رداً على تطاول «مؤسف» المرزوقى

كتب ـ حمادة الكحلى
لم تكتف الادارة المصرية  بالرد على تطاول الرئيس التونسى منصف المرزوقى على مصر فى خطابه امام الأمم المتحدة، بإعلان رئاسة الجمهورية أن القاهرة تأسف لعدم إدراك «المرزوقى» حقيقة الأوضاع فى مصر وأن ثورة ٣٠ يونيو إنما أراد بها الشعب المصرى استعادة ثورة ٢٥ يناير لمسارها تحقيقا لطموحاته وتطلعاته، بل اكملت الادارة المصرية طريقها فى الثأر لكرامتها والتصدى للتدخل الخارجى فى شئونها بان قررت وزارة الخارجية المصرية استدعاء السفير التونسى فى القاهرة لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية، ومن المقرر ان يمثل السفير للاستدعاء خلال ساعات.
اذ تفاجأ الجميع بقيام «المرزوقى» بالتدخل فى الشان المصرى بشكل سافر، اثناء خطابه امام جمعية الامم المتحدة، مطالبا بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى وجميع المعتقلين من الإسلاميين المحبوسين بالسجون حاليا، اضافة الى قوله: «أريد أن أتوجه للسلطات القائمة فى مصر، وأطالبها بأن تطلق سراح الرئيس محمد مرسى وكل السجناء السياسيين» معتبرا هذا «مبادرة جريئة قادرة على خفض الاحتقان ووقف العنف وعودة كل الفصائل إلى الحوار»، داعيًا السلطات المصرية فى الوقت نفسه إلى فتح المعابر الحدودية مع قطاع غزة.
تلك الرسالة اثارت الادارة المصرية وخرجت الرئاسة فى مبتدأ الامر ببيان قالت فيه: «ان مصر تأسف لعدم إدراك الرئيس التونسى منصف المرزوقى حقيقة الأوضاع فى مصر، وأن ثورة ٣٠ يونيو إنما أراد بها الشعب المصرى، استعادة ثورة ٢٥ يناير لمسارها تحقيقا لطموحاته وتطلعاته، ونتمنى لتونس التى كان لها شرف افتتاح الربيع العربى الاستفادة من التجربة المصرية التى أثبتت رفض الشعب لأن يفرض عليه نموذج بعينه لا يعبر عن طبيعته السمحة».
كلمات المرزوقى لم تغضب الادارة المصرية فحسب بل امتد لغضب الى دول عربية اخرى، حيث استدعت دولة الإمارات سفيرها بتونس احتجاجًا على دعوة الرئيس التونسى المنصف المرزوقى إلى الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى، تصريحات المرزوقى اثارت دهشة الكثيرين، فالوضع التونسى على المستوى الداخلى يعانى الكثير من المشكلات على الاصعدة كافة، الاقتصادية والاجتماعية، واكثرهم التهابا السياسية، فتونس تشهد منذ ما يقرب من العام اضطرابات قوية ونزاعات سياسية بين المعارضين ومن ليبرالييين ويساريين والمنتمين للتيار الثورى، وبين حزب النهضة التونسى ذو المرجعية الاسلامية.