الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحركة الإسلامية فى إندونيسيا جزء 3




ظهور مصطلح الجماعة الإسلامية سارعت الحكومة الإندونيسية فى الترويج لوجود الجماعة الإسلامية على أراضيها لتكسب معركتها مع الكوادر القديمة للزعيم كارتوسوويرجو بعداً عالميا لهذا المصطلح المستخدم فى أرجاء المعمورة بما له من دلالة قاسية ، وسرعان ما تبنته له وسائل الإعلام الغربية ونشرته عالميا . وقد بدء استخدام هذا المصطلح من قبل الحكومة الإندونيسية خلال محاكماتها فى الثمانينيات لمن اتهموا بالانطواء فى ظل تنظيم كوماندوز الجهاد ، والمتابع للشأن هنا فى إندونيسيا يميل إلى أن الحكومة ضخمت من حجم هذا التنظيم ، وأطلقت عليه هذا الاسم الذى اقتبسته من أدبيات حركة دار الإسلام فى إطار حديثهم عن مفهوم «الجماعة الإسلامية» التى تقيم الدولة الإسلامية. ويمكن أن يلاحظ أيضا استخدام هذا المصطلح فى سجلات محاكمات الثمانينيات تلك، مع أن المتهمين هم أعضاء سابقون فى حركة دار الإسلام لم يطرحوا جديد ، لذا لم تستطيع الحكومة ومدعيها تقديم أى دليل على وجود تنظيم أو حركة جديدة بقيادة وفكر مغاير وأهداف معروفة باسم «الجماعة الإسلامية». والجدير بالذكر أن هذه العدوى انتقلت بعد ذلك بسنوات عدة إلى حكومة سنغافورة المجاورة التى اعتقلت منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 المئات من مواطنيها المسلمين بتهمة الانضمام لهذه المنظمة المجهولة. ثم توقفت لسنوات الحكومة الإندونيسية عن إستخدام المصطلح ، لكن سرعان ما عادت لاستخدامه مرة أخرى خلال محاكمات الزعيم الإسلامى غوث توفيق فى مدينة ميدان فى شمال جزيرة سومطرا، الذى اتهم بأنه زعيم جناح تنظيم كوماندوز الجهاد فى ميدان. وكان غوث توفيق أحد مقاتلى حركة دار الإسلام بجاوا الغربية، وقد انتقل مع آخرين من الحركة بعد انهزامها فى جاوا الوسطى فى بداية الستينيات إلى إحدى قرى سومطرا الشمالية. وبحسب التهمة القضائية المرفوعة ضده، فإنه عاد ليتحرك ، وأستدلت على تحركه بدعوته أستاذا شرعيا من جزر الفلوريس بأقصى الشرق الإندونيسى اسمه عبد الله عمر لحضور اجتماع فى منزل قيادى بارز فى ميدان ! . وحسب التهمة المقدمة من قبل المدعى ضد غوث توفيق، فقد تناول الاجتماع انتهاكات حكم سوهارتو للشريعة الإسلامية وسياساته العلمانية. وتم اقتراح انضمام الحاضرين لما سمى بالجماعة الإسلامية، يلتزم أعضاؤها كليا بأحكام الشرع، وأن يقسموا على ذلك. وقد علمت السلطات الإندونيسية عبر جواسيسها بالاجتماع، واعتقل توفيق فى عام 1977 هو وصاحب المنزل الذى عقد فيه الاجتماع. أما عالم الشريعة عبد الله عمر فإن خلفيته أيضا مشابهة لسابقيه. فقد قضى عامين فى جاوا الوسطى بإحدى القرى العلمية الشرعية التابعة للتيار العصرى (واسمها غونتور) بين عامى 1967 و 1968، ثم تابع دراسته فى الجامعة الإسلامية بميدان، وتوجه للتدريس بمدرسة دينية بعد ذلك فى بينانغ لامبونغ بمنطقة لابوهان باتو بشمال سومطرا (1973-1975) . وعاد إلى موطنه الأصلى بجزر الفلوريس قبيل انتخابات عام 1977، وقد حوكم فى النهاية بتهم متعددة مرتبطة بتنظيم كوماندوز الجهاد وأفراد مجموعة مدرسة نغروكى التى كان يديرها عبد الله سنغكر ورفيقه أبو بكر باعشير.