الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قادة أكتوبر1 أحمد بدوى.. بطل الصمود فى «الثغرة»




لكل عصر رجال.. وعند الشدائد تظهر معادنهم.. فلم تكن ثقة الرئيس الراحل السادات ومن قبله عبد الناصر فى تحقيق النصر، إلا انعكاسا لقادة يثقون فى أنفسهم وبرهنوا على شجاعتهم.. بل إن الثقة تمتد إلى من القادة إلى الجنود والأفراد.. وبالمثل من الأفراد والجنود إلى القادة.. فالدروس المستفادة من حرب بأكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم.. أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها، فالانتصار الهائل الذى تحقق فى السادس من اكتوبر.. هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية، مثلت مفاجأة تامة للإسرائيليين.. حققت المستحيل.. فالقائد لن يكون ناجحًا إن لم يكن تابعوه على نفس قدره ومهارته، فى رحاب قادة يوم النصر العظيم.. نطالع السطور التالية... 
المشير أحمد بدوى سيد أحمد وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة الاسبق وأحد قادة حرب أكتوبر المجيدة. ولد فى الإسكندرية، فى 3 أبريل 1927، وتوفى فى 2 مارس 1981 فى حادث تحطم مروحيته الغامض.
تخرج فى الكلية الحربية عام 1948 (دفعة 48). اشترك فى حرب سنة 1948، قاتل فى المجدل ورفح وغزة والعسلوج. عين بعد الحرب مدرساً فى الكلية الحربية، ثم أصبح مساعداً لكبير معلمى الكلية عام 1958.
سافر فى بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفيتى لمدة ثلاث سنوات، حيث التحق بأكاديمية فرونز العسكرية العليا، تخرج بعدها حاملاً درجة «أركان حرب» عام 1961.
بعد حرب يونيه 1967 صدر قرار بإحالته إلى المعاش، واعتقل لمدة عام على خلفية التخوف من دفعة شمس بدران وزير الحربية أثناء حرب 1967 إلى أن تم الإفراج عنه فى يونيه 1968، والتحق خلال تلك الفترة بكلية التجارة، جامعة عين شمس، وحصل على درجة البكالوريوس، شعبة إدارة الأعمال، عام 1974.
وفى مايو 1971 أصدر الرئيس محمد أنور السادات قراراً بعودته إلى صفوف القوات المسلحة، والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا فى عام 1972، حيث حصل على درجة الزمالة عام 1972. ثم تولى منصب قيادة فرقة مشاة ميكانيكية.
استطاع مع فرقته عبور قناة السويس، إلى أرض سيناء، فى حرب أكتوبر 1973، من موقع جنوب السويس، ضمن فرق الجيش الثالث الميداني، وتمكن من صد هجوم إسرائيلي، استهدف مدينة السويس.
عندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة، على المحور الأوسط، اندفع بقواته إلى عمق سيناء، لخلخلة جيش العدو، واكتسب أرضاً جديدة، من بينها مواقع قيادة العدو، فى منطقة عيون موسى جنوب سيناء. ولما حاصرته القوات الإسرائيلية، استطاع الصمود مع رجاله، شرق القناة، فى مواجهة السويس،
فى 13 ديسمبر 1973، رقى إلى رتبة اللواء، وعين قائداً للجيش الثالث الميداني، وسط ساحة القتال نفسها.
فى 20 فبراير 1974، وبعد عودته بقواته، كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى مجلس الشعب ومنحه نجمة الشرف العسكرية.
وفى 25 يونيه 1978، عُين اللواء أحمد بدوى رئيساً لهيئة تدريب القوات المسلحة. ثم عُين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة فى 4 أكتوبر 1978، وصار أميناً عاماً مساعداً للشئون العسكرية فى جامعة الدول العربية. ورقى لرتبة (الفريق) فى 26 مايو 1979. عُين وزيراً للدفاع وقائداً عاماً للقوات المسلحة، فى 14 مايو 1980.
فى 2 مارس سنة 1981، لقى الفريق أحمد بدوي، هو وثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، مصرعهم، عندما سقطت بهم طائرة عمودية، فى منطقة سيوة، بالمنطقة العسكرية الغربية، بمطروح. أصدر الرئيس أنور السادات قراراً بترقية الفريق أحمد بدوى إلى رتبة المشير وترقية رفاقه الذين قضوا معه إلى الرتب الأعلى فى نفس يوم موته، واعتبارهم شهداء الوطن.
وهناك شكوك كبيرة حول وفاته هو وثلاثة عشر قائدا من كبار ضباط اقيادة القوات المسلحة وهم:
وقد شيعت جنازة المشير أحمد بدوى وزملائه، يوم الثلاثاء 3 مارس سنة 1981، من مقر وزارة الدفاع، فى جنازة عسكرية يتقدمها الرئيس محمد أنور السادات.