الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الغرب يتجاهل انتصار أكتوبر وأفلام إسرائيلية تنسب النصر لها




 كتبت - آيه رفعت

فى الوقت الذى تهتم فيه السينما العالمية بمناقشة حيثيات وتاريخ الحروب العظمى فى العالم تتعمد دول العالم الغربى تجاهل انتصار اكتوبر خاصة فى أفلامهم الروائية وذلك لعدم جرح مشاعر دولة إسرائيل خاصة وأن أغلب القائمين على شركات الانتاج والتوزيع الكبرى بهوليوود معظمهم من اليهود.
وقد أكد النقاد عدم وجود أفلام روائية تناولت حرب اكتوبر وانتصارها بشكلها المباشر وذلك لاخفاء قيمة هذا الانتصار الذى غير خريطة العالم بالاضافة إلى حيثيات الحرب التى أثرت على العالم بأكمله من خلال أزمة البترول العالمية المشهورة وقتها والتى لعبت دورا كبيرا وهاما فى التأثير على كل الدول بما فيهما الولايات المتحدة نفسا وذلك بعدم أغلنت دول الخليج المصدرة للبترول فى هذه الفترة مقاطعة كل الدول التى تدعم موقف إسرائيل.
وقد أكد الناقد طارق الشناوى أن أغلب الأفلام غير المصرية التى تم تقديمها حول حرب أكتوبر كانت بالسينما الإسرائيلية والتى كانت طرفاً فى المعركة حيث قال: «إسرائيل تقدم المعركة على أنها الدولة المنتصرة فتعرض وجهة نظرها حول الحدث وامكانيات قيادتها وجيشها فى ذلك الوقت والدعم الخارجى لها.. ولكن الأفلام العالمية لم تتناول الحرب من خلال وجهة النظر السائدة واكتفوا بنقل الحدث الأكثر حول معاهدة السلام العالمية وهذا هو الحدث الذى يحتفى به الغرب ويعتبره من انتصارات السياسات العالمية وليس انتصار الحرب نفسها وأنها لا تهمهم فى شىء.. لكن الأفلام الوثائقية هى التى اهتمت بشكل اكبر على تقديم المعاهدة اشارات للحرب وموقف السادات وقتها لكن الروائية لم تكن تهتم بالحدث نفسه حتى تذكره. كما تم تقديم بعض الأفلام التسجيلية التى رصدت حالة الحرب ضمن سرد قصة حياة بعض الزعماء ومنهم السادات وإسماعيل فهمى».
واضاف الشناوى أنه ليس معنى عدم التطرق لموضوع الحرب فى الأفلام العالمية هو تجاهل من الغرب لها خاصة وأنه كان انتصارا عالميا عظيما وتمت تغطيته فى وسائل الإعلام العالمية وقت حدوثه لكن ذكره حاليا لا يعنى لهم أى شىء.
بينما قالت الناقدة ماجدة موريس السينما العالمية تهتم فقط بما يخص الولايات المتحدة حيث يتم مناقشة حرب فيتنام وما يخص المخابرات الأمريكية فى بعض الدول مثل إيران وغيرها من الأمور التي تمس الأمن الأمريكى بشكل مباشر وكانت لها دور بارز فيها.. واضافت قائلة: «رغم كون امريكا طرفاً غير مباشر فى الحرب إلا أن الأفلام التى قدمت كانت فى الأغلب تسجيلية وكانت تدور فى إطار دعم الموقف الإسرائيلى حتى فيلم «السادات» الذى تم تقديمه قديما حول مرحلة الحرب كان به جزء كبير عن جولدا مائير وبعض القيادات الإسرائيلية ودورهم المهم فى الحرب ومعاهدة السلام.. وكذلك الأفلام التى قدمتها إسرائيل نفسها عن الحدث والتى كانت تهتم بتأثير الحرب نفسيا على المجتمع هناك وعلى جيشهم وتحدياتهم أثناء الحرب ضدنا وقتلاهم وغيرها من الموضوعات التى تمت مناقشتها من وجهة نظرهم الخاصة.
وأكدت موريس أنه من الغريب انتقادنا لعدم وجود فيلما عالميا يتحدث عن انتصارنا الخاص بنا ونحن الأجدر أن نتحدث عنه حيث أنها ترى وجوب تحرك مصر نفسها لتقديم عمل عالمى ذى جودة عالية وميزانية كبيرة يصل لجميع الدول لتعريف العالم بهذا النصر العظيم الذى حدث لمصر والتى تعد من أهم الدول العربية.
الناقد عصام زكريا يرى أن الغرب قد اهتم بتاريخ الحرب من خلال الأفلام الوثائقية فقط والتى تقوم ببعض القنوات الوثائقية الاخبارية المهمة بتقديم أفلام عنها حتى الآن مثل قناة الـ bbc والـ cnn و discovery حيث يجد أن هذه القنوات تهتم عادة بتقديم سلاسل عن خلفيات ودوافع الحروب العالمية الأشهر وبالطبع من بينها حرب السادس من أكتوبر. وأضاف قائلا: «لا يمكننا الحكم على هذه الأفلام التى قدمت بأنها ذات وجهة نظر موالية لإسرائيل لأن هناك الكثير منها يهتم بسرد قصة الحرب نفسها ويتناولها من الناحية العسكرية ودورها فى أزمة البترول العالمية التى حدثت أثنائها كما أنها تبحث عن النتائج والأسباب وغيرها من النقاط التى يكون فيها الرأى محايدا وفقا لرأى التاريخ. وغير هذا لم يكن هناك أفلام روائية مخصصة لحرب أكتوبر وإذا ذكرت فى أحد الأفلام يكون هذا بشكل عابر وليس رئيسيا.. إلا فيلما واحدا كان روائياً تليفزيونياً تم انتاجه فى الثمانينيات وكان عن حياة الرئيس الراحل «أنور السادات» ومنذ أن تم تقديمه لأول مرة وهو يثير حالة جدل واسعة خاصة وأنه يركز على معاهدة السلام.