السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختطاف المظاهرات






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 28 - 01 - 2011



تمنيت لو استمرت مظاهرات يوم الغضب أو يوم الإرادة في إطارها السلمي الذي بدأت به في مطلع يومها الأول، حيث امتدت أكبرها من دار القضاء حتي البرلمان، لكن الإصرار علي المزايدة وعدم وجود خطة للتظاهر وبالتالي الأسهل هو تقليد النموذج التونسي، بمعني أن الغرض الأول الوصول إلي وزارة الداخلية، لأنها كانت مثار الأحداث التونسية.. ومن هنا انعوجت الأمور ودنست المظاهرة واحتدمت المواجهات مع الأمن فوقع ضحايا ومصابون.
لماذا لا نتظاهر أيا ما كانت قوة المظاهرات ولكن في الحدود التي لا تحول المظاهرات إلي أعمال عنف وفوضي وشغب ونهب وإحراق كما حدث في السويس التي تحولت أحياء منها إلي مناطق دمار بتحريض من قوي غبية ودنيئة لا تهدف إلي أي تغيير لأنها تتربح من هذه الحالة المتوترة، فتتربح من المتظاهرين والمسئولين؟!
ويبدو أن الأمور لا تتجه إلي الهدوء، وبالتالي فمن حق الأمن أن يزيد حالة المواجهة، فليست مصر تونس.. والمعارضون يدركون ذلك قبل الموالين، فاختلاف هائل بين القدرة السياسية والأمنية، في البلدين.
المعضلة أن هناك من يحاول اختطاف المظاهرات من هؤلاء الشباب الذين خرجوا دون وعي بدعوات فيس بوكية وتويترية، فالإخوان والقوي السياسية غير الشرعية وحتي العصابات الانقلابية والخارجين علي القانون يركبون الموجة ضد كل ما هو مصري لا خاص بالنظام أو غيره.
والتحذير كل التحذير من ذلك.. فلا يمكن أن تصبح مظاهرة شبابية سياسية، وأنا أقف مكتوف الأيدي، لأن الاستقرار في دولة كبيرة مثل مصر لا يحركه بضعة شباب، حتي ولو كانوا علي حق، لأن الأمور التونسية شاهدة علي أن الفوضي هي المسيطرة الآن.. والإسلاميون اقتربوا كثيرًا، والساحة المصرية الآن للأسف تسيطر عليها شائعات ضارة سياسية واقتصادية واجتماعية، من نوعية الهروب بالطائرات وتهريب الأموال والتعديلات الوزارية في تقليد أعمي وكأننا في لعبة لا واقع سياسي.
«البرادعي» زايد علي هذه «اللعبة» وادعي أنه عاد للمشاركة فيها رغم أنه مقرر عودته منذ نحو الشهر في هذه الفترة، والأغرب أن البعض استمع لهذه الأقاويل وصدقها.
نحلم جميعًا بتواصل إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية لمصرنا لكن ليست بهذه الطريقة، فحتي لو كنتم «صح» لن أقف معكم.. وأطالب الأمن باستمرار ضبط النفس مهما كانت الاستفزازات، وبالمناسبة لست «أمنجي» كما وصفني البعض علي صفحتي في الفيس بوك، لكني أري أن هذا هو الصالح العام.