الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصير الجماعة مرتبط برفع وصايتهم عن الناس




حوار - عمر علم الدين 
ما مستقبل الإخوان سؤال لايشغل السياسيين المصريين والعرب  فحسب وإنما أيضا رجل الشارع الذى تابع صعود الجماعة الاكثر تنظيما على الساحة  الى رأس السلطة فى مصر  ثم سقوطها السريع اثر احداث 30 يونيو التى اعقبت عاماً يمكن وصفه بـ «عام الحلم» قياسا على تاريخ الجماعة... خلال 85 عاما هو عمرالحركة  معظمه قضته فى صدامات وصراعات وانقلابات مع انظمة الحكم المتعاقبة فى مصر ... اصطدمت بالملك فاروق فى نهاية عهده  وتصارعت مع عبدالناصر فى وقت مبكر ثم اصطدمت مع حليفها أنور السادات قبل ان تدخل فى سباق طويل لتكسير العظام مع نظام مبارك خاصة فى  اعوامه الاخيرة.
وبعد انتهاء عام الحلم  الذى وجدت الجماعة نفسها فيه  تنتقل فى لحظة من ارض الاضطهاد والسجون الى مقاعد الامر والنهى والحكم  تعيش الجماعة  الآن مرحلة لم تمر  بعثرة  مثلها فى تاريخها.
 الآن السؤال الذى اصبح ملحا ما مستقبل الإخوان فى مصر ومدى تأثير سقوطهم على مستقبل التيار الاسلامى...ومن هنا كانت سلسلة هذه الحوارات مع رموز الفكر ورجال السياسة والقانون والحقوقيين ونخبة من الاعلاميين والرياضيين  والفنانين المهمومين بقضايا الوطن لقراءة الماضى وتوضيح الحاضر واستشراف المستقبل 
د. سعد الدين الهلالى رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو لجنة الابحاث الفقهية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية هو من أبرز الدعاة والفقهاء المجددين فى المشهد الفقهي‏,‏ خلال العصر الحديث كما يطلق عليه الكثيرون، يتميز بالوسطية والعلم الغزير والإنتاج الفكرى.. له أكثر من مائة مؤلف وبحث منشور، خاض العديد من المعارك مع مشايخ التيار الإسلامى وبعض علماء الأزهر بعد إصداره عددا من الفتاوى والمؤلفات كان بعضهم يرى انها ابتداع ويرى هو انها تجديد للفتاوى وأثناء حكم الاخوان لم يتوقف الهلالى عن اتهامهم باستغلال الدين والمتاجرة به.. خلال هذا الحوار يتحدث الهلالى عن مستقبل الإخوان والمادة 219 والمادة الثالثة وأهمية رفع الوصاية الدينية للإخوان والسلفيين عن الشعب  بالإضافة إلى عدد من الاسئلة الشائكة وإلى نص الحوار
 

■ كيف ترى الوضع السياسى الحالى؟
رؤيتى بحال مصر أنها الآن تموج ومعنى تموج أى تتحرك فى قواها السياسية المختلفة وفى تياراتها المختلفة إلى أن تستقر بإذن الله والأمل أن تستقر على الوضع الأفضل لمصر دون الوصاية على أحد هذا أمل عندى، لكن ربما ليس كل ما يتمناه المرء يكون أملى وأمل الكثيرين ان تنتهى تلك الأمواج الفكرية العاتية فى مصر منذ 25 يناير 2013 حتى هذا اليوم إلى وضع استقرار دائم يبنى الإنسان المصرى ويحافظ على شخصيته واستقلاليته بعيدا عن الوصاية بالدين أو المتاجرة بالمال لا أتمنى ولا أرجو أن أرى اليوم الذى يعاد فيه انسياق الناس وحشد الناس بفتوى دينية، وأرجو ألا أرى اليوم الذى يقاد الناس ويحشدون للانتخابات والتصويت من أجل الزيت والسكر او حفنة من المال مهما بلغ هذا المال، أتمنى وأرجو أن أرى الإنسان المصرى الفلاح، العامل، والموظف البسيط، واستاذ الجامعة، والقاضى، والصحفى، وكل النخب مع كل البسطاء يقدرون أحدهم صاحبه ويعظمون احدهم صاحبه فى الحق السياسى فى الصوت الانتخابى، فى اتخاذ القرار المصيرى. اتمنى ان أرى اليوم الذى يكرم فيه هذا الإنسان.

■ كيف ترى تحركات الإخوان فى هذا المشهد؟
 الإخوان فى الوقت الراهن حتى الآن وبعد استقرار نسبى فى الوضع السياسى فى مصر ووجود رئيس مؤقت وحكومة تقوم بواجبها، والشعب فى أكثره راضى بالحكومة وصابر على قانون الطوارئ والحظر لساعات معينة من التجوال بنفس راضية من أجل أن يرى الغد أفضل وان يرى المستقبل أفضل خاصة بعد ان لاقى الويلات من فاشية دينية سابقة.

■ هل تقصد بالفاشية الدينية الإخوان؟
 لا احمل الإخوان وحدهم ولكن والمتعاونون معهم.. يتكلمون باسم الدين، يتكلمون باسم الإسلام كأن الحق فى يد من يتكلم اوكأنه يرى الحق المطلق وفى الحقيقة هو بشر مثلى مثله، قوله لن يكون افضل من قول الإمام الشافعى الذى كان يستنبط بذكاء وبعبقرية ولكن بكل تواضع يقول «قولى الصواب يحتمل الخطأ وقول غيرى الخطأ يحتمل الصواب».
. رأينا من يقول «أرى ما لا ترون».. «اعرف ما لا تعرفون».. أصدروا قرارات وقوانين غير قابلة للطعن.. رأينا ذلك، وكان هناك من يصفق، وكان هناك من يفرح وكان هناك من يؤيد.. ورأينا حشد الذى لا ينسى فى تاريخ مصر ولم نر فيه المفكرين ولا النخب التى تضمن سلامة القرار.. وجدنا هذا الحشد الذى يساق بالخطابات الفصيحة والالفاظ الساحرة كما ورد فى الحديث «ان من البيان لسحرا»، وليس فى صوت العقل والمنطق الذى يزن الأمور.. (تحت التأييد لكل الموجودين فى الاستاد).. وكله كان باسم الدين، كل من تحدث كان يتحدث باسم الدين.. أدى إلى خوفنا من المستقبل أن يكون الغد أكثر فاشية.. سيأتى اليوم الذى يحرم فيه الإنسان من ان يخرج فى سبيل ان يجلب لقمة عيشه أو للتعرف على خطيبته أو لممارسة تريضه أو غير ذلك فربما يجد من سيقف فى سبيله ويسأله عن شرعية ما يفعل وربما ما يأخذ الجزاء.. وخاصة وأن دستور 2012 كان فيه مادة تفتح هذا المجال.. وكان هذا هوالخوف من اسلوب هذه الحياة.... فالشعب المصرى فرح بالوضع الحالى وهو تمكين رئيس مؤقت وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا وتمكين مجلس وزراء تم اختياره اختيارا توافقيا واختياره مما يحقق مصالح المستقبل للوضع المصرى فى المرحلة الراهنة إلى حين إعداد الدستور واختيار رئيس الدولة.

■ أعود فأسأل عن موقف الإخوان؟
 لا يزالوان يقاومون ولكن مقاومتهم بدأت تضعف شيئا فشيئا، ولقد وجدنا تجلياً لهذا الضعف فى الحشد خلال الجمعات التى دعوا إليها مؤخرا وقد يدعون فى بعض الأحيان إلى مظاهرات ولا يخرج أحد.

■ تقصد أنه تراجع يتلوه تراجع؟
 نعم ولكن الخوف كل الخوف من الممارسة القذرة، من تفجيرات وغيرها.

■ هل من الممكن أن يلجأ الإخوان لهذا؟
ربما لا يتجهون بأنفسهم ولكن يمكنون من يفعل ذلك، لأن ايدى الإخوان غالبا تحب ان تنظف نفسها ليس بيدها مباشرة وإنما عن طريق وسيط وخاصة تلك العلاقة الحميمية المشهودة تليفزيونيا بين الإخوان وبين حماس، وبين الإخوان وبين اردوغان الذى اقام الدنيا ولم يقعدها حتى الآن.

■ ما تقييمك للسلفيين فى المرحلة الراهنة.. هل هم تطوروا؟
 طبعا تطوروا وانساقوا وراء الإخوان وانسحبوا واستقلوا، وانساقوا وراء الإخوان وانسحبوا وهكذا.

■ وماذا عن الجماعة الإسلامية؟
ـ الجماعة الإسلامية تتواجد مع الإخوان ولم تنسحب حتى الآن.

■ المراجعات التى قاموا بها هل أثرت معهم؟
 ربما أتت بأثر عند البعض ولكن القيادات لم يأت معها، ووجدنا بعض القيادات تتوعد.

■ أى منهج من مناهج الأحزاب التى تقول ان مرجعيتها إسلامية قريبة للفكرة الدينية الصحيحة؟
ولا حزب يصح أن يكون متفقا مع الفكرة الإسلامية الصحيحة، الحزب الذى يتحدث عن المنهج الإسلامى الصحيح هوالحزب الذى يرفع يده الدينية عن الآخرين وليتخاطب الناس بحسب المصالح والمفاسد.

■ هل الإخوان يحتاجون مراجعات؟
 هذا السؤال يوجه لهم وليس لى.

■ انا اتكلم عن الفكر الذى أعلنوه؟
 كل ما فعلوه صحيح بالنسبة لهم، انسان رأى أن طريقه إلى الله هذا البرنامج.. هذه الرؤية بالنسبة لهم صحيحة.
ولكن سبحان الله ده الفقيه بيراجع نفسه مرة بعد مرة ووجدنا أحد ائمة الفقه كان له فقه فى العراق وعندما جاء إلى مصر اسقط فقهه وانشأ فقها جديدا.
وأيضا يجب ألا يتحدث أحد باسم الدين وانما يتحدث لنفسه.

■ كيف ترى تحركات الشارع المصرى الآن مع الإخوان؟
 الناس حشدت حبا لاسم الإسلام وبهذا يتحقق لهم المراد فى انهم كانوا يتاجرون فنجحت التجارة، لكن انفض كثير من الناس بسبب الممارسات غير الإسلامية مثل الكذب الذى صار سمة مثل العند فى اتخاذ القرار، والمسلم سهل، سمحا فى اتخاذ القرار.
وغير ذلك من مقارنة بين الإسلام الذى يدعو إلى عدم القتل، عدم الاستخفاف بالغير، عدم السب، عدم التخوين وبين أفعالهم.

■ كيف ترى الدعم الخارجى الذى شاهدناه للإخوان خلال الفترة الأخيرة من بعض الدول الأجنبية؟
 اعتب كل العتاب على الدولة المصرية التى كانت تعالج هذا الملف منذ 80 سنة والشعب لايعرف شيئا ربما مخابرات مصر تعرف ربما حكومة مصر السابقة تعرف ولكنها لم تكن صريحة فى كشف هذه الحقيقة للشعب حتى يكون الشعب على بينة وبصيرة حتى فوجئ بالتمويل من هنا وهناك الدعم من هنا وهناك، للعدد الذى تم غسيل مخ له بحيث يقلب الحقائق كما ترى بأعداد كبيرة تصل إلى 200 الف على الأقل.

■ هل ترى أن العيب لدى الإخوان فى الفكرة أم فى التطبيق؟
 اعتقد العيب فى الاثنين لوكان الإنسان بكرمه يستطيع ان يكسب أى إنسان.. ولكنهم ما كانوا كرماء.. كانوا انانيين يحبون الخير لأنفسهم لا يثقون إلا فى انفسهم وعطائهم لانفسهم.. كنت اتمنى بعد ان وصلوا للحكم لمدة سنة أن نرى الخير فى اعتبار انهم فدائيون وانهم متطوعون، على اعتبار انهم يقومون بعمل خدمى.. لكن وجدنا غير ذلك.

■ هل الإخوان هم المسئولون عما يحدث فى سيناء؟
 انا لا اعرفه.

■ كيف ترى العلاقة بين الدولة وبين الإخوان مستقبلا؟
 لا لا الدولة مكان يحتضن كل البشر المسلم وغير المسلم، غير المسلم فيه مذاهب المتعصب والسمح، والمسلم فيه مذاهب المتعصب والسمح.. من حق الكل يعيش ولكن ليس من حق أحد أن يفرض رأيه على أحد، ومن حق الدولة أن تحول دون ركوب أحد على أحد.

■ الإخوان ومؤيدوهم يقولون ان ماحدث عقب 30/6 كان انقلابا والبيعة الشرعية كانت للرئيس مرسى.. هل هذا كلام صحيح؟
 هم يتعلقون بهذا ولكن من جمال الإسلام انه فيه رأى والرأى الآخر.. والرأى الآخر يقول انه مانح الشرعية اخذها، فهل يمنع مانح الشرعية من سحبها، أن القاعدة المنطقية تقول صاحب المنح هوصاحب المنع.. فإذا قلت ان الشرعية أخذها من الشعب فالشرعية تعبر عن ارادة الشعب وقد استرد الشعب كلمته وأعلم أن الدكتور بديع المرشد العام للإخوان المسلمين فى عهد الدكتور مرسى هو الذى صعد على المنصة الذى يقف فيها الدكتور مرسى بعد ان نصب رئيسا لمصر وقال له على الملأ سحبت البيعة.. بيعة الإخوان.
هذا دليل على ان أحد الطرفين فى البيعة يستطيع ان يسقط البيعة إذا البيع يجوز الحلول منه على مبدأهم ومذهبهم.

■ من يخرج اليوم فى تظاهرات مع الإخوان يقول انه خارج من اجل الشرعية فهل لو قتل او مات... هل يعتبر شهيدا؟
 مسألة الشهادة متروكة لله عز وجل لكن دعنى أقول لك إن القتل محرم إلا بحق.. من الذى يقرر الحق؟ فى مثل تلك الفتن هناك حق فيه تنبيه حق وحق معلن، الحق المعلن للأكثرين وهى الدولة والحق الذى به شبهة عند المؤيدين لهم والذين يجرون ورائهم عندهم شبهه للشرعية فلو ماتوا ماتوا على الشبهة، وهنا لوقتلوا على الحق الظاهر الذى عند الأكثرين ويجب أن نعبر مسألة الشهادة برفع الحديث عنها لأن أمر الشهادة أمر دينى وهم يستحيل ان يطلقوا على قتلاهم انهم صرعى ولكنهم سيكرمون شهداءهم بل وجد فى رابعة صناديق موجود فيها شهادات تعطى وتمنح للمجاهدين الذين وقفوا فى رابعة اوالذين قتلوا يصفوهم انهم قدموا انفسهم فى خدمة المشروع الإسلامى.. على الجانب الآخر يستحيل ان تجد الجانب الآخر بعد ان يقتله ويستحل قتله لأنه ماسك السلاح أو كان يحمى من كان ماسك السلاح يستحيل ان يطلق عليه أنه شهيد..

■ كيف ترى علاقة الإخوان بالأزهر؟
علاقة الإخوان بالأزهر.. قليلا جدا من أبناء الأزهر تمذهب بمذهب الإخوان أو بمعنى أصح تفرق بفرقة الإخوان، لان تمذهب فيها نوع من الرقى فى الاختيار، والأكثر من ابناء الأزهر لن يضيعوا أوقاتهم ولا عقولهم فى التفرق بفرقهم لكن الدستور 2012 اوجد احساسا بأن هناك رغبة لدى الإخوان فى السيطرة على الأزهر ولقد وضعوا اصابعهم فيه.. رئيس تحرير مجلة الأزهر الاستاذ الدكتور محمد عمارة الذى يدافع حتى اليوم فى قناة الجزيرة وغيرها عن شرعية الدكتور مرسى وانقلابية الحكم عليه.. ايضا الاستاذ الدكتور يوسف القرضاوى الذى افتى فتواه المشهورة، والاستاذ الدكتور حسن الشافعى وآخرون.. مما كبل شيخ الأزهر أن يتخذ قرارا واحدا عن طريق هيئة كبار العلماء فى الشأن السياسى الداخلى بمصر كل البيانات الصادرة بصفته الاستاذ الدكتور احمد الطيب شيخ الجامع الأزهر وليس فى هيئة كبار العلماء ولا مجمع البحوث الإسلامية فهناك خمسة من هيئة كبار العلماء من الإخوان.

■ هل من الممكن ان ينجح الإخوان فى السيطرة على الأزهر؟
كان هذا مخطط الاداء وتحركوا من الداخل.. والطريق الآن يوصل، مجمع البحوث استطاع ان يتخذ قرارات فى خلال سنة الدكتور مرسى برفض الكتب ومنه كتاب من كتبى افتخر بما كتب فيه ونشرته دار الكتب المصرية ووجد مجمع البحوث وقتا ان يدرسه وان يكتب فيه تقارير سيئة ويسىء للكتاب وينشره فى مجلة الأزهر ولكن لم يجدوا وقتاً أن يدرسوا الوضع الداخلى ويتخذوا قرارا لصالح الوطن ولهذا قام الأستاذ الدكتور أحمد الطيب بحماية ماء الوجه للمجلسين «اللى هو رئيسهم هيئة كبار العلماء مجمع البحوث الإسلامية «واصدر بيانات بصورة شخصية لي، كنت اتمنى ان هذه البيانات تصدر من المجمع والهيئة.

■ هل الإخوان مسيطرون على المجمع والهيئة؟
لم اقل مسيطرين... السيطرة للوسطيين، اقسم لك بالله ان السيطرة فى المجمع والهيئة للوسطيين.. السيطرة عدديه، ولكن توجد أصابع واعضاء ذات قوة.

■ كيف ترى مستقبل الإخوان والتيار الإسلامى فى الانتخابات المقبلة؟
. لم يعد لأحد ان يتكهن.. ولكن دعنى اترك ذلك للواقع..

■ العدد تقريبا اللى ممكن ياخدوه يعدى 30%؟
والله صدقنى لا اعرف.. اتمنى الا يزيد عن 10% وتذكر أننا  فوجئنا بالكثير خلال السنتين الماضيتين الذى ما كان احد يحلم ان يرى هذا الوضع فى مصر ولكن المشكلة ان السيطرة فى الجانب الإسلامى ليست فى الأزهر الذى عاش فى مصر 1060 سنة.
نظرا لان الأزهر متجرد ولم يحشد ولم ينفق اما التنظيم السلفى والإخوانى يقوم بالتنظيم والحشد والانفاق.

■ ماذا عن لجنة تعديل الدستور والمادة 219 والمادة 3؟
عمل اللجنة مستمر وفى نظرى اللجنة تقوم بفرض كفاية اى نخبة من المصريين يقومون بهذا الواجب يكفى لكن المريح فى اللجنة انها صنوف متعددة وهو ما يجعل ما يخرج منها متزنا.
اما المادة 219 «متناقضة وغير علمية وتورث العقم الفقهى وظالمة، وهوما يستوجب حذفها واعتبارها كأن لم تكن من الأساس».
فهذه المادة جاءت مفسرة للمادة الثانية للدستور المعطل، وهى مادة بها «غموض وتناقض»، وجاءت لتخدم أغراضًا معينة على الرغم من أن مبادئ الشريعة الإسلامية معروفة للجميع، وهى معلومة من الدين بالضرورة، فلا أحد يجهل مبادئ الإسلام المتمثلة فى «العدل والمساواة والحرية وحفظ الضرورات الخمس من الدين والنفس والعقل والعرض والمال».
ودعنى اقول لك أن هذه المادة كل ما ورد بها تعقيد بمصطلحات وشروط فقهية خلافية غامضة، فالمادة أدخلت المجالس التشريعية فى مسائل فقهية شديدة التعقيد.

■ وماذا عن المادة الثالثة التى يثار الخلاف حولها والتى أقرت باستبدال فقرة «المسيحيين واليهود» بـ«غير المسلمين»؟
فى المرحلة الحالية التى تمر بها مصر قد يكون من الافضل بقاء المادة كما هى وربما يستوعب الشعب تغييرها فى المستقبل لان الإسلام يجيز التعامل والعيش مع كل البشر حتى من غير أهل الكتاب ووجهة نظرى الشخصية يجب ان ينأى الدستور عن الدخول فى التفاصيل التى تجزء وربما الناس فى مصر متعايشة ولا يتدخل أحد فى شرائع أحد ولكن بعد فترة قد تحدث هذه المادة فتن طائفية وهذه المادة رغم تعايش المصريين مع غيرهم منذ زمن بعيد لأول مرة نجدها فى دستور 2012 المعطل وهذه وجهة نظرى الخاصة.

■ كيف ترى مستقبل الإخوان؟
حال الإخوان وعودتهم  للشارع مرة أخرى مرتبط بتحديد اهدافهم وعدم التعامل بالوصاية الدينية مع الناس.. بمعنى ادق أقصد تحرير هدفهم فى خدمة المجتمع فى التعليم ومساعدة المحتاجين والنصح فمن هذه الزاوية يقبلهم المجتمع وإذا أرادوا السياسة فعليهم ألا يتاجروا بالدين وان يقدموا برنامج واضح للناس يحدثهم عن المصالح والمفاسد فالتجارة بالدين للوصول إلى السلطة هى أخس الطرق فالمسلم يعيش بإسلامه ولا يشترط وصوله إلى السلطة فهناك مسلمين فى الصين وجنوب أفريقيا وأمريكا ولم يضرهم ان الحاكم مسلم أو غير مسلم.

■ ومالذى يريد أن يقوله د.سعد الهلالى الآن؟
 كل ما أتمناه من الناس الا ينجرفوا وراء من يحارب حر قذرة مثل الشائعات التى تحاك بالمصريين... اتهام فلان أنه علمانى، ليبرالى، اخوانى مثل هذه العبارات التى يراد منها الوصول لغرض شخصى اتمنى من المصرى ان يفقه فول الله عز وجل «الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لهم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء».. لا يصح للانسان ان ينجرف وراء تلك الشائعات المغرضة الصادرة من من ينسق من نفسه وصيا دينيا او مفوضا من الله عز وجل، وليعلم كل إنسان أنه صاحب قرار فى دينه، وان ابسط البسطاء يمكن ان يكون فى مرتبة عند الله اعظم من كثير من الشيوخ.