الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء: إسرائيل تخشى تكرار «أكتوبر».. والاحتفالات ستكون الأعظم بعد رحيل الإخوان




كتبت - دنيا نصر 
تحتفل البلاد بمرور 40 عاما على انتصار الجيش العظيم فى حرب العاشر من رمضان نتج عنها تحطيم أسطورة الجيش الذى لا يقهر واستعادة سيناء من قبضة العدو الإسرائيلى فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات.
الانتصار العظيم فى السادس من أكتوبر عام 1973 وعبور القناة وكسر الحاجز الترابى «بارليف» هو ذكرى تحطيم كل مستحيل على يد رجال جلبوا النصر لمصر جيشا وشعبا.
العزيمة والثقة الكاملة والروح المعنوية العالية وعنصر المفاجأة هى عناصر النصر فى ملحمة مازال العالم يقف امامها عاجزا حتى الآن.

 

نصر أكتوبر اعتمد على الشباب من المجندين والضباط.. وعلى الأجيال المقبلة أن تعرف تاريخها المشرف. عن طريق مناهج التعليم ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى وتفتخر بانتصار بلدهم على العدو الغاشم.
وحول ما تمثله حرب أكتوبر المجيدة للجيل الحالى من الشباب المصرى يؤكد د. محمود كبيس عميد كلية الحقوق جامعة القاهرة أن حرب أكتوبر هى تاريخ مصر ونقطة تحول مهمة فى تاريخ البلاد فهى من أخطر وأشرف المراحل التاريخية التى مرت على مصر، حيث شهدت انتصارات للجيش المصرى امام العالم اجمع فى اعظم حرب عرفها الوطن العربى، ويقول كبيش: إن حرب أكتوبر هى إحدى جولات الصراع العربى الإسرائيلي، حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة العدو على جبهتين فى وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان التى سبق أن احتلتهما إسرائيل فى نكسة 1967 ، إذ ان الحرب بدأت وانتهت وانتصرت بدماء شباب مصر فهؤلاء الجنود نراهم فى اجيال المستقبل القادم الذين عادوا بثورتى 25 يناير و30 يونيو واللتان مثلتا للعالم العربى رؤيته فى هذا البلد التى لم تخيب.
وعن غياب تاريخ حرب أكتوبر فى بعض الكليات، ناشد كبيش جميع الكليات العلمية والادبية المعرفة التاريخية لهذا البلد من خلال المجلس الاعلى للجامعات  اضافة الحروب التاريخية التى حدثت على مدار السنين منذ بدء الخليقة لثقافة اجيالنا لزيادة العبقرية المصرية التى تميز الشباب المصرى واعطائهم دورا مهما فى العمل السياسى، لان الجيش فى نصر أكتوبر اعتمدت على شباب من المجندين والضباط، حيث ان الاجيال المقبلة يجب عليها ان تعرف تاريخها السياسى المشرف وعرضه من خلال وسائل الاعلام والوثائق والمراجع التاريخية والندوات وقصور الثقافة وشبكات التواصل الاجتماعى لان هؤلاء الاجيال يعبرون عن افكارهم وآرائهم السياسية بسهولة من خلال تلك الوسائل بالاضافة الى انهم على وعى كامل لما يحدث على الساحة السياسية ومن هم اعداء حرب أكتوبر ومن قام بقتل قائد حرب أكتوبر ودماء الذين راحوا فى هذه الحرب، بجانب انهم يستنكرون ما تقوم به كل فئة ضالة تريد العبث بهذا البلد، مشيرا الى ان استخدام هذه الوسائل التواصلية بين الشباب ستمحى أى انقسامات بينهم ولن تخلق اراء مختلفة بل العكس فآراؤهم ستصبح واحدة من خلال معرفتهم لتاريخ بلدهم المشرف العظيم .
واضاف كبيش ان ما قام به الجيش المصرى فى حرب أكتوبر ما هو الا معجزة وكسر حاجز ترابى مفخخ كانت تروج له إسرائيل لتتوغل اراضى سيناء وكان لابد من اقامة اتفاقية سلام لاسترداد شبه جزيرة سيناء وهزيمتهم امام مصر بجيشها وشعبها .
اللواء: احمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية وأحد ابطال حرب أكتوبر شدد على ان هذه الحرب اسقطت كل مستحيل وحطمت غطرسة اسطورة الجيش الذى لا يهزم فاستفاق العقل والفعل والاعداد والتخطيط والمفاجأة وتحول الى شق صدر الهزيمة من خلال الارادة الحرة التى جعلت الجيشين المصرى والسورى يكتبان التاريخ بمداد من ذهب عند خط بارليف على أيدى رجال جلبوا النصر لمصر .
اللواء عبد الحليم أوضح ان هذه الحرب ما هى الا حرب تصحيح المسار واعادة اشراقها من جديد من خلال النهضة والنجاح العظيم الذى حققه لنا جيشنا المشرف فى جميع انحاء العالم ، حيث كان شعارنا الجيش والشرطة فى خدمة الشعب وبعد نصرنا فى الحرب وما حققه شبابنا فى الثورات التى قام بها بعد حرب أكتوبر اصبح شعارنا الجيش والشرطة والشعب ايد واحدة .
وعن مقارنة حرب أكتوبر بثورة 25 يناير قال اللواء اننا اثناء حرب أكتوبر 1973 كانت هناك دولة تحارب الاخرى وكان جيشنا العظيم يحارب من اجل استرداد هذا البلد وتطهيره من الاحتلال بينما فى 25 يناير ثورة قام بها الشباب المصرى الواعى وسرقت منه واعادوا تصحيحها بعد اخذ خبرته السياسية فى 30 يونيو واعاد بناء هيكلة جديدة لهذا البلد من خلال ازالة حكم الاخوان والقضاء على الارهابيين الذين يصرون على اخذ ارض سيناء حتى الآن ولكننا خيبنا آمالهم بعزيمتنا وقوتنا، مشيرا الى ان القوات المسلحة كما انتصرت فى حرب أكتوبر 1973 انتصرت فى 30 يونيو كاستجابة لمطالب الشعب .
واضاف: «القوات المسلحة دائما تخدم مصر من خلال حمايتها الامن القومى للبلاد فى الداخل والخارج ، فالشعب المصرى يثق فى جيشه ثقة عمياء بعد ان حقق النصر لمصر فى حرب أكتوبر».
واشار الخبير العسكرى الى اهم دروس فرسان النصر فى حرب أكتوبر هى الارادة الشعبية فهى اهم اسباب تحقيق الهدف بجانب التخطيط والتوازن العسكرى والاستراتيجى ووضع القوة العسكرية فى اطار سياسة الدولة وتجميع الناس على هدف واحد .
واكد اللواء عبد الحليم ان الاحتفال بحرب أكتوبر هذا العام سيكون من اعظم الاحتفالات التى كانت تشهدها مصر قبل حكم الاخوان مقارنة لما حدث فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى وحضور قاتل قائد قوات حرب أكتوبر الرئيس الراحل انور السادات عبود الزمر، مضيفا ان هذا العام سوف نرى الاحتفالات فى الشوارع والميادين ووسائل الاعلام وبانوراما حرب أكتوبر كما كان يحدث من قبل .
اللواء احمد بلال الخبير الاستراتيجى والعسكرى واحد ابطال حرب أكتوبر أكد ان حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل ازال الغبار عن العيون واظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها ، فهذه الحرب اظهرت اننا الاقوى بين دول العالم ، ففى 1973 قرر الرئيسان المصرى أنور السادات والسورى حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التى خسرها العرب فى حرب 67م حيث كانت الخطة ترمى إلى الاعتماد على المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية فى التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث كانت المفاجأة صاعقة للإسرائيليين.
وقال اللواء بلال «يجب على العالم جميعه ان يعرف حقيقة حرب أكتوبر المظلومة وعبورها ودم شهدائها وكفاح شعبها ، فلو كانت إسرائيل تعلم ساعة الصفر ومستعدة استعدادا كاملا كانت قوات جيشنا هزمتهم ايضا لان العزيمة والتخطيط السليم للمعركة والثقة الكاملة والروح المعنوية العالية للجنود المصريين كانت تفوق جميع الحدود بابداعها وصدقها الذى ظهر على جيشنا المشرف، حيث لا يوجد فضل لسلاح على اخر فى تحقيق النصر الذى شاركت فيه جميع الاسلحة والقادة والجنود والشعب فى ملحمة ما زال العالم يقف امامها عاجزا حتى الآن» .
الخبير الاستراتيجى أوضح ان إسرائيل لديها مخاوف من تكرار حرب أكتوبر حيث إن تأثير هذه الحرب ما زال كبيرا وجاءت بنتائج ايجابية على الشعب المصرى قائلا «ان إسرائيل بعد هذه الحرب اعلنت انهزامها كليا واعترفت بدور القوات المدفعية والبحرية وجهاز المخابرات المصرية فى تحقيق نصر أكتوبر وان الجيش الإسرائيلى تحول الى مجموعة من الجبناء بعد هزيمته امام الجيش المصرى.