الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

من «العروبة» للتحرير






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 04 - 03 - 2011



منذ البداية.. وحتي قبلها، موقفي واضح من الثورة والنظام السابق، حتي لا يصدعني أحد ببعض المزايدات التي أصمت آذاننا وتعبت أنظارنا هذه الأيام، فبالتأكيد نترحم علي أي مصري يسقط في مثل هذه الأحداث التاريخية إن كان في صفوف الشباب أو الشرطة أو الجيش، وحتي هؤلاء الأبرياء الذين سقطوا في الأحداث الليبية، وأحيي أيضًا هذا الشاب المنسي «خالد سعيد» الذي أصابنا التعامل اللاإنساني معه بالقرف والاستهجان علي جهاز من المفروض أنه يوفر لنا الأمان لا يسلب منا الكرامة.
لكن وبعد هذه المقدمة الضرورية جدًا، التي تأخرت كثيرًا ورقيًا علي الأقل، أنني طالما عبرت عنها الكترونيًا كان من الملح بالنسبة لي أن أكتب هذه المقالة، بعدما اخترت عهدًا بعدم الكتابة اعتراضًا علي سير الأحداث ومحاولات سرقة الإنجازات لتيارات بها تسيء لأحلام المعترضين ومن قادوا أحداث يناري، فالكل الآن يعترض علي ثورة 25 والبعض الآخر يتحدث عن ثورة مضادة في تبرير الاتجاهات الثورة السلبية، لكنه يرفض المصارحة برأيه حتي لا يبدو ضد الثورة، بعدما أراد البعض تحويلها إلي كيان ديكتاتوري جديد بعدما عانينا كثيرًا مع النظام السابق.
فلقد فوجئت باستسلام د.أحمد شفيق رئيس الوزراء المستقيل لدعاة المظاهرة المليونية اليوم بميدان التحرير، حتي لا يكون سببًا في زيادة معاناتنا من ضياع الأمن وانعدام الاستقرار، فهل هذا الرجل المحترم لا يستحق أن يستمر في منصبه لكونه فقط ألقي اليمين أمام مبارك، وهل لو كان استقال وألقي اليمين أمام المشير طنطاوي، ستتركونه في حاله لنعيد بالفعل بناء مصر، ولا نكتفي بشعارات فقط.
إلي متي يحكمنا ميدان الثورة بتعنت وتوجيه تيارات سياسية ودينية بعينها، وهل بناء مصر الجديدة، يعني أن نخرب الحالية لنبني من أول وجديد علي أطلال الدمار، الذي بالفعل نعيش فيه حاليًا، لمن لا يعرف لم يبق في احتياطي القمح سوي شهرين، وأسعاره تضاعفت في الأسواق العالمية، مثل البترول، وهناك مشاكل في دفع الرواتب، وتراجع خطير في الاستثمارات الأجنبية، وزيادة التضخم وتضاعف عجز الموازنة، هل تخلصنا من مصر مبارك الفاسدة لنقع في مصر أخري مدمرة خاصة بعد تفاقم أزمة حوض النيل.. ربنا يستر.