاء زوجته «ياسمين عاشور حسن ـ 28 سنة ـ ربة منزل» وابنتيهما «حبيبة ـ 6 سنوات» و «ملك ـ 3سنوات» فى ظروف غامضة.