الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبدالمنعم واصل.. رمز القيادة والقدوة الحسنة




عن ليلة الهجوم قال البطل الفريق عبدالمنعم واصل: فى الليلة التى سبقت العبور كنا ننفذ مشروع الربيع وانقلب إلى حرب حقيقية فجهزنا القوارب التى كنا نستخدمها ودفعناها إلى الساتر الترابى تحت اشراف مجموعة خدمة القائد المكلفة بإرشاد الوحدات للطرق والمحاور، وكنا فى مركز القيادة ونحو الساعة السابعة ليلا اتصل بى المشير محمد عبدالغنى الجمسى وطلب منى إرسال ضابط برتبة كبيرة لاستلام مظروف سرى ومختوم بالختم الأحمر، ورجع الضابط نحو الساعة الثامنة وكان فى المظروف ان ساعة س هى 1400 فقمت باحضار رؤساء قيادة الجيش وقادة الفرقتين والفرقة الاحتياطى، وعندما حلت الساعة 1400 امرنا الجنود بنفخ القوارب لان ساعة س كانت 1410، ففى تمام الساعة الثانية وخمس دقائق يوم السادس من أكتوبر قلت للابطال: ابنائى الشجعان من محاربى الجيش الثالث الميداني.. أمامكم القناة قناتكم وها أنتم تسمعون امواجها، وهناك على الضفة الشرقية أرض سلبت والآن حان اليوم والوقت لاستعادتها وتطهيرها.. ايها الرجال حانت ساعة الجهاد. ثم يقول البطل اللواء عبدالمنعم واصل: قام اللواء 130 مشاة أسطول بعبور القناة، وخصص للفرقة 19 ضمن مهمتها مهاجمة نقطة لسان بور توفيق، وضربنا هذه النقطة بكل أنواع المدفعية التى نملكها وأحضرنا لهم سريتين من الدبابات وأدخلناهما على لسان بور توفيق، وقام بالضربة البطل العقيد أنور خيرى الذى كان يقوم بالضرب بنفسه. بمجرد أن عبرت قواتنا الجوية الضفة الشرقية لقناة السويس لم ينتظر البطل عبدالمنعم واصل عودتها وأمر رجاله بالعبور فكانت قواته أول من رفعت العلم المصرى عاليا فوق سيناء.

أثناء عبور القوات الرئيسية لقناة السويس واجهت صعوبات كبيرة فى إنشاء كبارى الجيش الثالث الميدانى فوقف البطل عبدالمنعم واصل بين رجال المهندسين العسكريين يحثهم على سرعة الانتهاء ثم أمر بعبور الفرقة 19 على كبارى ومعدات الفرقة السابعة، ولم يترك الضفة الغربية لقناة السويس حتى اقيمت جميع الكبارى وعبرت جميع القوات، وفى السادس من أكتوبر 1973 قال أحد القادة الإسرائيليين: إن ما رأيته بعينى أصابنى بالذهول فالجنود المصريين يتدفقون على القناة ويشقون المانع المائى بمعدل مرتفع عند الطرف الجنوبى للقناة كالاعصار. خلال معارك أكتوبر 1973 تولى البطل الفريق عبدالمنعم واصل قيادة الجيش الثالث الميدانى خلفا للفريق سعد مأمون الذى اصيب بأزمة قلبية نتيجة للمجهود الشاق الذى قام به، وبرغم سعادة الفريق عبدالمنعم واصل بتعيينه قائدا للجيش الثالث لأنه كان قائدا له خلال معارك الاستنزاف إلا أنه حزن لمرض الفريق سعد مأمون.

كان للبطل الفريق عبدالمنعم واصل دور كبير فى صد الثغرة التى حدثت فى الدفرسوار خلال معارك أكتوبر 1973، ويقول عنه البطل محمد المصرى صائد الدبابات: خلال المعارك أصدر البطل محمد عبدالحليم أبو غزالة قائد مدفعية الجيش الثانى الميدانى أوامره بالتحرك من زملائى إلى منطقة الثغرة تحت قيادة البطل عبدالمنعم واصل. بعد تجميع كتائب اللواء 128 مظلات تم اخنيارى مع اثنين من موجهى الصواريخ للتعامل مع 3 دبابات إسرائيلية مستترة خلف احدى التبات وتقوم بالضرب فى أى وقت وفى كل اتجاه، وتقدم الضارب الأول وإطلاق صاروخه على الدبابة الأولى فتحولت إلى كومة من النيران، وأطلق الثانى صاروخه على الدبابة الثانية ففرت هاربة بعد اصابتها وبقيت الدبابة الثالثة من نصيبى حيث كانت مخندقة ولم يظهر منها سوى فتحة الماسورة فبقيت مرابطا لها على مدار 36 ساعة، وبعد أن أعطيت الأمان لمن بداخلها بدأ يظهر ثلث الماسورة فعلى الفور سارعت بإطلاق صاروخى على فوهة الماسورة فانفجرت الدبابة وصاح كل من كان بالموقع (الله أكبر) وبعد فترة قصيرة فوجئت بحضور البطل عبدالمنعم واصل إلى الموقع وهنانى وأعطانى عشرة جنيهات قائلا: والله يا بطل ما فى جيبى غيرها. كانت تعليمات البطل عبدالمنعم واصل للضباط والجنود خلال معارك أكتوبر 1973 بعدم المساس بالأسرى الإسرائيلين مهما كانت الظروف ومعاملتهم إنسانيا لان مصر تحترم القانون الدولى للحرب.. والقانون الإنسانى واتفاقيات جنيف كما أن الدين الإسلامى يحثنا على ذلك. بعد انتهاء المعارك تم تعيين البطل عبدالمنعم واصل مساعدا لوزير الحربية فى شهر ديسمبر عام 1973.

كان نموذجا للقيادة الناجحة والقدوة الحسنة فذات يوم وقف بين رجاله ينادى على رتبة الملازم طارق عبدالمنعم واصل قائلا له: أنا والدك فقط فى المنزل ولا بد أن تكون قدوة.. أنت محبوس 15 يوما.