الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لا .. للترقيعات الدستورية .. ولا .. للمقاطعة






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 18 - 03 - 2011



هناك حالة من الاتفاق العام علي أن الوقت ليس مناسبا بالمرة لاستفتاء بخطورة استفتاء الغد حول "الترقيعات" الدستورية، كما أن هناك توافقاً من مختلف القوي السياسية علي وضع علامة "صح" في خانة "لا".. من أجل فرصة حقيقية للجميع للتحاور حول دستورنا الجديد الأصلح ، الذي نعالج فيه أخطاء الماضي، دون فوبيا من المساس بالمادة الثانية، الذي يستخدمها الآن الإسلاميون "فزاعة" عند الحديث عن الدستور الجديد، فيحولون القضية إلي طائفية، رغم أنها أعمق من ذلك.
لكن كيف نفكر أساسا، في هذه القضية المصيرية، ولاتزال العصابات تعربد في شوارعنا وممتلكاتنا في عز الظهر، دون أدني تدخل من الجهات المعنية، ولاتزال أيضا مؤسساتنا وشركاتنا معطلة من الاحتجاجات العمالية والفئوية، ولاتزال أيضا الأحزاب مشغولة بترتيب البيت من الداخل بعد صدمات الثورة عليهم، والتي لم تقل كثيرا عن الحزب الوطني، الذي يتمالك نفسه مع الوقت خاصة بعد فصل مبارك، تلك الخطوة التي غسلت سمعته قليلا في الشارع .
لست مقتنعا بشكل كبير بأنني يجب أن أقول "لا"، لأن الإخوان يساندونها، رغم خطورة دعم الجماعة الفائزة بالشرعية بعدما كانت "محظورة" عقب ركوبها موجة الثورة ، فالأهم هو تقييم الأمر برمته، وإلا لو كان هذا الدافع الوحيد ، فأنا بمعارضتي للترقيعات، ولن أقول التعديلات الدستورية، فإنني أدعم الرؤية الأمريكية، علي الأقل المعنلة، والتي تشترط رفض الترقيعات لزيادة المساعدات.
ولا أريد الحديث عن تحفظاتي علي الترقيعات ، والتي منها علي سبيل المثال لا الحصر ، الأربع سنوات التي يريدونها كفترة للرئيس ، أي أنه لن يشهد حتي تنفيذ خطة خمسية، وأعجبني جدا رئيس نادي القضاة المستشار الزند، عندما علق علي ذلك أن مصر ليست النادي الأهلي، ويدور حتي الآن جدل حول هل تكون الولاية الرئاسية خماسية أم سداسية، فما بالك بباقي المقترحات؟!، ومنها تعيين أم انتخاب نائب الرئيس، وأتصور أنه لن يكون هناك توافق إلا علي إلغاء حالة الطوارئ بمادتها الدستورية .
ولهذا .. أنا أدعو المصريين أن يخرجوا غدا جميعهم، فالمشاركة مهمة جدا، ويقولوا "لا" للترقيعات الدستورية.
«موقعة الجمل الصحفية»
يشغلني جدا اهتمام الجهات المعنية بملفات الفساد المالي أكثر من الفساد السياسي، والذي أراه أخطر وأخطر ، وسعدت جدا عندما بدأت التحقيقات التي تأخرت كثيرا في موقعة الجمل والخيول الشهيرة بالتحرير، تؤتي ثمارها وتفضح أسراراً كشفنا عن بعضها في مجلة وجريدة «روزاليوسف» فور وقوع الأزمة، لكن هناك موقعة شبيهة في الاسم علي الأقل في حاجة لوقفة أيضا ودون تأخير، إنها "موقعة الجمل الصحفية"، والتي خلق من خلال "يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء في اعجز حكومة مصرية رغم ثورة الشباب، أزمات خطيرة في الشارع الصحفي كنا في غني عنها ، لو كان هناك مدير مناسب للملف.
ولم يقف الأمر عند ذلك بل تجاوز إلي أن تحول الرجل مع الوقت إلي ماكينة تصريحات لا تتوقف ، وكأنه أمسك الميكروفون ولا يريد ان يتركه، وما يلبث أن يتراجع عنه خلال ساعات، وكان طبيعيا أن يضعف من موقف من يساندهم حتي أنهم يتهربون منه الآن، بل يهاجمونه بعدما كانوا يتملقونه، لأنه أضاع حلم عمرهم.