السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فتح البرلمان».. بعد «غزوة الصناديق»






إسلام كمال روزاليوسف اليومية : 25 - 03 - 2011



عفوًا حتي لو أهدروا دمي علي هذه الكلمات فلن أتراجع عن موقفي ضد هؤلاء المتمسحين في الدين، الذين يدعون أنهم السلف، وهم أبعد ما يكونوا عن السلف الصالح والسلفية المعتدلة، والخطورة رغم ذلك في أنني لست وحدي الذي استسلمت واستعديت للهجرة مثل غيري من زملائي المسلمين والمسيحيين، الذين لا يريدون أن يدخلوا في معارك واهية، مؤكدين أنه من الأصلح للبعض علي الأقل أن نترك الساحة لهؤلاء المتطرفون حتي يدفع من تركهم يعيسون فسادًا في أرض مصر، الثمن، متناسيًا أننا قد جرحت حناجرنا من كثرة التحذير، من هؤلاء الغيلان الذين ترقبوا فترة ما بعد الثورة حتي يفعلون ما يحلو لهم في هذا المجتمع الذي يفتقر إلي الثقافة والتدين الصحيح، ويقوده جهله إلي أحضان هؤلاء المتطرفين الجهلة.
فالطريق الذي فتحه الإخوان بتحالفهم مع الإسلاميين والسلفيين والصوفيين، لن ينتهي بما أسماه هذا المدعو محمد حسين يعقوب «غزوة الصناديق»، لن ينتهي بما يمكن أن يسميه «فتح البرلمان» علي طريقة «فتح مكة»، ولن يستريح هؤلاء إلا لو وجدوا أصحاب الذقون والمنتقبات يحتلون كراسي البرلمان التي كان يسيطر عليها قبل ذلك «المزورون».
ويللا الخسارة فإننا قضينا علي المزورين حتي نقع في يد هؤلاء المتطرفون، والأخطر من ذلك هو استخدام لفظة «غزوة»، التي تعني في التراث الإسلامي هي الأحداث المسلحة التي شارك فيها الرسول «عليه الصلاة والسلام»، وبالتالي هم يتمسحون في النبي الأمين، ومن جانب آخر يشيرون إلي عدم استبعاد استخدام السلاح في مواجهتهم السياسية التي انطلقوا إليها بعد فترة كبيرة من كذبهم بدعاء أنهم لن يعملون بالسياسة، بمعني أن مواجهاتهم مع منافسيهم في الانتخابات البرلمانية لن تخلوا من استخدام الأسلحة بأنواعها المختلفة، ومن الطبيعي أن نري في شريط الأخبار، أنباءً حول هجمات الملتحين وحتي المنتقبات علي أنصار منافسيهم بدعاء ارتكابهم آثامًا ينبغي أن ينفذ الحد عليهم فيها، فيقطع يد من يقف ضدهم ويهدر دم من يناؤهم، ويطالب آخر بالاستتابة لأنه قال فيهم رأيًا معارضًا.
لكن في الجانب الآخر نرفض كل الرفض بالطبع هذا التطرف الذي ظهر في الصفوف المسيحية، علي شاكلة التطرف لا يولد إلا تطرفًا، ونرفض أيضًا التطاول هذا المدعو يحيي الجمل علي الذات الإلهية بفظاظة شديدة، وعدم وعي.
لكن الساحة المليئة بالحريات الآن يبدو أنها تحولت إلي ساحة للبلطجة والتطرف والتطاول، ولغتها الأساسية التي لا يفهم غيرها هي غياب الأصول والمعايير في كل المجالات، ولا أتصور أن الثورة التي قامت وضحت ببعض الشهداء لا تهدف إلي ذلك بالمرة، فيجب أن نعي إلي أين نتجه حتي لا تضيع مصرنا منا، ونلحقها قبل أن تكتمل عملية الاختطاف.